Atwasat

فريدمان: هل تنتهي حرب النفط بإفلاس روسيا وإيران؟

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 19 أكتوبر 2014, 12:11 مساء
WTV_Frequency

هل العالم فعلا مقبل على حرب نفطية عالمية تقف فيها الولايات المتحدة والسعودية في جانب، وروسيا وإيران في الجانب الآخر؟ بالطبع، لا يمكن القطع بما اذا كان التحالف النفطي الامريكي – السعودي متعمدا ام ان الأمر مجرد تصادف مصالح.

لكن الاحتمال الأول إذا كان صائبا، فمعنى هذا اننا نحاول أن نفعل للرئيس الروسي بوتين ولمرشد إيران علي خامنئي بالضبط ما فعله الأميركيون ودول خليجية لآخر زعماء الاتحاد السوفييتي ، أي دفعهم للإفلاس من خلال تخفيض أسعار النفط لمستويات أدنى بكثير مما تحتاجها موسكو وطهران لتمويل ميزانيتيهما، وذلك وفقاً لمقال توماس فريدمان بصحيفة «نيويورك تايمز».

الدول المنتجة تعاني من اضطرابات
تعاني الدول المنتجة للنفط وهي ليبيا، والعراق، ونيجيريا، وسورية، من اضطرابات كبرى، بينما تعيش إيران تحت وطأة عقوبات اقتصادية مستمرة، ولو حدث هذا قبل عشر سنوات لرفع أسعار النفط إلى الأعلى بشدة، غير أن العكس هو ما يحدث الآن، فأسعار النفط الخام تشهد تراجعا عالميا منذ أسابيع لتقف الآن عند حوالي 88 دولارا بعد ان كانت قد استقرت ولفترة طويلة عند 105 و110 دولارات للبرميل.

وهناك أسباب عدة وراء انخفاض الأسعار منها: بطئ النمو الاقتصادي في أوروبا والصين، وبروز الولايات المتحدة كأحد أكبر مصدري النفط في العالم بفضل تكنولوجيتها الحديثة التي مكنتها من استخراج كميات وفيرة من النفط الصخري، ورفض دول خليجية تقليص إنتاجها لإبقاء الاسعار المرتفعة بعد ان اختارت المحافظة على حصتها في السوق على الرغم من معارضة المنتجين الآخرين في «أوبيك».

والنتيجة، أو على الأصح الهدف النهائي هنا هو جعل الحياة صعبة جداً في روسيا وايران في هذا الوقت الذي تواجههما فيه أمريكا ودول خليجية في حرب بالوكالة في سورية.

أوباما يريد تدمير الاقتصاد الروسي
يعتقد البعض أن ما يجري في عالم الذهب الاسود ما هو إلا «بزنس»، لكن على الرغم من هذا، ثمة شعور بأنه حرب حقيقية لكن بوسيلة اخرى هي النفط. والحقيقة ان الروس أدركوا هذا، وكيف يمكن ألا يدركوه، خاصة انهم رأوا مثل هذا السيناريو من قبل.
فقد نشرت صحيفة البرافدا الروسية في الثالث من ابريل الماضي مقالاً بعنوان: «أوباما يريد من دولة خليجية تدمير الاقتصاد الروسي»: ذكر ان هناك سابقة لمثل هذا العمل المشترك الذي ادى في النهاية الى انهيار الاتحاد السوفييتي.
اذ عمدت الدولة الخليجية الى زيادة انتاجها النفطي بشكل دراماتيكي من مليونين الى عشرة ملايين برميل باليوم مما دفع سعر النفط على نحو صاروخي للاسفل من 32 الى 10 دولارات للبرميل الواحد واضطر الاتحاد السوفييتي لبيع نفطه بسعر ادنى لجذب الزبائن بلغ حوالي 6 دولارات فقط للبرميل.

صمود موسكو وطهران.. ولكن
ويمضي المقال قائلا: بالطبع لم تخسر الدولة الخليجية أي شيء، آنذاك لأنها زادت انتاجها بمقدار خمسة أضعاف بعدما انخفضت تلك الاسعار. اما الاقتصاد السوفييتي، الخاضع لسيطرة الدولة، فلم يتمكن من مواجهة ذلك التراجع الكبير في عائدات الصادرات وكان هذا احد أسباب انهيار الدولة.

بالطبع لن تنهار روسيا ولا إيران غدا، لكن إذا انخفضت الأسعار الى ما دون الـ70 دولارا، فسوف نرى عندئذ انخفاضا أيضا في الإنتاج الأميركي ما سيعيد بعض التوازن للاسعار، لكن انخفاض الاسعار يخدم المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة ودول خليجية ويؤذي روسيا وايران. وسبب هذا هو ان عائدات صادرات النفط تمثل حوالي %60 من مجمل عائدات حكومة إيران، وأكثر من نصف عائدات الحكومة الروسية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«بوينغ» تحقق خسائر أقل من المتوقع في الربع الأول من 2024
«بوينغ» تحقق خسائر أقل من المتوقع في الربع الأول من 2024
صندوق أممي لدعم اللاجئين في مواجهة الصدمات المناخية بقيمة 100 مليون دولار
صندوق أممي لدعم اللاجئين في مواجهة الصدمات المناخية بقيمة 100 ...
ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف وتعترف بـ«خسارة القدرة التنافسية»
ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف وتعترف بـ«خسارة القدرة ...
أسعار النفط تستقر مع تراجع الطلب على الوقود في أميركا
أسعار النفط تستقر مع تراجع الطلب على الوقود في أميركا
البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن التضخم
البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن التضخم
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم