دعا الاتحاد الأوروبي عضو المجلس الرئاسي، موسى الكوني، رسميًا لترؤس «مؤتمر التعاون عبر الحدود بين ليبيا ومنطقة الساحل» المزمع عقده خلال نوفمبر المقبل بالعاصمة التونسية، بحسب المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي.

وسلم الدعوة الرسمية إلى الكوني، كل من سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا خوسيه ساباديل، ورئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة في إدارة الحدود «يوبام - ليبيا»، نتالينا سيا، وذلك خلال استقبالهما في العاصمة طرابلس اليوم الثلاثاء.

تكثيف التعاون بين ليبيا ودول الساحل للتصدي للهجرة
وقال المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي إن المؤتمر المرتقب «هو الإقليمي الأول من نوعه، لتكثيف التعاون بين دول المنطقة لمراقبة الحدود ومكافحة الجريمة العابرة للحدود والهجرة غير الشرعية».

وأضاف المكتب الإعلامي أن رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة في إدارة الحدود «يوبام - ليبيا»، نتالينا سيا التي طرحت مبادرة الاتحاد الأوربي بشأن التعاون عبر الحدود ومنطقة الساحل أشادت بجهود الكوني في هذا الشأن، واصفة إياها بـ«الجهد النموذجي».

وأشارت الدبلوماسية الأوروبية إلى زيارات الكوني الواسعة إلى دول الجوار الليبي، بحثًا عن حلول ناجعة لمختلف الإشكاليات التي تهدد استقرار الجنوب الليبي ومناطق الجوار، والانتهاء لطرح مشروعه الاستراتيجي باتجاه الحلول الممكنة في هذا الاتجاه في العاصمة الأوربية بروكسل.

تفعيل الاتفاقات السابقة بين ليبيا ودول الجوار
واعتبرت رئيسة بعثة المساعدة الأوروبية في إدارة الحدود أن جهد الكوني «يؤكد على أهمية التعاون الإقليمي المشترك، وتفعيل الاتفاقات السابقة بين دول الجوار». لافتة إلى «أن الحل الجذري لمختلف الإشكاليات التي تهدد الأمن الليبي والأفريقي وبالتالي الدولي، إنما يتأتى عن حل تكاملي؛ دولي وإقليمي ومحلي، تلعب فيه ليبيا دورًا محوريًا قد ألهم التفكير الأوربي في هذا الصدد».

- الكوني يؤكد توجه «الرئاسي» لتفتيت المركزية التي أرهقت العاصمة
- الكوني يؤكد لسفير ألمانيا على أهمية حل مشكلة «مركزية الحكم» للخروج من الانسداد السياسي
- الكوني يحث أهل طرابلس لتبني مبادرته لتفكيك المركزية وتخفيف العبء على العاصمة

وقالت سيا إن الاستراتيجية الأوروبية، تأتي «استجابة لطروحات الكوني، وقد توجهت نحو الأخذ في الاعتبار أهمية وضرورة تطوير البُعد الإقليمي للنظر في أمور المنطقة، وتعزيز الحوار والتعاون عبر الحدود بين دول الساحل وليبيا. بالإضافة إلى نهج سياسات أكثر شمولية وسياقية لمعالجة عدم الاستقرار الإقليمي، ومكافحة الهجرة عير الشرعية أو الإرهاب».

أهداف مؤتمر التعاون عبر الحدود بين ليبيا ومنطقة الساحل
وأضافت سيا أن مؤتمر التعاون عبر الحدود بين ليبيا ومنطقة الساحل «الذي يرجو الاتحاد الأوربي أن يقبل الكوني ترأسه، سيهدف لإيجاد آليات عملية لتحقيق هذه النظرة الاستراتجية المُلهمة» وفق المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي.

من جانبه، أوضح سفير الاتحاد الأوربي لدى ليبيا، خوسيه ساباديل، أن ما يقصده الاتحاد الأوربي لمساعدة ليبيا في مراقبة حدودها، «ليس نهج سياسات القطع والفصل بين دول الجوار، بل خلق صيرورة حيوية تتحول فيها الحدود إلى رمز للربط والجمع كما أوضح الكوني في مناسبات عدة».

وأضف ساباديل أن أهداف المؤتمر المرتقب بالعاصمة التونسية «إنما تذهب وفق ذلك إلى بلورة الاحتياجات الأساسية التي ستساهم في خلق هذه الصيرورة. وتحديد طبيعة البرامج التنموية على أطراف الحدود المشتركة، التي من شأنها أن تقود للاستقرار في المناطق الجهوية وفي المنطقة بشكل عام».

كما أكد ساباديل أن الاتحاد الأوربي يتعهد بمساندة المنطقة ودعم تحقيق البرامج التنموية فيها وبلورة الأشكال الممكنة للتعاون التقني بين حكومات ليبيا وحكومات بلدان الساحل الخمسة: النيجر وتشاد ومالي وموريتانيا وبوركينا فاسو، بالخصوص.

الاتفاقية الرباعية بين ليبيا وتشاد والنيجر
كما أوضحت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة في إدارة الحدود «يوبام - ليبيا»، نتالينا سيا، أن تعزيز التعاون عبر الحدود بين ليبيا ومنطقة الساحل «يهدف بالفعل إلى منع ومكافحة الجرائم العابرة للحدود وتفريغ متابع الإرهاب، من أجل توطيد السلام والأمن والتنمية في المنطقة»، مذكرة بالاتفاقية الرباعية للعام 2018 لمكافحة الإرهاب والاتجار غير المشروع والتهريب التي وقعتها ليبيا والنيجر وتشاد.

من جانبه، أكد الكوني أن تعزيز التعاون الإقليمي عبر الحدود بين ليبيا ومنطقة الساحل من شأنه دعم الجهود الوطنية لتحقيق الاستقرار في الجنوب الليبي، ومكافحة الإرهاب والجرائم الحدودية. وقال «إن بُعد عواصم الساحل عن مراكز الشمال، كما بعد الجنوب الليبي عن مركز السلطة المركزية، قد ترك هذه المناطق الحدودية ساحة لمختلف أشكال الاجرام العابر للحدود».

الكوني يشدد على أهمية العودة إلى نظام المحافظات في ليبيا
وأوضح الكوني أنه «من المهم والضروري أن يتحول التفكير المشترك في الحلول إلى تطبيق فعلي على الأرض، رغم التحديات وصعوبة الظروف التي تشهدها المنطقة، مشددًا على أهمية العودة إلى نظام المحافظات السابق في ليبيا، الذي كان ينظم جغرافية البلد إلى محافظات، منها اثنان في الجنوب».

ويرى الكوني أن «نظام اللامركزية في الحكم والعودة لنظام المحافظات السابق، سيساهم في قطع الطريق أمام مختلف التهديدات التي يعاني منها الجنوب الليبي الآن. لأن من شأن نظام المحافظات أن يسمح بتغذية الأطرف بمزانياتها الخاصة، وتوزيع الثروة الوطنية وفق ذلك بشكل عادل، يتيح سرعة الاستجابة لانتظارات الناس في مختلف المناطق. وسيساهم في قطع دابر كافة الأنشطة غير المشروعة، ويجذر الأسس الثابتة لبناء الدولة وتحقيق الاستقرار».

لقاء الكوني مع السفير الأوروبي ورئيسة البعثة الأوروبية للمساعدة في إدارة الحدود، الثلاثاء 27 سبتمبر 2022. (المجلس الرئاسي)