نظَّم المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية، الأربعاء، محاضرة، للدكتور المختار الطاهر كرفاع، بعنوان «محاولات بناء الدولة الحديثة في ليبيا بين النجاح والإخفاق»، تناول خلالها ما أسماه الفرص التاريخية التي كان من الممكن أن يستفيد منها الليبيون لتكوين كيان مستقل ويؤسس لنظام سياسي واقتصادي ومجتمعي متطور.
ووضع المحاضر المسار التحليلي خلف سؤال رئيس وهو: لماذا فشل الليبيون في تأسيس دولة وطنية قوية، وهل حاولنا أصلًا تأسيسها؟ وهل نجحنا في ذلك دون تدخلات خارجية؟
وأضاف أن الإجابة عن هذه التساؤلات مرهونة بقراءة معمقة لتاريخنا الحديث؛ إذ أن العودة للتاريخ في ظل هكذا إشكالية مشروعة ومطلوبة طالما أن الظاهرة التاريخية مستمرة.
وأشار أن الحديث عن ظهور الدولة الليبية الحديثة وفي إطارها الجيوسياسي المعروف اليوم يعود للعام 1551، حينما تمكن العثمانيون من طرد فرسان مالطا من طرابلس، ثم ضم برقة لطرابلس تحت مسمى إيالة طرابلس الغرب وبرقة، وفي عهد أحمد القرمانللي «1711-1745» تم ضم فزان لطرابلس أيضًا، وبهذا وحدت الأقاليم الثلاثة في إطار جيوسياسي واحد.
وعدد كرفاع الفرص التاريخية للاستقلال بداية من سنة 1510 عندما احتل الإسبان طرابلس والذي كان من المفروض أن ينتج مقاومة توحد الليبيين وتعزز فيهم عنصر الوطنية، إلا أن الضعف العسكري وغياب شخصية قيادية قوية نتج عنه نجاح الغزو واستعمار المدينة.
ويرى الفرصة التاريخية الثانية سنة 1711 بتولي أحمد القرمانللي حكم البلاد؛ إذ استمر حتى 1835، حيث جعل اللغة العربية هي الرسمية وأسس جيشًا وطنيًا غالبية عناصره من الليبيين، واتخد راية له غير راية العثمانيين، وسك عملة خاصة بها، إلا أن ذلك للأسف لم يتم البناء عليه.
وبوقوفه على أهمية سنة 1832 عندما تنازل يوسف باشا القرمانللي عن الحكم لابنه وما نتج عنها من احتراب داخلي بين الأهالي، ينتقل إلى الحدث الأبرز وهو 1912 عندما خرج العثمانيون من البلاد إثر معاهدة أوسي لوزان التي تنازلوا بمقتضاها عن ليبيا للإيطاليين، مانحين في نفس الوقت الليبيين استقلالهم والذي لم يتمكنوا من التمتع به أو ملء الفراغ السياسي الذي تركه الأتراك.
وتطرق المحاضر أيضًا إلى فترة الاستقلال والنظام الملكي ثم حكم سبتمبر 1969 وصولا الى سنة 1911 وما بعدها واصفًا الآليات للخروج من دوامة الفشل لتكوين دولة حقيقية.
تعليقات