اندفعت السندات البريطانية، لأكبر ارتفاعات يومية شهدتها منذ عقود، بعد إعلان وزير المالية، كواسي كوارتنج، تخفيضات ضريبية وإجراءات دعم الأسرة، ووضع مكتب الديون البريطاني خططًا لإصدار 72 مليار جنيه إسترليني إضافي خلال العام المالي الجاري لتمويل التحفيز.

ووسعت عائدات سندات الخزانة لأجل عامين صعودها إلى مستوى مرتفع جديد منذ أكتوبر 2008، وارتفعت آخر مرة بمقدار 47 نقطة أساس في أكبر قفزة يومية منذ نوفمبر 2009، حسب تقرير لموقع «إنفستنغ» لرصد أسواق المال والسلع.

وارتفعت عوائد السندات لأجل خمس سنوات، التي تتأثر بتوقعات السياسة الاقتصادية، بنحو 47 نقطة أساس في أكبر ارتفاع يومي منذ العام 1991، وصعدت عوائد السندات القياسية لأجل 10 سنوات بما يزيد على 30 نقطة أساس، وهو أكبر ارتفاع يومي منذ العام 1998.

مؤشر الدولار الرئيسي ينطلق مقابل سلة من العملات
في المقابل، سقط الإسترليني خلال تعاملات اليوم الإثنين، إلى مستوى 1.0349 مقابل الدولار بتراجع في حدود 1%، قبل أن يقلص خسائره إلى مستويات 1.078 بتراجع 0.7%.

وارتفع مؤشر الدولار الأميركي بأكثر من 0.6%، حيث يتداول قرب مستويات 114 نقطة، بعدما نجح في تجاوزها في وقت سابق من تعاملات اليوم الإثنين.

وانطلق مؤشر الدولار الرئيسي مقابل سلة من العملات في وقت سابق إلى مستويات 114.53 نقطة بينما سجل أدنى مستوياته اليوم عند 112.94 نقطة وفق تقرير موقع «إنفستنغ» لرصد أسواق المال والسلع.

وارتفع عائد السندات البريطانية أعلى مستوى 4% خلال تعاملات اليوم الإثنين، مع تراجع الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوياته على الإطلاق مقابل الدولار، وارتفع عائد السندات البريطانية لأجل 10 سنوات إلى 4.098%، ليتجاوز مستوى 4% للمرة الأولى منذ العام 2010.

- الجنيه الإسترليني في أدنى مستوى مقابل الدولار

جاء لك بعدما تعهد وزير المالية البريطاني، كواسي كوارتنج، بالمزيد من التخفيضات الضريبية، ما أثار مخاوف من أن السياسات المالية للوزير الجديد، ستؤدي إلى زيادة التضخم والدين الحكومي.

ورفع بنك إنجلترا الفائدة الخميس الماضي، بنسبة 0.5%، بعدما قرر الاحتياطي الفدرالي زيادة الفائدة الأميركية 0.75% للمرة الثالثة على التوالي.

مزيد من الضعف
وكتب محللو «غولدمان ساكس» بما في ذلك كاماكشيا تريفيدي في مذكرة للعملاء: «مع الإنفاق الواسع غير الممول على الجانب المالي الذي لا مثيل له بالسياسة النقدية لتعويض الدافع التضخمي، فمن المرجح أن تضعف العملة أكثر».

وفي إشارة إلى الشدة التاريخية لعمليات البيع يوم الجمعة، كان الجنيه في مرحلة ما مستعدا ليومه الأسوأ مقابل الدولار منذ الانهيار القياسي الذي أعقب التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016.

سابع أسوأ يوم في الخمسين سنة الماضية
وفي نهاية تعاملات يوم الجمعة، كان التراجع بنسبة 3.6٪ هو سابع أسوأ يوم في الخمسين سنة الماضية، في الوقت نفسه، ارتفعت عائدات السندات الحكومية، بمقدار قياسي في بعض آجال الاستحقاق، حيث عاقب المستثمرون وزير المالية «بسبب اندفاعه»، بحسب تقرير موقع «إنفستنغ» لرصد أسواق المال والسلع.

نظرة متشائمة في السوق
لكن النظرة المستقبلية من الكثيرين في السوق أبعد ما تكون عن التفاؤل، حيث أدت الاضطرابات الأسبوع الماضي إلى مزيد من التوقعات، بما في ذلك من وزير الخزانة الأمريكي السابق لورانس سمرز، بأن الجنيه الإسترليني سينخفض ​​إلى ما دون التكافؤ مع الدولار.

ويُظهر نموذج تسعير الخيارات الخاص بـ«بلومبيرغ» الآن، فرصة واحدة من كل أربعة أن يصل الجنيه إلى دولار واحد في الأشهر الستة المقبلة، بزيادة 14٪ يوم الخميس.

ويعبر آخرون عن مخاوفهم بشأن مستقبل ديون المملكة المتحدة، ومما يثير القلق أن دعم البنك المركزي من خلال التيسير الكمي، الذي كان في السابق منقذا للذهب، قد تراجع الآن من قبل المسؤولين الذين يتطلعون إلى الحفاظ على غطاء من مكاسب الأسعار الجامحة، وفق «إنفستنغ».

وبعد خطاب كوارتنج يوم الجمعة، انخفض الجنيه إلى أدنى مستوى له في 37 عاما عند 1.084 دولار، وارتفعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات بأكثر من 30 نقطة أساس إلى 3.83٪، وقفز معدل السندات لأجل خمس سنوات بمقدار 51 نقطة أساس قياسية.