Atwasat

«الحزام الأخضر» حول كربلاء يدفع فاتورة الإهمال والجفاف (صور)

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 19 أبريل 2022, 02:53 مساء
WTV_Frequency

يهدد الجفاف والإهمال «الحزام الأخضر» الذي يضم أشجارًا زُرعت قبل 16 عامًا حول مدينة كربلاء للحد من التصحر والعواصف الرملية التي تتزايد بشدة في العراق.

وأقيم هذا الحزام العام 2006 في إطار مبادرة أطلقتها سلطات محافظة كربلاء وزُرعت فيها عشرات آلاف أشجار النخيل والزيتون والأوكالبتوس، بهدف الحد من التصحر والعواصف الرملية التي تنطلق من صحارى تحيط بمدينة كربلاء جنوب العاصمة بغداد، وفق «فرانس برس».

ويستذكر هاتف سبهان الخزعلي المقيم في كربلاء التي تضم مراقد شيعية مقدسة يزورها الملايين سنويًا بينهم عرب وأجانب، قائلًا «لقد استبشرنا خيرًا بهذا الحزام الأخضر لصدّ الأتربة» المتطايرة.

لكن بعد 16 عامًا، لم يعد هذا الحزام الأخضر الذي كان مقررًا أن يمتد كقوس طويل حول المدينة، يؤدي الدور المحدد له في المخطط الأساسي الرامي إلى تحويل مساحة تصل إلى 76 كيلومترًا إلى أراض خضراء.

ويقتصر هذا الحزام اليوم، على جزأين، الأول يمتد بطول 26 كليومترًا وعرض 100 متر من الجانب الجنوبي، والثاني بطول 22 كيلومترًا وعرض 100 متر من محور الشمال، «بسبب توقف السيولة المالية»، وفق ناصر الخزعلي العضو السابق في مجلس محافظة كربلاء المنحل.

وحمّل المسؤول السابق المسؤولية إلى «الحكومة المركزية والسلطات المحلية لعدم الاهتمام ووقف التخصيصات المالية». على سبيل المثال تم دفع 9 مليارات دينار فقط (6.1 مليون دولار) من أصل 16 مليار دينار (10.9 مليون دولار) المخصصة للمحور الشمالي، وفق المسؤول.

إهمال
يتهم ملايين العراقيين، بينهم المتظاهرون الذين شاركوا في احتجاجات شعبية العام 2019، السلطات والأحزاب التي تقف وراءها بالإهمال وسوء الإدارة. واحتل العراق المرتبة 157 من بين 180 دولة ضمن مؤشر مدركات الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية سنة 2021.

وفيما تحاول أشجار النخيل التي تُعد رمزًا للعراق، بصعوبة الصمود من أجل البقاء، تعبث رياح بأغصان ضعيفة لأشجار زيتون في ظل نقص وضعف شبكة الري وغياب مَن يرعى نباتات هذا الحزام التي تراكمت الحشائش على جذورها.

ويرى هاتف الخزعلي أن «الإهمال» هو السبب وراء الحال التي أصبح عليها الحزام الأخضر اليوم. بالتالي، لم تعد أشجار هذا الحزام كافية وقادرة على الوقوف بوجه العواصف الرملية التي باتت ظاهرة متكررة في العراق خصوصا في محافظة كربلاء التي تحوط بها الصحراء.

وحذر الناطق باسم دائرة الأنواء الجوية عامر الجابري من تزايد العواصف الرملية، إثر تعرض العراق لعاصفتين رمليتين متلاحقتين خلال بداية أبريل الجاري. وأشار إلى إن السبب الرئيسي للعواصف الرملية هو قلة الأمطار وتزايد التصحر.

ويقول المواطن علي خالد «لو كان هذا الحزام مفعّلا بصورة حقيقية لاستطاع أن يحد من شدة العواصف الترابية التي ضربت كربلاء أخيرًا». ويضيف «للأسف أصبحت حال الحزام مثل كثير من المشاريع التي أقيمت وأهملت» في بلد يعاني من ضعف الخدمات العامة.

