Atwasat

«حرب اليمن» تخنق ممرات التجارة البحرية الاستراتيجية

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 13 مايو 2015, 10:36 مساء
WTV_Frequency

في الوقت الذي تقف فيه السعودية وإيران على طرفي النقيض في حرب اليمن تتنامى بشكل يومي المخاطر التي تواجهها الرحلات الحيوية لناقلات النفط والسلع.

ووفقًا لتقرير لـ«رويترز»، تعبر الملايين من براميل النفط باب المندب أمام سواحل اليمن ومضيق هرمز أمام سواحل إيران يوميًا إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا. ومن المرجح أن تقفز تكاليف التأمين على شركات الشحن.

وفي الأسبوع الماضي أفرجت إيران عن سفينة الحاويات ميرسك تيجرس التي ترفع علم جزر مارشال وطاقمها بعدما احتجزتهم في مضيق هرمز. ودفع ذلك الولايات المتحدة إلى إرسال سفن حربية لمتابعة السفن التي ترفع علم الولايات المتحدة لدى مرورها عبر المضيق في إجراءات موقتة.

وقال جون دالبي من مارين ريسك مانجمنت التي تزود السفن في المنطقة بفرق أمنية مسلحة خاصة: «المنطقة كلها عبارة عن برميل بارود حاليًا».

قال جون دالبي من مارين ريسك مانجمنت التي تزود السفن في المنطقة بفرق أمنية مسلحة خاصة: «المنطقة كلها عبارة عن برميل بارود حاليًا».

وأضاف: «التوترات الأساسية هي فيما يبدو بين القوات البحرية، سواء أكانت زوارق الدورية أو السفن الإيرانية .. أو قوات أخرى في المنطقة. هذا يوجد بشكل ما قدرًا من عدم التيقن أكبر من المخاطر التي يشكلها القراصنة الصوماليون كما شاهدنا من قبل وقدرات نارية أكبر بكثير وهو الأمر الأشد إثارة للقلق».

ونقل عن الناطقة باسم وزارة الخارجية الإيرانية قولها، اليوم الأربعاء، إن إيران لن تسمح للقوات البحرية التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية بتفتيش سفينة شحن إيرانية في طريقها إلى اليمن.

وتفتش القوات التي تقودها السعودية كل السفن الداخلة إلى اليمن لمنع تهريب الأسلحة إلى المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران والذين يسيطرون على مساحة كبيرة من اليمن.

وقال مايكل فرودل، من سي - ليفل جلوبل ريسكس، لاستشارات المخاطر التي مقرها الولايات المتحدة لـ«رويترز»: «السؤال بالنسبة لنا هو: هل يمكن أن يصبح الإبحار عبر باب المندب خطيرًا لدرجة أن المدافع على البر (التي يسيطر عليها الحوثيون) قد تطلق النار على السفن؟».

وأضاف: «إذا حدث ذلك.. فاربطوا الأحزمة.. فسترتفع تكاليف التأمين».

وقد تكون زيادة حادة محتملة في علاوات النقل البحري رادعًا لحركة التجارة لا يقل عن الصراع نفسه.

وقال جوناثان موس، من مكتب المحاماة دي.دبليو.إف والذي يعمل مع شركات تأمين: «الحقيقة هي أن السفن المتجهة إلى الخليج والبحر الأحمر وشرق المتوسط ستكون ملزمة بإعادة النظر في تحركاتها ليس فحسب بسبب نطاق الهجمات والمصادرات التي تتعرض لها السفن التجارية والآخذ بالتزايد، لكن أيضًا بسبب علاوات التأمين المعوقة».

السفن المتجهة إلى الخليج والبحر الأحمر وشرق المتوسط ستكون ملزمة بإعادة النظر في تحركاتها

وأضاف خالد هاشم من بريشس شيبنغ، وهي من أكبر ملاك سفن الشحنات الجافة في تايلاند: «إذا ساء الأمر فعلاً فقد تتوقف شركات التأمين بالكامل عن تغطية الرحلات المتجهة إلى المناطق المتضررة».

وقال هاشم إنه إذا مضت سفينة الشحن الإيرانية قدمًا في تسليم المساعدة إلى اليمن رغم المطالبات الأميركية بتسليمها في جيبوتي المجاورة فقد يفضي الأمر إلى رد فعل من التحالف الذي تقوده السعودية.

وقال: «قد يؤدي ذلك إلى تصاعد التوترات في منطقة واسعة تشمل البحر الأحمر وخليج عدن وحتى مضيق هرمز. سيكون أمرًا سيئًا لقطاع الشحن البحري بالتأكيد وبالنسبة لكل دول المنطقة».

وحذرت إدارة النقل البحري الأميركية ومكتب تسجيل السفن التي ترفع علم جزر مارشال من تنامي المخاطر التي تتعرض لها السفن العاملة في منطقة مضيق هرمز.

وقال أحد التقارير الإرشادية: «إذا اعتلت قوات إيرانية السفينة حتى بعد رفض السماح لها فينبغي عدم مقاومة ذلك بالقوة من جانب الأشخاص الذين على متن السفينة التجارية التي ترفع علم الولايات المتحدة. عدم المقاومة العنيفة ليس إقرارًا ولا قبولاً بشرعية مثل ذلك الاعتلاء».

وشهدت المنطقة تعطيلات لخطوط الشحن البحري في السنوات الأخيرة بسبب القرصنة الصومالية وهجمات المسلحين، بحسب «رويترز».

وتسبب تفجير انتحاري نفذه تنظيم القاعدة في مقتل 17 بحارًا على متن المدمرة الأميركية كول في ميناء عدن بجنوب اليمن العام 2000. وبعدها بعامين ضربت القاعدة ناقلة فرنسية في خليج عدن جنوب باب المندب مما أدى إلى ارتفاع علاوات التأمين لثلاثة أمثالها.

وقال فيليب بيلشر من رابطة إنترتانكو للناقلات: «التوترات تتصاعد وهناك بعض القلق الواضح؛ حيث مازال ملاك الناقلات يتذكرون الأحداث البعيدة لحرب الناقلات من الثمانينات»، مشيرًا إلى السفن التي تعرضت لإطلاق النار عليها خلال حرب العراق وإيران.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«بوينغ» تحقق خسائر أقل من المتوقع في الربع الأول من 2024
«بوينغ» تحقق خسائر أقل من المتوقع في الربع الأول من 2024
صندوق أممي لدعم اللاجئين في مواجهة الصدمات المناخية بقيمة 100 مليون دولار
صندوق أممي لدعم اللاجئين في مواجهة الصدمات المناخية بقيمة 100 ...
ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف وتعترف بـ«خسارة القدرة التنافسية»
ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف وتعترف بـ«خسارة القدرة ...
أسعار النفط تستقر مع تراجع الطلب على الوقود في أميركا
أسعار النفط تستقر مع تراجع الطلب على الوقود في أميركا
البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن التضخم
البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن التضخم
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم