Atwasat

موسيقي يعيد الحياة إلى آلات بيانو تعرضت للهجر والإبعاد

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 31 مايو 2023, 05:08 مساء
WTV_Frequency

دفعه حبه للموسيقى إلى إعادة الحياة لمئات من آلات بيانو كانت تتعرض للهجر والإبعاد من أصحابها. الموسيقي تيم فنسنت سميث قرر تكريس نفسه لهذه المهمة في متجر كبير سابق قرب ميناء إدنبره في اسكتلندا.

بدأ فنسنت هذا العمل خلال إقامته في باريس قبل 20 عامًا، كان يعمل آنذاك في مكتبة شكسبير أند كومباني للمؤلفات الصادرة بالإنجليزية، على ضفاف نهر السين، مقصد أجيال من الكتاب، من بينهم إرنست همنغواي.

كان مالك المكتبة يكلف فنسنت إحضار ألواح خشبية من مكبات النفايات في المنطقة ليصنع منها رفوفًا ومقاعد وأسرّة للموظفين الموسميين. وغالبًا ما كان تيم فنسنت سميث يندهش من جودة آلات البيانو التي تُرمى في هذه المكبات.

 في أدنبره، تمكن الموسيقي حتى اليوم مع فريق من المتطوعين في إعادة النبض الموسيقي إلى مئات آلات البيانو التي يتخلى عنها أصحابها سعيًا إلى توفير مساحات إضافية في بيوتهم.

تبني بيانو
وما إن ينجز ترميم آلات البيانو هذه، حتى يطرحها للراغبين في تبنيها. أما تلك التي لا يمكن تصليحها، فتُحوّل إلى قطع فنية أو إلى أثاث. ويقول: «اكتشفت أن ثمة أكوامًا من آلات البيانو ترمى في مكبات النفايات ورحت أصنع الأثاث منها، على غرار مقعد بجانب النافذة وسرير مرتفع مع درج، ثم بقيت أتلقى آلات البيانو».

وأدرك عندها أن آلات بيانو كثيرة تُرمى تكون في حالة لا تزال جيدة إلى حد ما، فقرر مع صديق موسيقي هو ماثيو رايت تأسيس بيانودروم لإنقاذ أكبر عدد ممكن منها.

- أنامل الفرنسية كوليت ماز تواصل العزف على البيانو في عمر الـ 108 سنوات
- وفاة عازف البيانو الأميركي نيكولاس أنغيليتش عن 51 عاما

ويضيف: «إذا كنت محظوظًا، قد تعثر على بيانو قديم جميل يتمتع بميكانيكا جيدة وصوت جيد، يحلو العزف عليه (..) أفضل ما يمكن أن يحدث لبيانو قديم هو أن يتوافر منزل جديد له». وللمملكة المتحدة باع طويلة في صناعة آلات البيانو، ويعود هذا التقليد فيها إلى أكثر من 200 عام. وفي مطلع القرن العشرين، كان عدد صانعي هذه الآلات في بريطانيا نحو 360، كان نتاجهم يُصدر إلى مختلف أنحاء العالم، فكانت تبدع على ملامسها أنامل الملحنين الكبار من أمثال شوبان وليست ويوهان كريتيان باخ، النجل الأصغر ليوهان سيباستيان باخ.

وكانت هذه الآلات في الماضي عنصرًا مهمًا في الحياة الاجتماعية والهوية البريطانية، وكانت تشغل حيزًا أساسيًا في المنازل وفي حانات الأحياء. لكنّ حجم المساكن تضاءل، وبات من الصعب إيجاد مساحة تتسع للبيانو فيها.

«بيانودروم»
في مرحلة لاحقة، بدأ التلفزيون والبيانو الإلكتروني يشكلان وسيلتين بديلتين للترفيه، فقبعت آلات البيانو التقليدية في زوايا صالات الاستقبال في المنازل، وأصبحت مجرد قطعة أثاث إضافية يتكدس الغبار عليها. في خمسينيات القرن العشرين وستينياته، شاعت ممارسات أقل ما يقال فيها أنها مفاجئة، إذ كانت تقام مسابقات في تحطيم آلات البيانو باستخدام المطارق الثقيلة.

بعد تأسيس «بيانودروم»، أُحضِر بيانو إلى إدنبره من بليموث في جنوب غرب إنجلترا، وكان يبدو غير صالح للاستخدام. ويتذكر تيم فنسنت سميث أن كل المفاتيح كانت ملتصقة بعضها ببعض بسبب الرطوبة. بعد أن عالجها، استعادت المفاتيح قدرتها على التحرك مجددًا وعاد الصوت جيدًا. وأصبحت «بيانودروم» تستخدم هذا البيانو في حفلاتها الموسيقية.

إلا أن بعض الآلات المرمية لا تكون قابلة للترميم، فيحوّلها فريق العمل قطعًا فنية. ويقول سميث إن البيانو مثال على ما يعتبره مجتمعنا نفايات، لكنّ استخدامه ممكن بطريقة رائعة. لذا ما أود أن أقوله للناس هو: «إذا كنتم تفكرون في رمي آلة البيانو لديكم، فكروا مرتين، إنها شيء جميل، إنها بيانو».

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
جيراك يكرر إفادته والمدعي العام يعتبرها «ملتبسة»
جيراك يكرر إفادته والمدعي العام يعتبرها «ملتبسة»
إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
شاهد في هنا ليبيا: قصة فنان تشكيلي من تمسان
شاهد في هنا ليبيا: قصة فنان تشكيلي من تمسان
المغني كينجي.. «تظاهر بالانتحار» حبًّا لأسرته
المغني كينجي.. «تظاهر بالانتحار» حبًّا لأسرته
معرض يحتفي بالألوان ويوثق ذاكرة ألعابنا الشعبية
معرض يحتفي بالألوان ويوثق ذاكرة ألعابنا الشعبية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم