نشرت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، الإثنين، تقريرا يحمل عنوان «يمكنك شم النفط في الهواء: الوقود الأحفوري في الإمارات يغذي التلوث السام» يؤكد ارتفاع كبير في مستويات تلوث الهواء في الدولة التي يبلغ عدد سكانها حوالي عشرة ملايين نسمة، مستندة إلى تحليل بيانات تلوث الهواء الحكومية وصور الأقمار الصناعية من العام 2018 إلى العام 2023.
وأفاد التقرير المؤلف من 24 صفحة بأن «قطاع الوقود الأحفوري الإماراتي يسهم في التلوث السام للهواء والتأثير المدمر على صحة الإنسان، حتى في الوقت الذي تسعى فيه حكومتها إلى وضع نفسها في موقع الرائد العالمي في قضايا المناخ والصحة» بمؤتمر المناخ «كوب28»، حسب وكالة «فرانس برس».
واستشهد التقرير الذى نشر في الوقت الذي تستضيف فيه الدولة الخليجية الغنية بالنفط محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ في دبي، بدراسات أكاديمية تشير إلى انبعاثات الوقود الأحفوري كعامل مساهم آخر، بعد تأكيد الإمارات أن تلوث الهواء ناجم بشكل رئيسي عن الغبار الذي تذريه العواصف الرملية.
وقال إن حرق الوقود الأحفوري لأغراض النقل والتسخين وحرق النفايات وتوليد الكهرباء والأنشطة الصناعية الأخرى من بين المصادر التي تسهم في تدني نوعية الهواء.
تقاعس الحكومة عن منع التلوث «سر قذر»
وقال مدير قسم البيئة في «هيومن رايتس ووتش» ريتشارد بيرسهاوس، «يلوث الوقود الأحفوري الهواء الذي يتنفسه الناس في الإمارات. لكن قضاء الحكومة الإماراتية على المجتمع المدني يعني أنه لا يمكن لأحد أن يعبر علناً عن مخاوفه أو ينتقد تقاعس الحكومة عن منع هذا الضرر»، واصفاً الأمر بأنه «سر قذر».
وتعد الإمارات من أكبر منتجي النفط في العالم، وتخطط لمواصلة توسيع إنتاج الوقود الأحفوري على الرغم من تقديم نفسها على أنها جهة فاعلة رائدة في مجال المناخ باعتبارها مضيفة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ «كوب28».
ووجد تحليل «هيومن رايتس ووتش» لمستويات الجزيئات «PM2.5» التي التقطتها 30 محطة رصد أرضية حكومية في سبتمبر 2023، أنها كانت في المتوسط نحو ثلاثة أضعاف المستويات اليومية التي توصي بها المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بشأن جودة الهواء. وهذه الجزيئات العالقة صغيرة جدا ويبلغ حجمها 2.5 ميكرومتر أو أصغر ويمكن أن تخترق عمق الرئتين وتدخل مجرى الدم بسهولة.
استثمارات بـ 150 مليار دولار لزيادة إنتاجية النفط
وقالت «هيومن رايتس ووتش» إن العمال المهاجرين الذين يشكلون القسم الأكبر من سكان الإمارات هم الأكثر عرضة للخطر. وهي أجرت مقابلات مع 12 من هؤلاء العمال ونقلت عن أحدهم قوله إن «الإمارات هي مصنع ينتج المرضى. يعود العمال مصابين بالمرض. هناك عدد قليل جدًا من الأشخاص الذين يغادرون البلد بجسم سليم».
وتخطط الإمارات، سابع أكبر منتج للنفط الخام في العالم، لاستثمار 150 مليار دولار بحلول العام 2027 لزيادة طاقتها الإنتاجية من النفط والغاز.
تعليقات