كشف الرئيس التنفيذي لشركة «آي بي إم» الأميركية العملاقة للتكنولوجيا تطلعه إلى تقليص القوة العاملة في القطاع الإداري لشركته بنحو الثلث؛ لأن هذه الوظائف باتت فائضة عن الحاجة بسبب تطور تقنيات الذكاء الصناعي.
وقال آرفيند كريشنا في مقابلة مع قناة «بلومبيرغ» نقلها موقع «يورونيوز»، الثلاثاء، إن شركته ستصدر قرارا بوقف موقت للتوظيف في المكاتب الخلفية، مشيرا إلى أنه من المحتمل الاستغناء عن 7.800 وظيفة على مدى سنوات عدة.
وأضاف كرينشا أن هذه الأعمال التي لا تتطلب تعاملا مباشرا مع العملاء يشغلها نحو «26 ألف موظف تقريبا»، مشيرا إلى أنه «يمكنني بسهولة استبدال 30% منهم على مدى خمس سنوات بالذكاء الصناعي والعمل الآلي».
300 مليون وظيفة يمكن إلغائها
ولفت تقرير «بلومبيرغ» إلى أن موظفي المكاتب الإدارية هم مجرد جزء بسيط من نحو 260 ألف موظف في «آي بي إم»، وقد واصلت الشركة التوظيف في مجالات معينة حتى بعد تسريحها نحو خمسة آلاف شخص في قطاعات أخرى.
لكن في تصريح لوكالة «فرانس برس»، الثلاثاء، حذر الناطقة باسم شركة «آي بي إم» من أنه لا يوجد حاليا وقف موقت للتوظيف في الشركة التي تتخذ من أرمونك في نيويورك مقرا لها، وأضاف: «نحن نتعامل بشكل انتقائي للغاية عند التوظيف في مجالات لا تمس عملاءنا أو التكنولوجيا بشكل مباشر».
وأدى تطور الذكاء الصناعي الذي ظهر في تطبيقات مثل «تشات جي بي تي» إلى إمكان تنفيذ أعمال أقل تعقيدا بسهولة أكبر، مثل بعض مهام الموارد البشرية وإدارة البيانات وعمليات متكررة أخرى.
وأفادت دراسة أجراها «غولدمان ساكس» في مارس، بأن زهاء 300 مليون وظيفة يمكن أن تلغى بسبب الذكاء الصناعي. ولكن رغم الصدمة التي أحدثها إصدار «تشات جي بي تي» في العالم أواخر العام الماضي، فإن التكنولوجيا التي طورتها شركة «أوبن آي» بدعم من «ميكروسوفت» معرضة لارتكاب أخطاء، ما دفع بالشركات إلى استخدامها في مهام بسيطة فقط حاليا.
تحذير من خطورة تقنيات الذكاء الصناعي الجديدة
والإثنين، أعلن جيفري هينتون الذي يمكن اعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي تركه العمل مع فريق أبحاث الذكاء الصناعي في «غوغل»، كما انتقد ميكروسوفت لسرعة تحركها في إتاحة «تشات جي بي تي» أمام الناس.
وقال هينتون إن المنافسة بين شركات التكنولوجيا العملاقة تدفعها إلى إطلاق تقنيات ذكاء صناعي جديدة بسرعات خطيرة، ما يهدد الوظائف ويشكل خطرا على المجتمع.
تعليقات