القى الدكتور الفنان حسن قرفال، الأربعاء، محاضرة (الممثل المسرحي: أسس التكوين وطبيعة الأداء) ضمن فعاليات المهرجان الوطني للمسرح، والتي أقيمت بفندق الفصول الأربعة.

وتناول قرفال في المحاضرة التي قدمها الأستاذ ميلاد الحصادي طبيعة الأداء الفني للمثل وكيف يمكنه تجسيد الحالة النفسية للموقف الافتراضي للمشهد والذي قد يتطلب منه في بعض الأحيان الانسلاخ عن شخصيته الحقيقية في الواقع.

وأرجع قرفال سبب تأخر العرب بشكل عام في معرفة فن التمثيل لوجود عديد المحاذير الدينية والاجتماعية التي فرضت عليه.

- حسن قرفال: أهدي تكريمي عربيا لكل الفنانين في بلادي
- حسن قرفال يشارك في «ما وراء الطبيعة» على «نتفليكس»

وأشار إلى أن بداية المعرفة الفعلية لفن التمثيل وفهم مهمة الممثل كانت في بداية القرن العشرين، وتحديدا مع تدفق مجيء الفنانين السوريين تحديدا إلى مصر وإنتاجهم بعض الأعمال المسرحية.

وأضاف أن ثمة إشكالية تواجه الممثل العربي عموما وتجسدت عند الممثل المصري تحديدا، وهي اتباعه للأسلوب الخطابي في أداء الشخصيات التي يقوم بتجسيدها، ورسخ الفنان (جورج أبيض) لهذا الأداء بعد عودته من فرنسا، وكذلك الفنان يوسف وهبي.

أدوات الممثل 
وتابع أن الممثل عليه أن يمتلك أدوات خاصة تمكنه من أداء الشخصية بشكل متعمق سواء من الناحية النفسية أو التفاعلية، فالأداء الخطابي قد لا يصلح في الكثير من المواقف التي يتعامل معها الممثل بل غن هذا الأداء نفسه قد يحرمه من التعاطي الحقيقي مع الشخصية التي يؤديها مما يخلق حاجزا بين الممثل والمشاهد الذي يفقد الشعور بالمصداقية باتباع هذا الأداء، وهو ما ترك تأثيرا سلبيا واضحا في السينما والتلفزيون والأعمال المسرحية.

وتوقف قرفال عند المشهد الليبي مشيرا إلى أن العناصر الأساسية المتطلب وجودها لتكوين أي ممثل (الموهبة، الدراسة، الاطلاع)، فالموهبة وحدها غير كافية إذ إنها تضع حدا لا يمكن للممثل أن يتجاوزه إلا إذا نماها بالعلم سواء كان ذلك في بتعلم الاجتماع أو التاريخ أو علم النفس السلوكي.

انتقادات لمدرسة التمثيل الليبية
وانتقد التجربة الفنية الليبية التي لا يلجأ فيها الممثل إلى التغيير والتعمق في الشخصية وإنما غالبا ما يكرر نفسه في جميع الأدوار التي يؤديها وربما كان التغيير الوحيد يعتمد على الملابس فقط.
وبالرجوع إلى زمن الرواد يرى قرفال أن التركيز اتجه لفن المسرح والأعمال المسموعة التي صقلت الكثير من الفنانين حتى ظهور الدراما التلفزيونية سنة 1968 في مسلسل (بداية الطريق) بطولة الفنان محمود الهتكي وإخراج الأمين ناصف، ووصولا إلى الوقت الحالي.

وعقب قرفال على اعتماد الفنان الليبي الأداء الصوتي فقط في غياب لغة الجسد التي اعتبرها أهم من الحوار، منوها بضرورة الاستفادة من المدارس الحديثة في التمثيل وأن يسعى الفنان لتطوير مهارته حتى يصبح أكثر إقناعا للمشاهد.

جانب من الحضور