ويُعدّ العراق من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ والتصحر، خصوصًا جراء تزايد حالات الجفاف مع ارتفاع درجات حرارة التي تصل لأيام عدة من فصل الصيف لأكثر من خمسين درجة مئوية.

وحذر البنك الدولي في نوفمبر الماضي، من انخفاض بنسبة 20 بالمئة في الموارد المائية للعراق، بحلول العام 2050 بسبب التغير المناخي. كما أدت السدود التي أقيمت من جانب تركيا وإيران على أعالي نهري دجلة والفرات، إلى انخفاض منسوب المياه في النهرين، الأمر الذي سبب جفافًا في مناطق واسعة في العراق.

عصابات إجرامية
وتؤدي قلة المياه دورًا رئيسيًا في تدهور حالة التربة، ما يؤدي لانخفاض حاد في المساحات الصالحة للزراعة.

ويقول نظير الأنصاري المختص في هندسة الموارد المائية من جامعة لوليا السويدية، إن «العراق يخسر حوالي 100 ألف دونم (250 كيلومترا مربعا) من الأراضي الزراعية سنويا، تتحول لمناطق صحراوية». ويحذر قائلًا «لهذا السبب يمكن أن نتوقع مزيدا من العواصف الرملية» التي تؤدي لعواقب وخيمة على الصحة العامة والزراعة.

ويحمل الأنصاري السلطات العراقية مسؤولية هذا الأمر، بسبب «نقص التخطيط للموارد المائية».

من جانبها، تقول وزارة الزراعة العراقية إنها تبذل جهودا من أجل «استعادة الغطاء النباتي» في البلاد. ويلفت مستشار وزارة الزراعة عون ذياب خلال لقاء في وقت سابق من العام 2021 مع وكالة الأنباء الوطنية، الانتباه لأهمية المناطق الخضراء حول المدن، مشيرًا إلى وجود «توجه لإنشاء أحزمة خضراء».

وتحدث حينها عن «بعض التجارب لإنشاء هذه الأحزمة، لكن للأسف أقيمت ولم تستمر»، مشيرًا إلى تجربة كربلاء. ويقول هاتف الخزعلي متحدثًا بحسرة وهو يتطلع لحالة الحزام الأخضر في كربلاء، قائلا إن الإهمال حوّل المكان إلى مرتع لـ«عصابات إجرامية وكلاب شاردة ومسرح لعمليات قتل وسلب».

«الحزام الأخضر» في كربلاء، 18 أبريل 2022 (أ ف ب)
«الحزام الأخضر» في كربلاء، 18 أبريل 2022 (أ ف ب)
«الحزام الأخضر» في كربلاء، 18 أبريل 2022 (أ ف ب)
«الحزام الأخضر» في كربلاء، 18 أبريل 2022 (أ ف ب)
«الحزام الأخضر» في كربلاء، 18 أبريل 2022 (أ ف ب)
«الحزام الأخضر» في كربلاء، 18 أبريل 2022 (أ ف ب)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ظاهرة نادرة: رصد انفجار شمسي رباعي (فيديو)
ظاهرة نادرة: رصد انفجار شمسي رباعي (فيديو)
تيك توك تعلّق ميزة المكافآت في تطبيقها الجديد «تيك توك لايت»
تيك توك تعلّق ميزة المكافآت في تطبيقها الجديد «تيك توك لايت»
انطلاق مهمة «شنتشو-18» الفضائية من مركز جيوتشيوان الصيني
انطلاق مهمة «شنتشو-18» الفضائية من مركز جيوتشيوان الصيني
تحوّل اجتماعي أدى إلى تراجع التنوع الوراثي للذكور في العصر الحجري الحديث
تحوّل اجتماعي أدى إلى تراجع التنوع الوراثي للذكور في العصر الحجري...
رائدا الفضاء المشاركان في أول رحلة مأهولة لمركبة «ستارلاينر» وصلا إلى فلوريدا
رائدا الفضاء المشاركان في أول رحلة مأهولة لمركبة «ستارلاينر» وصلا...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم