في مثل هذا اليوم، منذ 57 سنة رحل عنا العقيد إدريس العيساوي، الذي تقول المصادر إنه «ثاني وآخر اغتيال سياسي حدث زمن المملكة». واللغو بشأن اغتياله كثير، غير أنه شخصية عسكرية متميزة، فهو أحد الذين ساهموا في تكوين الجيش السنوسي في مصر سنة 1940، وهو الذي قاد كتيبة من الليبيين وساهم معها في حرب فلسطين سنة 1948.
ولقد تدرج باقتدار ومهنية السلم العسكري من بدايته حتى وصل رتبة عقيد، وكان مؤسس الكلية العسكرية الملكية في بنغازي، باعتبار أنه أول آمر لها سنة 1957، ثم تعين نائب رئيس أركان الجيش الليبي سنة 1962. اختاره الأمير الحسن الرضا ولي العهد ليكون رئيسا للوفد العسكري، الذي رافقه إلى أمريكا سنة 1962، وهي التي عاد منها الوفد باتفاقية التسليح لتزويد الجيش الليبي بأحدث الأسلحة، وتزويد سلاح الطيران، بأحدث الطائرات، وتنظيم دورات عسكرية لكوادر الجيش الليبي.
لقب (العيساوي) ألحق به بسبب أنه تربى في بيت أخواله، أما اسمه الرسمي إدريس بلحمد بوشناف الشيخي، من مواليد مدينة المرج، في الحقبة الثانية من القرن الماضي. اغتيل ليلة 9 ديسمبر 1962 بوابل من الرصاص، وهو يقود سيارته الخاصة في طريق عودته من مقر الكلية العسكرية الملكية نحو مدينة بنغازي. أُسعف على أثرها إلى المستشفى العسكري البريطاني، وهو في وعيه غير أنه أسلم الروح هناك، فكان ذلك الاغتيال هو الثاني في تاريخ ليبيا الملكية، الذي طال رجلين من رجالها هما ابراهيم الشلحي وادريس العيساوي، الذي وسد ثرى مقبرة سيدي إعبيد في اليوم التالي.
* اغلب الصور من اراشيف الاستاذ ابراهيم بوشناف، اضافة اللوجو ليتناسب حجمها مع تقنية الموقع
تعليقات