كشفت صور الأقمار الصناعية أن طريق الذي يعكف الاحتلال الإسرائيلي على بنائه لقسم قطاع غزة إلى شطرين، شمالي وجنوبي، وصل إلى ساحل البحر المتوسط، وذلك في إطار خطة إسرائيلية لإحكام السيطرة على القطاع للأشهر أو السنوات المقبلة على الأرجح، على ما نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية.
وأظهرت صور، مؤرخة في السادس من مارس، أن الطريق الرابط بين الشرق والغرب، الذي كان قيد الإنشاء خلال الأسابيع الماضية، يمتد الآن من حدود قطاع غزة مع «إسرائيل»، ويمر بعرض القطاع على مسافة 6.5 كم تقريبا، ويقسم شمال القطاع، بما في ذلك مدينة غزة، عن جنوبه.
ونقلت «سي إن إن» عن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن «الغرض من الطريق هو إنشاء موطئ قدم عملياتي في المنطقة، والسماح بعبور القوات، وكذلك العتاد اللوجستي». ويأتي ذلك في إطار خطة لإدارة غزة، كشفها رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتانياهو، الشهر الماضي.
- 155 يوما من العدوان.. عشرات الشهداء في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة
«ممر نتساريم» يشطر غزة إلى نصفين
ويحمل الطريق الجديد اسم «ممر نتساريم»، تيمنًا بمستوطنة «نتساريم» السابقة في غزة، وهو يتقاطع مع أحد الطريقين الرئيسيين بين الشمال والجنوب، وهو شارع صلاح الدين، لإنشاء تقاطع مركزي استراتيجي.
ويبدو أن الممر يتصل بطريق الرشيد الذي يمتد على طول الساحل، كما تُظهر صور الأقمار الصناعية. وقال فلسطينيون لـ«سي إن إن» إنهم «يتذكرون أن ما يسمى مفترق نتساريم كان موجودًا قبل العام 2005، وفي ذلك الوقت كان الوصول إليه إلى حد كبير فقط للمستوطنين الإسرائيليين».
وسيحتوي الممر، الذي سيستخدم لمدة عام على الأقل، على ثلاث حارات مرورية: واحدة للدبابات والمركبات المدرعة، وأخرى للمركبات الخفيفة، وثالثة للحركة السريعة، ويمكن أن يصل بين مستوطنة «بئيري»، قرب الحدود الإسرائيلية مع غزة، وساحل البحر المتوسط مباشرة خلال سبع دقائق.
وقال وزير شؤون الشتات الإسرائيلي، أميحاي شيكلي، لـ«سي إن إن» إن الطريق الجديد «سيسهل على الجيش الإسرائيلي شن غارات على شمال مدينة غزة وجنوبها».
من جهتها، أوضحت مديرة برنامج الاستخبارات والأمن القومي والتكنولوجيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إميلي هاردينغ، أن «ممر نتساريم هو محاولة للسيطرة على حركة السكان في غزة».
وأضافت: «الطريق الذي يقسم القطاع سيُسهل فحص الأشخاص الذين يتنقلون ذهابا وإيابا بين الشمال والجنوب، ومحاولة معرفة ما إذا كان أي منهم من مقاتلي حماس».
تعليقات