Atwasat

مؤثرون افتراضيون مشابهون للبشر.. معادلة جديدة للذكاء الصناعي

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 05 أبريل 2024, 04:50 مساء
WTV_Frequency

تجتاح موجة الذكاء الصناعي العالم المتصل، لكن هل ستعيد خلط أوراق المؤثرين الذين يعتزمون ركوبها في ظل خطر تغلّب هذه المنافسة الجديدة عليهم؟

تستعين وكالة الإعلانات الإسبانية «ذي كلولس» (The Clueless) بـ«المؤثرة» أيتانا، ذات الشعر الوردي والملابس الضيقة، للترويج لمنتجات عدة، واصفة إياها بأنها «قوية» و«مصممة». لكن من يظهر في الواقع على الشاشة ليس إنساناً من لحم ودم، بل هو نتاج - نمطي جداً - لمخيلة إسبان مهووسين بالتكنولوجيا، وفقا لوكالة «فرانس برس».

في وقت يرسّخ الذكاء الصناعي نفسه في جميع القطاعات، لم تتأخر الشركات العاملة في مجال العلاقات العامة عن خوض هذا الغمار الذي تجد فيه آفاقاً اقتصادية لا يمكن إنكارها.

وتقول مديرة شركة (The Clueless) صوفيا نوفاليس من برشلونة «لقد أخذنا في الاعتبار التكاليف المتزايدة المرتبطة بالأشخاص المؤثرين».

شريحة بلاكويل الإلكترونية «ثورة» في الذكاء الصناعي
سحب مدونة صوتية تضمنت «مقابلة» بالذكاء الصناعي مع الفكاهي جورج كارلين
قصة حب بين عوامة وقمر صناعي في مهرجان سندانس السينمائي

وتلفت إلى أن الاستعانة بـ«مؤثرة» افتراضية بواسطة الذكاء الصناعي تتيح «تحكّماً إبداعياً لا مثيل له، ما يسمح باتخاذ قرارات شفافة في ما يتعلق بالصورة والأزياء والجماليات من دون الحاجة إلى جلسات تصوير فعلية». كما أن «النماذج الافتراضية، كونها رقمية، تقدم بديلاً أوفر».

جمهور أصغر سنا
تجسيد مؤثرون من خلال صور رمزية (أفاتار) ليس بالأمر الجديد، فحتى الدمية «باربي» لها حساب على انستغرام يضمّ ملايين المتابعين. لكن التقنية الجديدة تفتح بعداً آخر، إذ بات من الممكن الاستعانة بهذه الشخصيات الافتراضية المولّدة بالذكاء الصناعي لإشراكها في إعلانات تبدو فيها تماماً مثل عارضات الأزياء الحقيقيات.

هذه حال ليل ميكيلا التي يضم حسابها على انستغرام 2,6 مليون متابع. فقد بات لهذه «المؤثرة» التي أنشأتها وكالة في كاليفورنيا في العام 2016، عدد لا يحصى من الإعلانات. ومن بينها، إعلان بتصميم فائق الدقة لشركة صناعة السيارات الألمانية «بي ام دبليو». 

وقد كان الهدف «إنشاء شيء لم يسبق له مثيل» ، حسبما أوضحت الشركة لوكالة فرانس برس في رسالة إلكترونية لفتت فيها إلى أن «اجتذاب جيل أصغر سناً ومتمكّن من التكنولوجيا يشكّل إضافة هامة بالنسبة لنا».

في فرنسا، تقول رئيسة وكالة التأثير والتسويق «ايه دي كرو» (AD Crew) مود لوجون إن «الأمر أشبه بما يحصل إزاء الممثلين على شاشة التلفزيون: نعلم أنهم غير موجودين، ومع ذلك نتابعهم وهذا يثير اهتمامنا، إنه مثل مشاهدة مسلسل قصير».

قبل عامين، أنشأت لوجون مؤثرة افتراضية تُدعى «ميتاغايا» (Metagaya). وتقول «المستوى الحالي للتصميم لم يكن موجوداً بعد. إنه تقني، يجب أن نختار لها ملابس، ونلتقط صوراً للخلفية، ونروي قصة» من خلالها. وتقر ضاحكة «لم تكن جيدة جداً!»
تقنية التزييف العميق

وقد تؤدي الابتكارات التكنولوجية الجديدة، مثل برمجية «سورا» لتوليد الفيديو من شركة «أوبن إيه آي» (OpenAI) إلى تسريع هذه الظاهرة.

