يحتفي معهد العالم العربي في باريس باليوم العالمي للغة العربية مع سلسلة أنشطة فنية وثقافية يحتلُّ بها الخط العربي موقعًا مهمًّا لتسليط الضوء على أهمية الحفاظ على هذه اللغة التي وصفها رئيس المعهد «جاك لانغ» بأنها «كنز».
وأقرَّت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» 18 ديسمبر من كل عام يومًا عالميًّا للغة العربية لكونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في المنظمة، وفقًا لـ«وكالة الأنباء الفرنسية».
وقال لانغ، الذي حضر السبت انطلاق النشاطات المرافقة لهذا الحدث، إن اللغة العربية «كنز يجب التشارك به مع سائر البشرية، كما أنها لغة عالمية يجب الحفاظ عليها ونشرها»، مشيدًا بدور معهد العالم العربي في تعليم هذه اللغة بكل أشكالها وأيضًا عبر الفنون والموسيقى وكل أنواع التعبير.
وكشف لانغ أنَّ المعهد بصدد تحضير شهادة دولية لتحديد المستوى اللغوي في العربية مع معايير علمية كتلك المعتمدة مع تقييم المستوى في اللغة الفرنسية أو الإنجليزية.
ويبلغ عدد الناطقين باللغة العربية كلغة أم نحو 300 مليون شخص، لتحتل المرتبة الخامسة على قائمة أكثر اللغات المحكية حول العالم
وبين الفعاليات المتعددة، شكَّلت ورشة الخط العربي أحد الأنشطة الأكثر استقطابًا للزوار التي أحياها السبت، وللسنة الثالثة على التوالي، الفنان والخطاط الفلسطيني «أحمد داري».
وشرح داري في ما يشبه الدرس أو المحاضرة المبسطة طبيعة الخط العربي وأنواعه، محاولاً إقناع الحضور بقدرتهم على خط الحروف مثله.
وتحدَّث داري بالفرنسية للحاضرين وهم بأكثريتهم من الأبناء الصغار للمهاجرين أو من الفرنسيين الذين يتعلمون العربية، فيما جاء البعض بهدف اكتشاف المزيد عن هذه الجمالية الخاصة بالخط العربي.
وعن مشاركته المستمرة في إحياء يوم اللغة العربية يقول داري: «قضية اللغة العربية هي قضيتي، أنا أعتبر أنَّ الحرف هو اللغة، واللغة مشروع ثقافي كبير».
وشهدت مكتبة المعهد إقبالاً كثيفًا أيضًا على نشاط يتعلق بتقييم مستوى المعرفة باللغة العربية، ويقبل نحو 2000 شخص على المعهد سنويًّا لتعلم العربية في معهد العالم العربي في باريس الذي طوَّر وسيلة حديثة لتعليم هذه اللغة للكبار، ويسعى لتطوير برنامج جذاب وحيوي للصغار.
وتنظم منظمة اليونيسكو بالمناسبة، الاثنين والثلاثاء، مجموعة من الندوات حول حاضر اللغة العربية بمشاركة عدد كبير من الاختصاصيين،ويختتم الفنان العراقي نصير شمّة مجموعة الأنشطة، الثلاثاء، بإحياء أمسية عزف على العود تُـقدَّم خلالها المقامات العربية.
ويبلغ عدد الناطقين باللغة العربية كلغة أم نحو 300 مليون شخص، لتحتل المرتبة الخامسة على قائمة أكثر اللغات المحكية حول العالم.
تعليقات