أثارت فتوى نائب رئيس الدعوة السلفية الشيخ ياسر برهامي بعدم وجوب الدفاع عن العرض، إذا ظن الزوج أنه سيُقتل على يد المعتدين الذين يريدون الاعتداء على زوجته حفاظًا على حياته، جدلاً واسعًا على مدار يومين، حيث خرج الأزهر يرد على فتواه كما انتقده عددٌ من السياسيين، بالإضافة إلى تناول رواد المواقع الاجتماعية الفتوى إما بالسخرية أو الغضب.

وأوضح برهامي أن الزوج لا ينبغي أن يفقد حياته دفاعًا عن زوجته، وذلك نقلاً عن فتوى للإمام العز بن عبدالسلام، عن وجوب تسليم المال للصوص حفاظًا للنفس من القتل، حسبما أفاد في رده على سؤال أحد القراء على موقع "أنا السلفي" حول موقف الزوج من حفاظه على حياته إذا ما اكتشف أنه سيفقد حياته أثناء محاولة الدفاع عن زوجته من مغتصبين.

برهامي يبرر
حاول ياسر برهامي تبرير فتواه، وقال: "فتواي حول ترك الزوج زوجته للمغتصبين حفاظًا على النفس تم اجتزاؤها؛ حيث إن تلك الفتوى كانت في حالة تأكد الزوج من قتله، وعدم قدرته على الدفاع عن زوجته".

التبرير لم يختلف إطلاقًا عن فحوى الفتوى، مضيفًا: "حفظ النفس أهم من حفظ العِرض، وحفظ العِرض مقدم على حفظ المال، وفقًا لرأي أغلب الأئمة"، على حد قوله.

الأوقاف
استنكر مدير عام بحوث الدعوة في وزارة الأوقاف الدكتور السعيد محمد علي فتوى ياسر برهامي، وقال: "إنها فتوى لا وجود لها في الشرع ولا الدين، ويجب على كل مسلم أن يحافظ على عرضه حتى لو أدى ذلك إلى حبسه أو موته، والتضحية حفاظًا على عرض الزوجة واجبٌ ديني"، مضيفًا: "الحديث يقول... ومَـن مات دون عرضه...إلخ".

وتابع: "إننا أيضًا مجتمع عربي نقف في وجه المعتدين حتى الموت" مستشهدًا بقول الشاعر حسان بن ثابت

أصون عرضي بمالي لا أدنسه.
لا بارك الله بعد العرض في المال.

أين النخوة؟
ووجه أستاذ العلوم السياسية الدكتور معتز بالله عبدالفتاح في برنامجه على قناة "المحور" سؤالاً لبرهامي قائلاً: "أين النخوة، لماذا تكَّلم الشيخ في موضوع مثل هذا بالإضافة إلى أن واحدة من مشاكل المسلمين هي غياب الحس الإسلامي والدليل أنه لو كان الحس موجودًا لما سأل في الأساس قارئ هذا السؤال للشيخ على موقع أنا السلفي"، على حد قوله.

مجمع البحوث الإسلامية
وصف عددٌ من علماء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، فتوى برهامي بـ"الخاطئة والفاسدة" حسبما أفادت صحيفة الوطن، وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد الشحات الجندي: "لا تستند الفتوى إلى دليل صحيح، وتعارض ما دعانا إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، من الدفاع عن المال والعرض والنفس".

وقال عضو مجمع البحوث الدكتور حامد أبوطالب: "يجب على الزوج صد أي اعتداء على زوجته بكل وسيلة حتى لو أدى ذلك إلى مقتله، وهو في هذه الحالة شهيد"، مضيفًا: "إذا تركها ففي ذلك مذلة ومهانة لا يقبلها الإسلام بأي حال من الأحوال، والمسلم ليس من صفاته الدناءة أو الخسة حتى ينجو بنفسه، ويترك عرضه للمعتدين مهما كان".

هاشتاج
تناول رواد المواقع الاجتماعية "فيسبوك" و"تويتر"الفتوى بكثير من السخرية والغضب، معتبرين إياها مهينة للرجولة والنخوة قبل إهانتها للدين، خاصة أنه قد نسبها لعالم دين، وصمم عددٌ من الشباب صورًا تسخر من برهامي، وكوميكس يتناول فتواه.

ودشن رواد فيسبوك "هاشتاج" يسخر من برهامي، حيث اعتبر نشطاء الإخوان أنه يصدر فتاوى وصفوها بـ"المجنونة"، كما أنه يدافع عن المشير عبدالفتاح السيسي المرشح لانتخابات الرئاسة وينافقه سياسيًّا، متهمين إياه بالعمل مع السلطات الأمنية، والوقوف معهم ضد الحركات الإسلامية، على حد قولهم.