تنشر «بوابة الوسط» تقريرًا صادرًا عن اللجنة العلمية بمركز الخبرة القضائية والبحوث فرع الجبل الأخضر التابع لوزارة العدل بالحكومة الموقتة، والذي أكد وجود مواد سامة تتم إضافتها إلى الحناء.

وأوضح التقرير أن اللجنة العلمية المشكلة جمعت عينات عشوائية من مدن بنغازي والمرج والبيضاء، وقامت بإرسالها إلى المملكة المتحدة وجمهورية مصر العربية لتحليها واكتشاف وتحديد العناصر السامة بها.

وأظهرت التحاليل وجود عناصر كيمائية بالعينات المرسلة واحتوائها على مادة «البارفنيلين ديامين (PPD )»، التي تستخدم في صناعة حبر الطابعات وإطارات السيارات، بنسبة عالية تقدر بحوالي 22%، مضيفةً أن «النسبة المسموح بها من هذه المادة من الاتحاد الأوروبي لا تتجاوز 6% كحد أعلى في تركيب الصبغات، كما أن تطبيقها على الجلد محظور نهائيًا».

وقالت اللجنة إنها قامت بإجراء التحاليل التأكيدية داخل المعمل الكيميائي بمركز الخبرة القضائية والبحوث فرع الجبل الأخضر والتي أثبتت وجود العناصر السامة في الحنة المخلوطة (الجاهزة)، وبمادة جاوي الحسنة ومادة المسمار الأسود.

وأوصت في تقريرها بمنع تداول المنتجات التي تخلط بالحنة غير معروف تركيبته الكيمائية ومحتوياتها، كما طالبت بضرورة توعية المواطنين بعدم شراء الحنة المخلوطة الجاهزة مجهولة التصنيع، مضيفةً أن على النساء ضرورة عمل اختبار الحساسية للحناء عبر وضع قطعة صغيرة منها على الرسغ لمدة لا تقل 15 دقيقة وملاحظة أي تغيرات تحدث.

وتابعت: «عند وضع الحنة والشعور بالحرقة أو التنميل أو الغثيان أو أي ردة فعل تحسسية يتم غسل الحناء بالماء ثم بالصابون على الفور وشرب كميات كبيرة من السوائل والحليب واستنشاق الهواء النقي، وفي حالة عدم وجود تحسن يجب الاتجاه لأقرب وحدة صحية لاستشارة الطبيب».

وأهابت اللجنة العلمية كافة المستشفيات بكيفية التعامل مع حالات التسمم حيث لا يوجد مصل مضاد لهذا النوع من التسمم، منوهةً بالقول: «عليه يجب معالجة الأعراض إلى حين استقرار الحالة وهي عبر تركيب جهاز وريدي ذي قطر كبير، وتركيب قسطرة بولية، وإعطاء محاليل وريدية كافية، وإعطاء الأكسجين بنسبة %100 وإذا تطلب الأمر وضع أنوب تنفسي (ETT)، والبدء بالأدوية المضادة للحساسية، وإعطاء methylene blue في حالة methemoglobinemia، مع ضرورة استشارة أخصائي الكلى وعمل غسيل كلوي إذا تطلب الأمر».

يُشار إلى أن وزارة الصحة بالحكومة الموقتة حذرت في وقت سابق من ارتفاع حالات التسمم والوفاة جراء استعمال الحناء المضاف إليها مواد كيميائية، مشيرًة إلى أن الوفيات جراء ذلك وصلت إلى 58 حالة، ونحو 103 حالات تسمم وتحسس جلدي حتى الآن. وذكرت الوزارة أنها تسعى إلى إقامة عدة ورش عمل وملتقيات للحد من مخاطر استخدام الحناء.