يُقال أحيانا: «إن الشعر يصبح مفهوما أكثر عندما يتحوّل إلى موسيقى أو إلى عمل تشكيلي، والفنان، رساما كان أو شاعرا أو موسيقيا، اعتاد أن يرى العالم بعين أكثر حساسية وشمولا، فهو يلتقط التفاصيل، ويلاحظ الحالات والظواهر المختلفة، ويستمتع برصدها وتأمّلها وتصويرها».
صاحب لوحة استوحاها من قصيدة
في لوحة - عنوان هذه الحلقة - يصوّر الفنان الرسام الإيراني الواقعي «مرتضی کاتوزیان»، الذي ولد في 3 / 7 / 1943، منظرا استوحاه من قصيدة للشاعرة الإيرانية الراحلة «برفين اعتصامي» التي توفيت مبكرا، والتي اهتمت بالمرأة والأطفال، وكانت قد تناولت في واحدة من قصائدها حالة طفل انكسرت منه «آنية خزفية» من دون قصد، فارتعب لدرجة أنه لم يستطع معها العودة إلي البيت خوفا من غضب والده، فتحولت كلمات قصيدتها إلى ألوان صور بها الفنان التشكيلي الإيراني «مرتضى كاتوزبان» حالة الطفل النفسية.
لوحاته ترغم مشاهدها على التعاطف معها
اللوحة تُبرز حالة طفل برئ الملامح، رث الثياب، منزوٍ في زاوية شارع، يغلب عليه النعاس، وأمامه آنية فخار مكسورة. ملابسه الرثة، وسرواله المرقع بخرق ملونة يوحيا بالفقر الشديد، بينما يُبرز اللون الأبيض كآبة اللونين الأصفر والبنّي. كما رسمت ظلالهما بعناية وبراعة فائقة، والمنظر بأكمله يُرغمك على التعاطف مع حالة الطفل.
يعتبره النقاد رسام الفقراء
الكثير من النقاد يعتبرون الفنان «مرتضى كاتوزيان» واحدا من أشهر الفنانين التشكيليين في إيران، ويصفونه بأنه «رسام الفقراء والمهمّشين»، وهو ينتمي لعائلة متوسطة الحال، تحبّ الرسم والفنون، وهو فنان بموهبة فطرية، إذ لم يتتلمذ على يد أحد، بل علّم بنفسه، ومارس إلى أن ابتكر لنفسه أسلوبا في الرسم، ثم اتبعه بإتقان. ومنذ العام 1960، وصلت لوحاته وتصميماته حدا متميزا، وأصبح إبداعه احترافيا، خصوصا بعدما بدأ يصمم الملصقات والشعارات وأغلفة الكتب والمطويات.
تعليقات