أظهر أحدث مسح لوكالة «ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس» العالمية، اليوم الثلاثاء زيادة إنتاج منظمة الدول المنتجة للنفط «أوبك» وحلفائها من النفط في نوفمبر، وهو الأكبر منذ تنفيذ تخفيضات الإنتاج خلال مايو الماضي، مدفوعا إلى حد كبير بالانتعاش السريع في ليبيا وتخطي الإمارات العربية المتحدة الحصة المتفق عليها.

وقالت الوكالة، ومقرها في الولايات المتحدة، إن انتاج أعضاء «أوبك» الـ13، قدر بـ24.54 مليون برميل يوميا خلال نوفمبر الماضي بزيادة 670 ألف برميل يوميا على أكتوبر، في حين أضاف شركاؤها التسعة بقيادة روسيا 12.6 مليون برميل في اليوم، بانخفاض قدره 50 ألف برميل في اليوم، وفقًا للمسح.

إعفاء ليبيا وفنزويلا من خفض الإنتاج
ومع استثناء ليبيا من الحصص بسبب سنوات الحرب التي مرت بها، وبقاء الإمارات العربية المتحدة عند أعلى حد من السقف المسموح لها، بلغ امتثال «أوبك+» مستقرا عند 100.2%. وأضافت ليبيا وإيران وفنزويلا، وكلها معفية من التخفيضات، أكثر من 600 ألف برميل في اليوم إلى سوق النفط في نوفمبر، مع توقع المزيد من الزيادات في الأشهر المقبلة. 

ومثل صعود ليبيا بإنتاجها تحولا منذ أن اتفقت حكومة الوفاق والقيادة العامة على وقف دائم لإطلاق النار في أغسطس، حيث ارتفع إنتاج النفط الخام الليبي بمقدار 840 ألف برميل في اليوم خلال الشهرين الماضيين.

وقفز الإنتاج إلى أعلى مستوى له في 11 شهرًا في نوفمبر، ووصل إلى 1.03 مليون برميل يوميا، حيث جرى استئناف الإنتاج في جميع حقول ومحطات النفط في البلاد.

كما واصل إنتاج فنزويلا الانتعاش بشكل طفيف مع سعي الدولة المتضررة من العقوبات للحفاظ على تشغيل بعض حقولها الرئيسية، في حين شهدت إيران أيضًا انتعاشًا تدريجيًّا، بينما تستعد لما تأمل في أن يكون رفع العقوبات الأميركية في العام 2021 بعد تولي الرئيس المنتخب جو بايدن الرئاسة في يناير.

ويأتي ارتفاع الإنتاج في الوقت الذي وافق فيه تحالف «أوبك+» في 4 ديسمبر على تخفيف حصص الإنتاج في يناير بمعدل 482 ألف برميل في اليوم. وتجتمع دول التحالف شهريًّا لتحديد مستويات الإنتاج اللاحقة، في محاولة لتوجيه سوق النفط غير المستقرة خلال جائحة «كورونا». وقال مندوبون لوكالة «بلاتس» إن التحالف سيجتمع في 4 يناير المقبل. 

وأعفت مجموعة «أوبك+» ليبيا من المشاركة في التخفيضات التي أقرتها العام الجاري، بسبب الظروف التي تمر بها.

وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في بيان لها بعد مشاركتها في اجتماع «أوبك+» إن المجتمعين «رحبوا باستئناف ليبيا للإنتاج وأكدوا استمرار استثنائها من التخفيضات في هذه المرحلة لحاجتها الماسة إلى زيادة معدلات الإنتاج والتغلب على المشاكل الاقتصادية».

إيرادات 700 مليون دولار
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، أعلنت المؤسسة أن إيرادات ليبيا من بيع النفط بلغت أكثر من 700 مليون دولار خلال شهر نوفمبر الماضي. وأوضحت المؤسسة أن صادرات النفط الخام والغاز والمكثفات والمنتجات النفطية والبتروكيماويات لشهر نوفمبر بلغت 700.5 مليون دولار، مرتفعة نحو 204% عن أكتوبر الماضي.

وأضافت أن «جميع الإيرادات موجودة في حسابات المؤسسة الوطنية للنفط لدى المصرف الليبي الخارجي، متضمنة كل العمليات والتسويات اللاحقة (الشركاء وحقوق الغير)».

وكشفت أن مبيعات النفط الخام وصلت إلى 619 مليون دينار ومبيعات الغاز والمكثفات 72 مليون دولار والمنتجات البترولية 8.591 مليون دولار، والبتروكيماويات 732 ألف دولار.

وتفجرت اتهامات متبادلة بين رئيس مؤسسة النفط الليبية، مصطفى صنع الله، ومحافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، أخيرا حول تجميد إيرادات النفط بعدما تحدثت البيانات المتداولة بين الطرفين عن اختفاء مليارات الدولارات.