اقترح مقالٌ للمركز البحثي «أتلانتيك كاونسيل» ثلاثة حلول لإنقاذ ليبيا، التي تنحدر نحو الفوضى من أزمتها الحالية، خاصة مع الاشتباكات الأخيرة التي تضع البلد على حافة الحرب الأهلية بحسب المقال.

رأى كاتب المقال، الباحث الليبي كريم ميزران، أن أول الحلول هو إجبار المجتمع الدولي للفصائل المتناحرة على تسليم سلاحها والانحسار عن المدن الحضرية تحت تهديد التدخل العسكري.

ويشمل التنفيذ توجيه هجمات جوية ضد الفصائل والتشكيلات المسلحة التي لا تلتزم بالإنذار، وإرسال قوة لحفظ السلام عقب انسحاب التشكيلات لحماية المدنيين وتأمين المباني الحيوية ومحطات تزويد المياه وحقول النفط والمباني الحكومية.

ومع استعادة الأمن يمكن البدء في تنفيذ الحل الثاني الذي يشمل دفع ائتلاف ثلاثي باتجاه الحوار السياسي، حيث تنظم الأمم المتحدة المفاوضات، ويضغط المجتمع الدولي التشكيلات المسلحة والفصائل السياسية المعنية وممثلين عن القبائل للجلوس على مائدة الحوار، وتمثل ليبيا اللجنة التحضيرية للحوار الوطني بهدف وضع خارطة طريق تعالج المظالم السياسية مع الالتزام بعدم العنف، ويمكن للأمم المتحدة طلب المساعدة من دول محايدة مجاورة مثل المغرب ومالطا لاستضافة المفاوضات.

ويشمل الحل الثالث استكمال اللجنة التحضيرية للحوار الوطني لعملها على الحوار الوطني الشامل وإشراك الشعب لمناقشة أمور أساسية كالهوية الوطنية والمصالحة والعدالة الانتقالية ونظام الحكومة وغيرها.

واستتبع الكاتب قائلاً إنه من مصلحة أوروبا والأمم المتحدة والدول المجاورة لليبيا ألا تتحول الدولة إلى نموذج آخر من الصومال في وسط البحر المتوسط، وكلما أسرع المجتمع الدولي في مساعدة ليبيا كان ذلك أفضل.

وانتقد المقال كلاً من النخبة السياسية الليبية والمجتمع الدولي، حيث افتقدت النخبة القدرة على تأصيل السطلة في وجه التقسيم أو قيادة البلد نحو حل سلمي، ولم يكن المجتمع الدولي ذا أثر فاعل في ليبيا، حيث اكتفت السفارات بالإدانة التي لم تستطع أن توقف عمليات العنف.

ورأى المقال أن الأحداث الأخيرة كانت متوقعة، وأن السبب وراء الأحداث هو الاعتقاد السائد لدى الإسلاميين وحلفائهم في مصراتة وغيرها بتهميشهم المتنامي من المشهد السياسي، حيث أثارت خسارة الإسلاميين للتأثير والتمثيل في الكيانات المنتخبة مؤخرًا الخوف لديهم من خسارة التحكم الكامل بالعملية السياسية.