غيب الموت الفنان علي رافع العريبي، الذي يعد واحدًا من أهم الفنانين الشعبيين حديثًا في ليبيا، لتسقط ورقة أخرى من الفن الشعبي الليبي تاركًا وراءه أرشيفًا كبيرًا من الحفلات الفنية.
العريبي (42 عامًا) بدأ مشواره الفني من خلال حفلات زفاف، وبعد أن ذاع صيته واشتهر بسرعة أصبح يشارك في غالبية حفلات الزفاف، ولم يكن حكرًا على حفلات الرجال فقط، بل كان يغني من داخل غرف صغيرة بصالات الأفراح ويظهر على الشاشة داخل الصالة والنساء تبتهج بمجرد وجود العريبي في حفل الزفاف.
أقام العريبي عديد الحفلات داخل وخارج البلاد لليبين مقيمين في مصر وتونس والمهجَّرين أيضًا الذين كانوا يقيمون مناسبات اجتماعية، حيث يستقدمونه لإقامة وإحياء الحفلات لهم حتى في المقاهي ليعيشيوا الأجواء الشعبية الليبية.
العائلات كانت تؤجل مناسباتها الاجتماعية كالاحتفال بقدوم مولود ونجاح وأفراح حتى تتحصل على حجز العريبي، ومن ثم تأتي باقي الترتيبات، خصوصًا عندما تشاركه الحفل فنانة شعبية.
واُعتُقل العريبي من قبل تنظيم «أنصار الشريعة» في مدينة بنغازي بسبب إحيائه الحفلات وغنائه في إحدى الحفلات أغنية (قولو لأنصار الشريعة.. في بنغازي نار قطيعة) وتمت حلاقة رأسه أثناء الاعتقال، وفور خروجه توقف فترة قصيرة جدًّا ولم يثنه الاعتقال عن ممارسة الفن الشعبي، فعاد واستمر في إحياء الحفلات الشعبية وحفلات الزفاف طيلة السنوات الماضية، ولبى كافة الدعوات رغم الحرب في ذلك الوقت حتى غيَّـبه الموت في ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة.
مرَّ علي العريبي بوعكة صحية خلال الأشهر الماضية، وقاوم كثيرًا وتلقى العلاج إلا أن الموت أبى أن يعلن وفاته وسط حزن كبير لمحبيه ومعجبيه والوسط الفني الشعبي في مدينة بنغازي خاصة، وليبيا بشكل عام.
تعليقات