أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الثلاثاء، تعاونها مع برنامج الأغذية العالمي في ليبيا في مشروع يهدف إلى الوصول لنحو عشرة آلاف لاجئ وطالب لجوء في ليبيا، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وتقديم مساعدة غذائية عاجلة لهم هذا العام 2020.
وقالت المفوضية، في بيان، إن هذه الشراكة أطلقت اعترافًا بالآثار الاجتماعية والاقتصادية الشديدة لجائحة «كوفيد-19» في ليبيا، فضلا عن آثار الصراع الدائر، لافتة إلى أن الطعام المغذي يعزز صحّة الجهاز المناعي، الذي يكون ذا أهمية أكبر في مثل هذه «الأوقات الصعبة».
اقرأ أيضا توزيع مساعدات على 340 مهاجرا في جنزور
ولفت البيان إلى أنه لم يعد بإمكان معظم اللاجئين وطالبي اللجوء «العثور على أي عمل يومي لإعالة أنفسهم» منذ بدء تنفيذ حظر التجول في ليبيا، وذلك في وقت زادت فيه أسعار المواد الغذائية وتكلفة السلع الأساسية بشكل كبير، مشيرًا إلى ارتفاع تكلفة سلة الغذاء، والتي تلبي الاحتياجات الأساسية، بنسبة 24% منذ شهر مارس، فيما يقول عديد اللاجئين إنه بمقدورهم تحمل تكلفة وجبة واحدة فقط يوميا.
تقييم لاحتياجات اللاجئين
وأجرى برنامج الغذاء العالمي تقييمًا سريعًا للاحتياجات في الفترة بين 30 مايو إلى 3 يونيو 2020، وتم عبر مقابلات هاتفية مع 10% من اللاجئين المقترح مساعدتهم، وأظهر التقييم أن الاستهلاك الغذائي ضعيف أو غير كاف لواحد من كل اثنين من المستجيبين.
وأظهرت الغالبية معدلا كبيرا في استخدام استراتيجيات التكيّف السلبية، وذلك بتقليل عدد الوجبات اليومية أو تقليل حجم الوجبات، فيما لم يتمكن 77% من المستجيبين، في الأيام الثلاثين الماضية، من الوصول إلى الأسواق، ولم يكن لدى 70% المال لشراء الطعام.
وشدد المدير القُطري وممثل برنامج الأغذية العالمي في ليبيا، سامر عبد الجابر، على ضرورة الاستماع إلى احتياجات اللاجئين ودعم الفئات الأكثر ضعفًا، لافتًا إلى أنه سبق لمفوضية اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي العمل معًا في ليبيا في أوقات أزمات سابقة.
وقال عبدالجابر: «الآن، مع التحدي الذي تضيفه جائحة كوفيد-19، فإننا نتكاتف لضمان الدعم للاجئين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، والذين يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية».
بدوره قال رئيس بعثة المفوضية في ليبيا، جان بول كافالييري، إن المساعدة التي تقدمها المفوضية في إطار هذا المشروع جاءت في وقت حرج وستكون منقذة للحياة لبعض اللاجئين وطالبي اللجوء الأكثر ضعفا في المناطق الحضرية. وأضاف: «كان معظمهم يعتمد على العمل اليومي، ولكن فرص العمل قد نضبت بفعل القيود على الحركة المفروضة بسبب جائحة كوفيد-19. إنهم يعيشون على كسبهم اليومي فقط ويجدون صعوبة بالغة في إطعام أنفسهم».
مرحلة تجريبية للمشروع
ومن بين من سيتم مساعدتهم في إطار المشروع، سيكون هناك أفراد أطلقوا حديثًا من مراكز الإيواء، الذين لا تتوافر لهم إلا وسائل محدودة لإعالة أنفسهم، وسوف يضم أيضًا لاجئين في مناطق حضرية يواجهون مصاعب جمّة في الحصول على الغذاء.
وبدأت أول عملية توزيع للمساعدات الغذائية، أمس الإثنين، 15 يونيو في مركز التسجيل التابع للمفوضية بطرابلس، وسيتم الوصول إلى قرابة ألفي لاجئ وطالب لجوء في المرحلة التجريبية.
وتحتوي سلات المساعدات الغذائية العاجلة، الجاهزة للأكل والغنية بالمغذيات الدقيقة والكافية لمدة شهر واحد، على الحمص والفاصولياء المعلبة والتونة المعلبة والحلاوة والتمر، ما يغطّي 53% من الاحتياجات اليومية من السعرات الحرارية للشخص السليم «نحو 1.100 كيلو سعر حراري».
وسيقوم موظفو برنامج الأغذية العالمي ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتوزيع سلات المساعدات الغذائية حتى نهاية العام، مع اتخاذ التدابير الوقائية لجائحة «كوفيد-19» في مكان التوزيع، مثل معدات الحماية الشخصية، والتباعد الاجتماعي، والتطهير، وتعزيز سبل السيطرة على الحشود.
وفضلًا عن الدعم الغذائي الطارئ، ستمتد هذه الشراكة إلى مجال الخدمات التكنولوجية لتسهيل الاتصالات وتبادل المعلومات. في هذا السياق، سيقدم قطاع الاتصالات في حالات الطوارئ الذي يقوده برنامج الأغذية العالمي خدمات الاتصال إلى مركز تنمية المجتمع التابع للمفوضية في طرابلس لمساعدة اللاجئين على التواصل مع أحبائهم ومجتمعاتهم.
تعليقات