تحل اليوم الثلاثاء، الذكرى الخامسة لاغتيال المحامية والناشطة الحقوقية والسياسية سلوى بوقعيقيص، التي عرفت بأنها «أيقونة ثورة 17 فبراير» وأحد رموزها، فيما لا يزال مرتكبو هذه الجريمة بمنأى عن قبضة العدالة.
واغتال مسلحون ملثمون الحقوقية والمناضلة والسياسية ونائب رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني وأحد مؤسسي منبر المرأة الليبية من أجل السلام في يوم 25 يونيو من العام 2014، وذلك بعد قليل من إدلائها بصوتها في الانتخابات البرلمانية ومنذ ذلك الحين لم يتم تقديم أحد إلى العدالة بتهمة قتلها.
وشاركت المحامية المغدورة قبيل اغتيالها بساعات في الانتخابات التشريعية، ونشرت عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صورًا وهي تدلي بصوتها في أحد مراكز الاقتراع في بنغازي.
وكان آخر ظهور لها مساء الأربعاء 25/6/2014 قبل اغتيالها بساعات، عبر قناة «النبأ» الليبية الخاصة كشاهد عيان على الاشتباكات التي جرت بين الجيش وما كان يسمى بـ«كتائب الثوار» في محيط منطقة الهواري في مدينة بنغازي.
اقرأ أيضا: هولندا تطالب بتحقيق دولي في اغتيال الحقوقية سلوى بوقعيقيص
وبهذه المناسبة، أعادت الزهراء لنقي، رئيسة منبر المرأة الليبية من أجل السلام التذكير «بطلب هولندا في مجلس الأمن التحقيق في اغتيال سلوى، وأن يكون هذا التحقيق دوليًا ومستقلًا. وطالبت لنقي المجتمع الدولي القيام بدوره «من خلال دعم ليبيا في الوفاء بالتزاماتها تجاه القرارين الإلزاميين 1970 و 2174 الصادرين عن مجلس الأمن».
وأضافت في تصريح اليوم الثلاثاء «يقع على عاتق ليبيا واجب القضاء على الإفلات من العقاب، واحترام التزاماتها في مجال حقوق الإنسان وحمايتها والوفاء بها. ولا يمكن أن يكون هناك أي طريق للأمام من دون إقامة السلام والعدل أولا».
بدوره، قال السفير الهولندي لدى ليبيا، لارس توميرس في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «نتذكر اليوم جريمة الاغتيال البشعة التي طالت سلوي بوقعيقيص»، معبرًا عن التزام بلاده بالمساعدة علي تقديم الضالعين للعدالة، وإنهاء الإفلات من العقاب. وأردف «يجب تقديم المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان إلي العدالة».
ودشن ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» هاشتاج «# سلوى_بوقعيقيص» لإحياء ذكرى اغتيالها في مدينة بنغازي شرق البلاد، والذي يوافق 25 يونيو من كل عام.
وكتب الناشط عبد الله الغرياني: «أقدمت الجماعات والميليشيات الإرهابية المسلحة، والمتمركزة في منطقة وطريق الهواري في بنغازي، باقتحام منزل الناشطة والمحامية سلوى بوقعيقيص،وقتلها بداخله واختطاف زوجها عضو مجلس بنغازي البلدي عصام الغرياني الذي لا يزال مصيره مجهولاً إلى هذا اليوم».
اقرأ أيضا: النيابة العسكرية تعلن أسماء بعض المتورطين في اغتيالات بنغازي
وقالت ابنة عمها إيمان بوقعيقيص: «تركت سلوى بصمة عند كل من قابلها، كبارًا و صغارًا، ليبيين وأجانب. أرادوا طمس صوتها فخلدوها». أما طارق التاورغي فقال في تغريدة إن « اغتيال الأخت سلوى بوقعيقيص واختطاف زوجها عصام الغرياني جريمة تاجر بها الكثير والمذنب ما يزال مجهولاً فارًا بجريمته البشعة التي اقترفها، إلى أن تقوم دولة وقانون يحاسب فيها كل مجرم».
وعُرفت بوقعيقيص بمواقفها الثورية باعتبارها من مؤسسي المجلس الوطني الانتقالي السابق الذي قاد مرحلة الثورة منذ انطلاقها، واشتهرت بمواقفها الوطنية الداعمة للعملية الديمقراطية ودفاعها اللافت عن قضايا السلم وحقوق الإنسان.
وكانت تشغل حتى اغتيالها منصب نائب رئيس الهيئة التحضيرية للحوار الوطني الذي يهدف إلى تحقيق مصالحة وطنية شاملة، وكانت عضوًا في إئتلاف 17 فبراير،وعقب وفاتها نعاها الأمين العام للأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأميركية والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومنظَّمات دولية سياسية وحقوقية
وفي تقرير، وصفت منظمة «هيومن رايتس ووتش» سلوى بوقعيقيص أنها «كانت تؤمن إيمانًا لا يتزعزع بالحوار والعملية الديمقراطية كسبيل للخروج من الورطة التي صارت ليبيا إليها، وبوفاتها تلقت الأفكار المثالية الأصلية لانتفاضة 2011 التي خلعت طغيان القذافي ضربة ساحقة جديدة، وفقدت كثيرات من سيدات ليبيا قدوة ومثلاً يحتذى».
تعليقات