تظاهر عشرات الآلاف في مدينة الرباط المغربية، الأحد، للتضامن مع الفلسطينيين والمطالبة بالتراجع عن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في مسيرة هي الأضخم منذ استئناف المغرب علاقاته الدبلوماسية مع الدولة العبرية.
وتجمع نساء ورجال بأعمار مختلفة ومن مدن مغربية عدة على طول نحو كيلومتر وسط العاصمة منذ الصباح، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تضامن و«مساندة لا مشروطة لمقاومة الاحتلال»، كما كتب على إحداها. وردد المتظاهرون شعارات من قبيل «الشعب يريد تحرير فلسطين»، و«كلنا فداء لغزة الصامدة... شعبك صامد يا غزة رغم الحصار»، بحسب «فرانس برس».
«الشعب يريد إسقاط التطبيع»
وفي موازاة الشعارات التضامنية مع الفلسطينيين هتف المتظاهرون الذين ساروا بهدوء «الشعب يريد إسقاط التطبيع» مع إسرائيل، و«ضد الاحتلال ضد التطبيع»، و«صامدون صامدون للتطبيع رافضون». وتخللت التظاهرة تكبيرات وأدعية «لإهلاك من طغى وتجبر»، فضلًا عن أناشيد فلسطينية بثت من مكبرات صوت على متن عربات تتقدم المسيرة. ورفعت لافتات بالعربية والإنجليزية تدين «الإرهاب من أي جهة كان»، وتطالب «بإسقاط الصهيونية والإمبريالية».
- بالصور.. تظاهرات في إندونيسيا تضامنا مع قطاع غزة ضد العدوان الإسرائيلي
- تظاهرات حاشدة في نيويورك وشيكاغو تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة
- شاهد: الآلاف يتظاهرون في لندن تضامنًا مع الفلسطينيين واحتجاجًا على مجازر الاحتلال في غزة
ودعا لهذه التظاهرة كل من «الجبهة المغربية لدعم فلسطين» و«مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين»، وهما ائتلافان مشكلان من أحزاب إسلامية ويسارية. وهي الأكبر من نوعها منذ استئناف المغرب وإسرائيل علاقاتهما الدبلوماسية أواخر العام 2020 برعاية أميركية.
عملية «طوفان الأقصى» غير المسبوقة
وتتظاهر تلك الهيئات بشكل منتظم خلال الأعوام الأخيرة رفضًا لاتفاق التطبيع، غير أنها لا تستقطب سوى أعداد قليلة من النشطاء.
لكن القضية الفلسطينية عادت إلى الواجهة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام المحلية، منذ عملية «طوفان الأقصى» غير المسبوقة التي نفذتها حركة «حماس» ضد الاحتلال في 7 أكتوبر. واستشهد أكثر من 2300 شخص بينهم أكثر من 700 طفل في قطاع غزة المحاصر منذ بدء العدوان الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
ويكتسي اتفاق التطبيع مع إسرائيل أهمية دبلوماسية كبيرة بالنسبة للمغرب، لكونه جاء في مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة الرباط على الصحراء الغربية المتنازع عليها. ورددت مجموعة من المتظاهرين جلهم شباب «الصحراء مغربية والتطبيع خيانة»، فيما رمى آخرون العلمين الإسرائيلي والأميركي على الإسفلت ليدوسهما المتظاهرون.
استمرار دعم القضية الفلسطينية
وعزز المغرب وإسرائيل تعاونهما في عدة ميادين، لكن صعود تيارات يمينية متطرفة إلى الحكم في إسرائيل والعنف الشديد في الأراضي المحتلة، يحرجان المدافعين عن هذا التقارب. وتؤكد الرباط بشكل منتظم استمرار دعم القضية الفلسطينية على أساس المفاوضات من أجل حل الدولتين.
وبعيد هجوم حماس الأخير دانت المملكة «استهداف المدنيين من أي جهة كانت»، داعية إلى «الوقف الفوري لجميع أعمال العنف»، ومذكرة بأنها «طالما حذرت من تداعيات الانسداد السياسي على السلام في المنطقة».
وسبق للمغرب أن أقام علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي إثر توقيع اتفاقات أوسلو العام 1993، لكنه قطعها بسبب قمع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي انطلقت عام 2000.
تعليقات