Atwasat

العازف الأميركي هيربي هانكوك من طنجة: تجربة الجاز الجماعية تعزز الوحدة والتنوّع

بوابة الوسط - القاهرة الأربعاء 01 مايو 2024, 06:05 مساء

رأى عازف البيانو الأميركي الشهير هيربي هانكوك في المغرب، حيث شارك في أنشطة اليوم العالمي للجاز، أن هذه الموسيقى، التي يُعدّ أحد أبرز وجوهها، تشكّل حلقة وصل قادرة على تعزيز «الوحدة» و«التنوع».

وشارك هانكوك، الثلاثاء، في حفلة أقيمت في مدينة طنجة التي اختارتها المنظمة الدولية لاحتضان اليوم العالمي للجاز، إلى جانب عدد من أبرز نجوم هذه الموسيقى، بينهم عازف غيتار الباص ماركوس ميلر والمغنية دي دي بريدجووتر اللذان أبهرا الحضور بأدائهما المشترك، وفقا لوكالة «فرانس برس»

التقت «فرانس برس» هانكوك الذي لاحظ أن «العزف ضمن مجموعة ينطوي على تعبير عن تجارب حياة مجموعة من الأشخاص وتوحيد لها، وهذه التجربة الجماعية.. هذا النوع من الوحدة، جزء لا يتجزأ من هوية موسيقى الجاز».

وأضاف الفنان الذي سبق أن فاز بـ14 جائزة «غرامي» خلال مسيرته: «عندما يأتي الناس للاستماع إلى الموسيقى يمكنهم أن يشعروا بالبهجة التي تنبع منا. هذه التجربة التي يتشاركها الموسيقيون يشعر بها الجمهور أيضاً، ولهذا السبب يملأون الصالات، لأنهم يريدون أن يشعروا بهذه التجربة».

«بورت أو برنس» نظمت مجددا مهرجانها لموسيقى الجاز على الرغم من انعدام الأمن
نيويورك ما زالت قبلة لعازفي الجاز رغم العقبات المالية
بالصور: أول مهرجان لموسيقى الجاز في السعودية

وتابع: «هذا يعني أننا نستطيع أن نعطي المثال عما يجب أن نكون، وأين يجب أن نكون، والموسيقى تخبر بذلك».

ويذكر لهيربي هانكوك، وهو سفير «يونسكو» للنيات الحسنة، أنه من كان وراء استحداث اليوم العالمي لموسيقى الجاز الذي أُطلِق العام 2011.

واعتبر الفنان (84 عاما)، مؤلّف الألبوم الشهير «هيد هانترز»، أن موسيقى الجاز «تعمل بطريقة تتيح للناس التعرف على التنوع وتعزيزه». 

وحضر على مسرح قصر الفنون والثقافة بطنجة أيضا فنانون من تشيلي والكاميرون والبرازيل واليابان، بالإضافة إلى «معلّم» موسيقى كناوة المغربي عبدالله الكورد الذي استهل الحفلة.

تأثير الموسيقى سحريّ
وهذا النوع الموسيقي الصوفي، الذي يحظى بشعبية كبيرة في المغرب، وتعود جذوره إلى العبيد المُرحّلين من غرب أفريقيا، أدرجته «يونسكو» العام 2019 في قائمتها للتراث غير المادي.

وطبعت إقامة عازف البيانو الأميركي الشهير راندي ويستون بين 1967 و1972 في طنجة تاريخ هذه الموسيقى والمدينة الساحلية التي احتضنت خلال القرن العشرين عدداً من كبار فناني الجاز.

وقد نشأ تعاون وصداقة بين ويستون والكورد، وتمكّن الفنان الأميركي، الذي توفي العام 2018، ويُعدَ شخصية تاريخية في عالم الجاز، من إقامة جسور بين هذه الموسيقى وكناوة.

وقال هانكوك الذي اكتشف موسيقى كناوة بنفسه خلال زيارة سابقة للمغرب العام 2015: «لقد أحضر ويستون هذا النوع إلى الولايات المتحدة، مما ساعد في تطويره هنا في طنجة وفي مدن مغربية أخرى». وأضاف: «الجميع أُعجِب بنكهة هذا المناخ، وبالناس هنا». 

ولاحظ أن لإيقاع القراقب (نوع من الصناجات) «تأثيرا سحريا على كيان المستمع إلى هذه الموسيقى».

 أول مدينة أفريقية تحتفل باليوم العالمي لموسيقى الجاز
وبعد نحو عشر سنوات، لا يزال التأثير كما كان. وفي طنجة، التي أصبحت أول مدينة في أفريقيا تحتضن الاحتفال باليوم العالمي لموسيقى الجاز، شارك هانكوك حصّة موسيقية مع «المعلّم» عبدالله الكورد، كانت «عميقةً جداً» إلى درجة أن عينَي الفنان الأميركي «دَمِعَتا»، على قول مؤلّف موسيقى «روكِت» العام 1983.

ورداً على سؤال عما إذا لديه مشروع إبداعي جديد قريباً مستوحى من موسيقى كناوة، أجاب عازف البيانو: «لا أحد يدري!».