اهتمت الصحافة العربية في تناولها الشأن الليبي بتصريحات آمر سلاح الجو صقر الجروشي، حول قصف السفن الأوروبية إذا اقتربت إلى المياه الإقليمية دون إذن أو تنسيق، بالتزامن مع اجتماع المبعوث الأممي برناردينو ليون بقادة «فجر ليبيا» في مصراتة.

إنذار بالقصف
أوردت جريدة «العرب» اللندنية إنذار آمر سلاح الجو، صقر الجروشي، البلدان الأوروبية بأنَّ طائراته ستستهدف أي سفينة تدخل مياهها الإقليمية دون تنسيق أو إذن مسبق.

وجاء هذا الإنذار بعد موافقة وزراء الخارجية الأوروبيين أمس الأول على إطلاق عملية «يونافور ميد» البحرية لمكافحة عمليات الاتجار بالبشر التي تنقل آلاف المهاجرين غير الشرعيين من ليبيا إلى الشواطئ الأوروبية في رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر.

وستقتصر العملية البحرية في الوقت الحالي على جمع المعلومات حول تحرُّكات المهرِّبين والمراقبة البحرية لأنَّها لم تحصل بعد على تفويض من الأمم المتحدة وموافقة من السلطات الليبية على شنِّ عمليات عسكرية أوسع نطاقًا.

وعارضت منظمات إنسانية اقتراح استخدام القوة العسكرية وأكدت أنَّ الاهتمام يجب أن ينصب على توسيع القنوات القانونية للمهاجرين للوصول إلى أوروبا.

وأيَّـد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة هذا الطرح الحقوقي، حيث دعا الدول الأوروبية في وقت سابق إلى منح المهاجرين فرصًا قانونية للإقامة، مؤكدًا وجوب احترام القانون الدولي وقانون البحار بقوله: «إنَّ عملاً مماثلاً يحتاج إلى موافقة مجلس الأمن وسلطات الدولة المعنية وهنا نتحدث عن ليبيا».

ويطرح هذا القرار غير المعتمد إلى حدّ الآن كثيرًا من الإشكاليات سياسيًّا وقانونيًّا فاستخدام القوة العسكرية الذي رفضته الحكومة الموقتة كما رفضته القيادة العامة للجيش الليبي يفرض العودة إلى ميثاق الأمم المتحدة في مادتيه الـ41 والـ42 ضمن الفصل السابع، الذي يجيز استخدام القوات الأممية البحرية أو الجوية أو البرية لحفظ السلم والأمن الدوليين أو لإعادتهما إلى نصابهما وتتقاطع صلاحيات المنظَّمة الأممية مع سيادة الدولة المعنية بالتدخل على مياهها الإقليمية.

الخطة الأوروبية
إلى ذلك اهتمت جريدة «الشروق» التونسية أيضًا بتصريحات قائد سلاح الجو، صقر الجروشي، حول قصف أية سفن أوروبية تقترب من المياه الإقليمية دون إذن أو تنسيق.

وفي سعيها للحد من تدفق المهاجرين انطلاقًا من الشواطئ الليبية تشعر الدول الأوروبية بقلق كبير حيال مسألة الحصول على موافقة ليبيا.

وأبدت الحكومة الليبية قلقها البالغ إزاء خطة الاتحاد الأوروبي. وقالت وزارة الداخلية أمس الثلاثاء إنَّ الاتحاد الأوروبي لم يضع في اعتباره الوضع الصعب داخل ليبيا ولا كيفية التنسيق مع السلطات الليبية بشأن إعادة المهاجرين على سبيل المثال.

وستقتصر العملية البحرية الأوروبية في الوقت الحالي على جمع المعلومات بواسطة غواصات وسفن حربية وطائرات بلا طيار وطائرات هليكوبتر لأنَّها لم تحصل بعد على تفويض من الأمم المتحدة بشنِّ عمليات أوسع نطاقًا.

والخطة الأولى كانت تعطيل عمل مهرِّبي البشر ومصادرة سفنهم وتدميرها.

يذكر أنَّ الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى الحصول على قرار من مجلس الأمن وموافقة من السلطات الليبية حتى يعمل في المياه الإقليمية الليبية والمناطق الساحلية، إلا أنَّه لم يحصل عليهما بعد.

المسار العسكري
أما جريدة «الخليج» الإماراتية فركَّزت على اجتماع المبعوث الأممي برناردينو ليون مع عدد من قادة «فجر ليبيا» في مصراتة.

ويأتي الاجتماع ضمن الترتيبات الأمنية الخاصة بالحوار الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة، الهادف إلى إنهاء النزاع في ليبيا.

وقال بيانٌ للبعثة أمس الثلاثاء: «التقى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون في مصراتة الاثنين ممثلين عن الجماعات المسلحة في المدينة والجبل الغربي ومناطق أخرى في غرب ليبيا».

وبحسب البيان قدم ليون «نبذة عن مسوَّدة الاتفاق السياسي الذي يرمي إلى إنهاء النزاع في ليبيا، خاصة الجزء المتعلق بالترتيبات الأمنية» وأكد أهمية «دعم الجماعات المسلحة لإنجاح تنفيذ الاتفاق خاصة في ما يتعلق بالترتيبات الأمنية بما في ذلك الانسحاب من المدن والبلدات والدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه الجماعات المسلحة على صعيد دعم حكومة الوفاق الوطني».

واتفق المجتمعون على «عقد لقاء موسَّع قريبًا لبحث آليات تعزيز وتوطيد وقف إطلاق النار من خلال تطبيق عدد من تدابير بناء الثقة مثل تبادل السجناء».

وقال البيان إنَّ ليون أعرب عن أمله «بانعقاد المسار الأمني للحوار عن قريب بغية وضع خطة مفصلة لتنفيذ الترتيبات الأمنية ومعالجة القضايا المتعلقة بالأمن».

وذكر البيان أيضًا أنَّ اجتماع مصراتة ستتبعه «اجتماعات مشابهة أخرى في مناطق أخرى في ليبيا من ضمنها الزنتان.

ويُجرى التحضير كذلك لاجتماع في القاهرة خلال الأيام المقبلة يضم ممثلين عن الجيش الليبي والجماعات المسلحة من مناطق في شرق ليبيا.