ويرى المؤثر الفرنسي شارل ستيرلينغ في هذه التقنية فرصة للقيام بترجمات تلقائية لفيديوهاته. وهو يستخدم أدوات متنوعة، بينها منصات (HeyGen) و(Rask.ai)، التي تتيح مزامنة الشفاه. بمعنى آخر، يحوّل الذكاء الصناعي الفيديو الخاص به، لذلك لا يحتاج صانع المحتوى إلى التسجيل بصوته باللغة الإنكليزية أو الإسبانية.

ويستخدم أيضاً برنامج «ديبشوت» (Deepshot) لتوليد الحوارات واستبدالها، بهدف إنشاء «مقاطع فيديو بتقنية التزييف العميق» بالاستناد إلى مقاطع حقيقية. وقد استعان خصوصاً بهذه التقنية لاختلاق تصريحات بالصوت والصورة للرئيس إيمانويل ماكرون. ويقول «أصور فيديو لماكرون وأجعله يقول نصا ليس نصه الأصلي. على سبيل المثال، جعلته يتحدث عن موقع حكومي». كل ذلك في دقائق معدودة ومقابل بضعة دولارات تُدفع للمنصة.

لكن شارل ستيرلينغ يرى حدود هذه الممارسة، قائلاً «يمكن للجميع أن يصبحوا مؤثرين من خلال هواتفهم. وفي نهاية المطاف، سنكون أمام ذكاء اصناعي بأشكال متعددة متاحة على مدار الساعة، وأقل تكلفة بكثير للتطوير».

وتثير سوق المؤثرين شهية كبيرة، في ظل النمو السريع الذي تشهده، إذ قد تصل قيمتها إلى حوالى 200 مليار دولار بحلول عام 2032، وفق بيانات شركة «ألايد ماركت ريسرتش» (Allied Market Research).

احتراق وظيفي
ومع ذلك، تنفي وكالة «ذي كلولس» الإسبانية رغبتها في أن تحل محل المؤثرين البشريين.

وتقول صوفيا نوفاليس «لا نعتقد أن النماذج الحقيقية سوف يتخطاها الزمن أو أنها ستُستبدل بنماذج تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الصناعي مثل آيتانا. في رأينا، يمكن أن تتعايش هذه النماذج».

وتقارن هذه الظاهرة بـ«الانتقال من المطابع إلى الطابعات المنزلية: التكنولوجيا الجديدة لم تجعل المطابع تختفي».

بالنسبة لمود لوجون، فإن وصول الذكاء الصناعي يمكن أن يساعد المؤثرين الذين يتعين عليهم دائماً إنتاج المحتوى بشكل متواصل. وتقول «تقديم مضامين شخصية على المدى الطويل أمر معقد: إذ يصل بعض صناع المحتوى إلى مرحلة الاحتراق الوظيفي. وربما يكون الذكاء الافتراضي طريقة جديدة للتعبير من دون الكشف عن النفس»، خصوصاً بالنسبة للأطفال.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
فوز الفنانة الفرنسية من أصل إيراني مرجان ساترابي بجائزة «أميرة أستورياس» للأدب
فوز الفنانة الفرنسية من أصل إيراني مرجان ساترابي بجائزة «أميرة ...
فرقة مسرحية بريطانية تجعل «الخشبة» منبرا لأصوات اللاجئين
فرقة مسرحية بريطانية تجعل «الخشبة» منبرا لأصوات اللاجئين
رغم العنف والفقر.. حي في بوغوتا يسعى إلى استقطاب السيّاح
رغم العنف والفقر.. حي في بوغوتا يسعى إلى استقطاب السيّاح
وزارة الثقافة والتنمية المعرفية تحتفي بـ«اليوم العالمي للكتاب»
وزارة الثقافة والتنمية المعرفية تحتفي بـ«اليوم العالمي للكتاب»
العازف الأميركي هيربي هانكوك من طنجة: تجربة الجاز الجماعية تعزز الوحدة والتنوّع
العازف الأميركي هيربي هانكوك من طنجة: تجربة الجاز الجماعية تعزز ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم