Atwasat

جريدة «الوسط»: حضور دولي للحكومة وتساؤل حول مصير «الأولويات»

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 16 أبريل 2021, 09:49 صباحا
WTV_Frequency

لم يتوقف الجدل الدائر داخل المشهد الليبي حول القاعدة الدستورية التي ستبنى عليها انتخابات 24 ديسمبر المقبل، فيما يواصل أعضاء السلطة التنفيذية جولاتهم الخارجية مثيرة بدورها الجدل بشأن علاقة مضامينها بالأولويات الموكلة إلى هذه السلطة.

ويأتي حل المشاكل الخدمية والمعيشية للمواطن الليبي، وتهيئة البلاد للاستحقاق الانتخابي على رأس هذه الأولويات، لكن الأمر كله بحاجة إلى ميزانية تنتظر مصادقة مجلس النواب في جلسة مرتقبة الاثنين 19 أبريل، وسط تشكيك في تمريرها على خلفية تحفظات حول أرقام وصفها البعض بـ«الضخمة» مقارنة بعمر الحكومة المحدود (ديسمبر المقبل)، في وقت سيجري التصويت على مشروع قانون الميزانية والمناصب السيادية في آن واحد في مقر البرلمان الموقت بمدينة طبرق.

حكومة الدبيبة اقترحت ميزانية تقدر بـ96.2 مليار دينار أي 21.5 مليار دولار، مبررة الرقم باحتياجها إلى البدء في تنفيذ مشاريع وعد بها على غرار أزمة مشاكل البنى التحتية والكهرباء والصحة والمواد الغذائية والتحضير للانتخابات المزمع تنظيمها في 24 ديسمبر المقبل.

مناكفات سياسية حول الانتخابات
ولم تغب المناكفات السياسية عن المشهد خصوصاً فيما يتعلق بالموعد الانتخابي، وسط خلاف حول مسائل مرتبطة ببعضها البعض، من بينها هل ستكون الأسبقية للاستفتاء على الدستور قبل إجراء الانتخابات أم سيكتفى بإجرائها استناداً إلى قاعدة دستورية موقتة، وهو ما كان محور جدل خلال اجتماع اللجنة القانونية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي بين مدافع عن انتخاب رئيس ليبيا مباشرة من قبل الشعب أو عن طريق البرلمان في حين أحيلت المقترحات إلى أعضاء ملتقى الحوار للفصل فيها.

لمطالعة العدد 282 من جريدة «الوسط» انقر هنا

إقليمياً ودولياً يغلب التحمس إلى إجراء الانتخابات في موعدها؛ حيث قدمت فرنسا مليون يورو لدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمشروع تعزيز الانتخابات من أجل شعب ليبيا والذي يعمل مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات على تعزيز نظام تسجيل الناخبين إلى جانب مبادرات شراء 12000 صندوق اقتراع وإصدار بطاقات الناخبين.

بالموازاة حط يان كوبيش في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ثم مصر، وبحث مع عدد من مفوضي الاتحاد الأفريقي التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد لدعم ليبيا والمنطقة وسبل تطوير التعاون بينهما في العديد من المجالات، لا سيما إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر 2021 والتصدي للحركة غير المشروعة للأسلحة والجماعات المسلحة.

الدبيبة يزور تركيا ثم روسيا
على مستوى آخر واصل رئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة جولاته الخارجية بزيارة العاصمة التركية أنقرة، فيما استقبلت جارتها اليونانية أثينا رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، وسط جدل حول علاقة هذه الزيارات بالأولويات التي تعهدت بها الحكومة تنفيذا لخارطة الطريق المنبثقة عن الحوار الليبي في تونس، وهي حل المشاكل الخدمية والمعيشية للمواطن الليبي، وفي مقدمتها أزمتا الكهرباء والسيولة النقدية، ومواجهة جائحة «كورونا» وتهيئة البلاد للانتخابات المقبلة.

وفي السياق، يحل اليوم الخميس عبدالحميد الدبيبة في موسكو ترافقه وزيرة الخارجية، نجلاء المنقوش، التي تنتظرها زيارة رسمية إلى إيطاليا خلال الأيام المقبلة للتحضير لاجتماع اللجنة الفنية الاقتصادية المشتركة، وفق مصادر إيطالية. وقبلها نقل وزير ‏الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو الملف الليبي إلى نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن خلال اجتماع في واشنطن مشدداً على أهمية التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار وإجراء الانتخابات في موعدها، موضحا دي مايو أن هناك تصوراً لتعاون أقوى بين إيطاليا والولايات المتحدة في ليبيا، مشيراً إلى أن البلدين ينتابهما "قلق مشترك بشأن وجود القوات الأجنبية"، سواء الروسية والتركية.

في المقابل تعمل تركيا على إقناع أعضاء حلف الأطلسي خلال اجتماع وزاري في بروكسل على ضرورة وجودها لمواجهة خطر تعاظم النفوذ الروسي مع الدعوة لمهمة مشتركة لدعم حكومة الوحدة عبر تدريب قوة عسكرية محدودة.

محاولات يونانية لدفع الحكومة لإعادة النظر في مذكرتي التعاون مع تركيا
ويبدو أن أنقرة ضمنت، التزام ليبيا باتفاقية ترسيم الحدود البحرية وجميع الاتفاقات المُوقّعة بين تركيا وليبيا، خصوصاً مذكرة التعاون العسكري مع حكومة الوفاق، والتي أرسلت بموجبها أنقرة مستشارين عسكريين للقتال في ليبيا، رغم محاولات الحكومة اليونانية دفع الحكومة الليبية إلى إعادة النظر في تلك المذكرة، وهو ما ظهر خلال زيارة رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس طرابلس، وزيارة وزير الخارجية التي أعقبتها إلى بنغازي، ومن المنتظر أن تكون هذه المسألة حاضرة خلال زيارة نائب وزير الخارجية، كوستاس فرانجوجيانيس، المرتقبة إلى ليبيا.

لمطالعة العدد 282 من جريدة «الوسط» انقر هنا

ويستبعد متابعون للشأن الليبي أن تتحصل اليونان وعداً من قبل محادثيهم الليبيين يفهم منه الموافقة على مطلبها، تفسيراً لما ورد من معلومات نشرها الطرفان حول اتفاق، رئيس الوزراء ورئيس المجلس الرئاسي الليبي على الاستئناف الفوري للمحادثات بين اليونان وليبيا بشأن ترسيم الحدود البحرية تحت مسؤولية وزيري خارجية البلدين، وهي قضية سبق أن كانت على مائدة التفاوض بين الجانبين الليبي واليوناني منذ حكم العقيد معمر القذافي، إلا أن الخطوة التركية الليبية بالتوقيع على محضر اتفاق يتعلق برسم الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية، من قبل حكومتي أردوغان والسراج استفز اليونان ودفعها إلى الاحتجاج والتحرك السياسي مع دول أوروبا وشرق المتوسط.

ويتساءل ليبيون عما إذا كانت زيارات الدبيبة إلى الإمارات العربية وتركيا، وأخيرا روسيا، هي جولات لتوزيع الحصص، أو الوعود بها على الأقل، أم أنها ستكون مناسبة لرئيس الحكومة الليبية لطرح المطلب الليبي الأممي بشأن انسحاب المرتزقة وجميع المقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية، وفق ما تضمنه اتفاق وقف إطلاق النار الذي أصدرته اللجنة العسكرية الليبية (5+5) في جنيف أكتوبر 2020، ونص على مغادرة أولئك المقاتلين في موعد أقصاه 90 يوما، لكن لم تظهر حتى الآن مؤشرات على الأرض تبين تنفيذ هذا المطلب.

في هذه الأثناء يمضي الوقت من عمر السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، ولم تسجل خطوات منظورة ومقنعة للمواطن ببدء تنفيذ تعهداتها الداخلية، ولم يفصل مجلس النواب في أمر ميزانية الحكومة بعد.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
محامٍ يطعن في قرار عقيلة فرض ضريبة على بيع النقد الأجنبي
محامٍ يطعن في قرار عقيلة فرض ضريبة على بيع النقد الأجنبي
تجار لـ«بوابة الوسط»: قفزات قياسية بالأسعار مع قرار «ضريبة الدولار»
تجار لـ«بوابة الوسط»: قفزات قياسية بالأسعار مع قرار «ضريبة ...
«الداخلية» توضح سبب غلق منفذ رأس اجدير
«الداخلية» توضح سبب غلق منفذ رأس اجدير
عبدالجليل يوقع مذكرة تفاهم لتنظيم معرض طبي
عبدالجليل يوقع مذكرة تفاهم لتنظيم معرض طبي
حالة الطقس في ليبيا (الثلاثاء 19 مارس 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الثلاثاء 19 مارس 2024)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم