لم يختلف النهج التعليمي المبكر لغالبية جيل مطلع القرن الماضي، الذي باغث ليبيا بعدوان ايطاليا الاستعماري سنة 1911، كانت الكتاتيب الملحقة بالمساجد هي التي تعلم النشء القرآن ومبادئ اللغة العربية، سنة 1915 ولد الأستاذ المربي حامد إبراهيم الشويهدي.
ومن بعد الكتّاب أتم مراحل تعليمه الأساسي والمتوسط لينال الشهادة الثانوية، ليوفد إلى إيطاليا مواصلا دراسته الجامعية بكلية الزراعة بجامعة روما، فتخرج فيها. وحال عودته إلى ليبيا انتدب موظفا بالمحاكم الشرعية بمدينة بنغازي، ثم عين سنة 1935 معلما لتبتدئ رحلته مع التدريس متنقلا بين أغلب واحات، وقرى ومدن برقة، وافتتح عددا من مدارسها الداخلية، منها مدرستا الأبيار والعويلية الشهيرتان. ثم أصبح مفتشا. وتدرج في حقل التعليم من مدرس إلى مفتش ثم مديرا إلى أن تبوأ وظيفة وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الفنية وشؤون الجامعات.
شغل أيضا مديرا لنظارة الأشغال العامة، فلقد كان إداريا من الطراز الأول. وكان خلوقا كريما ممتلئا حماسا وغيرة ووطنية. تشهد له مواقفه ومساندته وإصراره على تشجيع الجمعيات الأهلية والنسائية، والمدارس المسائية للعمال والعاملات والذين أرغمتهم ظروف الحياة للعمل مبكرا. كان مثقفا يجيد الإنصات، صادق الحديث والنصيحة. أحيل للتقاعد العام 1970. وظل رجل المناسبات الخيرة، مما أكسبه احترام مدينته التي أحبها، والتي وسد ثراها بمقبرة (سيدي اعبيد) يوم رحيله الموافق 27-10-1981. الذي تصادف أنه في مثل هذا اليوم منذ ثمانية وثلاثين عاما.
تعليقات