أبقت الصين الأحد محافظ مصرفها المركزي في منصبه، في خطوة مفاجئة جاءت، بينما يواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم تباطؤا حادا.

وخلال اجتماع له، أبقى البرلمان الصيني يي غانغ محافظا لبنك الشعب الصيني، خلافا لتوقعات بأن يترك الرجل الذي بلغ سن التقاعد منصبه، وفق وكالة «فرانس برس».

وأبقت الصين أيضا مسؤولين اقتصاديين كبار آخرين في مناصبهم، بمن فيهم وانغ وينتاو الذي سيظل وزيرا للتجارة وليو كون الذي سيبقى وزيرا للمال، بالإضافة إلى مدير لجنة الصحة الوطنية، ما شياووي الذي أشرف على سياسة «صفر كوفيد» في البلاد.

وتعمل الحكومة على تنشيط الاقتصاد الصيني الذي سجل نموا بنسبة 3% فقط العام الماضي، وهو أداء يُعدّ الأضعف له منذ عقود.

«رد متعمد ضد العقوبات الأميركية»
وجرى تعيين الجنرال لي شانغفو الذي طالته عقوبات أميركية في 2018 لشرائه أسلحة روسية، وزيرا للدفاع.

وازدادت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين توترا في الأسابيع الأخيرة، بعد دخول منطاد تجسس صيني المجال الجوي الأميركي واتهامات تفيد بأن بكين قد تزود موسكو بالأسلحة لاستخدامها ضد أوكرانيا.

وفي انتقاد مباشر نادر لواشنطن، اتهم شي واشنطن بإقحام الدول الغربية في «سياسة احتواء وتطويق وقمع ضدّ الصين»، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة مساء الإثنين.

- شي جينبينغ يفوز بولاية رئاسية ثالثة في الصين

واعتبر مانوج كيوالراماني من «مؤسسة تاكشاشيلا» في الهند، أن تعيين لي هو «رد متعمد ضد العقوبات الأميركية».

وأشار كيوالراماني، لوكالة «فرانس برس» إلى أن هذا القرار «يظهر رغبة بكين في الانخراط في استراتيجية شد الحبل»، و«سيضيف عقبة جديدة للارتباط المحدود جدا أساسا بين الولايات المتحدة والصين».

الشخصيات الموثوقة الأكثر قربا
وعين الرئيس شي جينبينغ، حلفاء له في حكومته الجديدة، بينهم دينغ شويشيانغ وهي لايفنغ اللذين أصبحا نائبين لرئيس الوزراء الجديد، لي تشيانغ.

وحصل دينغ وهي تقريبا على جميع أصوات النواب البالغ عددهم 2900، كما جرى اختيار رئيس بلدية تيانجين السابق جانغ غوه كينغ والسكرتير السابق للحزب فى مقاطعة شانشي، ليو غوجونغ، ليصبحا نائبين لرئيس الوزراء.

ولإحكام قبضته على السلطة، عين شي الشخصيات الموثوقة الأكثر قرباً منه في أعلى المناصب الحكومية، غداة انتخابه بالإجماع لولاية رئاسية ثالثة تاريخية، مع تسمية لي تشيانغ رئيسا للحكومة السبت.

وكتب محللو معهد نومورا للأبحاث في مذكرة هذا الأسبوع «كان كل من دينغ وهي حليفين سياسيين مقربين للرئيس شي، ويعرف هي والرئيس شي بعضهما بعضا منذ عقود».

مخاوف من إعطاء الأولوية للأيديولوجيا
واعتبر المحللون أن «هذه العلاقات الوثيقة يمكن أن تساعد الحكومة الجديدة في تنفيذ سياستها وتضمن التنسيق بين الوزارات».

وأثار قرار شي جينبينغ جمع الموالين في قمة هرم الحزب الشيوعي، مخاوف من إعطاء الأولوية للأيديولوجيا على حساب النمو الاقتصادي.

وبالنسبة للعام 2023، حدّدت الحكومة هدفا لنمو الناتج المحلّي الإجمالي بنحو خمسة%، وهو الأدنى منذ عقود، حيث أخفق ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى حد كبير في تحقيق هدف النمو في مواجهة قيود مشددة وأزمة عقارية حادة.

ووافق البرلمان الصيني هذا الأسبوع على إعادة هيكلة واسعة للوزارات، بهدف تعزيز الاكتفاء الذاتي في التصنيع.