Atwasat

فرانس برس: موجة إضرابات تهز الولايات المتحدة يقودها عمال مرهقون ومحبطون

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 17 أكتوبر 2021, 07:26 مساء
WTV_Frequency

بدأ عشرات آلاف الموظفين الأميركيين إضرابات أو لوَّحوا بها على خلفية العمل لساعات طويلة في ظروف متردية خلال جائحة «كوفيد-19» مقابل ارتفاع أرباح أصحاب العمل، إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق مع استوديوهات هوليوود بشأن اعتماد اتفاقية جماعية جديدة، سيضرب الإثنين 60 ألف عضو أميركي في الاتحاد الدولي لموظفي المسرح والسينما، كما يلوح نحو 31 ألف موظف في مجموعة «قيصر برمانينتي» الصحية في غرب الولايات المتحدة بوقف العمل قريبًا.

 إضراب 10 آلاف موظف
وبدأ منذ الخميس 10 آلاف موظف إضراباً في شركة تصنيع الجرارات «جون دير»، ويضرب 1400 موظف في شركة «كيلوغز» لصناعة حبوب رقائق الذرة منذ 5 أكتوبر، وكذلك أكثر من ألفي موظف في مستشفى «ميرسي» في بوفالو منذ 1 أكتوبر، وفقًا لوكالة «فرانس برس».

ظهرت كلمة «سترايكتوبر»، وهي اختصار مدمج لكلمتي إضراب وأكتوبر، على مواقع التواصل الاجتماعي. حتى أن النائبة البارزة من الجناح اليساري للحزب الديمقراطي ألكساندريا أوكاسيو كورتيز استعملتها على موقع تويتر، الخميس.

يقول الموظف منذ 18 عامًا في شركة «كيلوغز» دان أوزبون إنه لتعويض الغائبين الكثر أثناء تفشي وباء كورونا «ضحينا بوقتنا مع عائلاتنا للتأكد من وصول علب رقائق الذرة إلى المتاجر»، ويضيف متسائلًا: «هل هذه هي الطريقة التي نُكافأ بها؟ من خلال مطالبتنا بتقديم تنازلات في حين يحظى المدير التنفيذي وكبار المسؤولين بزيادات؟»، ويشعر رئيس الفرع النقابي المحلي بأنهم تعرضوا للخداع.

ويقول: «نحن لا نطلب زيادات في الرواتب»، لا يمانع الموظفون ساعات العمل الطويلة، لكنهم يعارضون عدم حصول جميع الموظفين على الامتيازات نفسها وإلغاء التعديل التلقائي للأجور لتناسب تكلفة العيش، وهي نقطة مهمة في ظل ارتفاع التضخم المالي، وشدَّد على أن الإضراب «سيستمر بقدر ما يتطلب الأمر».

تشير المتخصصة في الحركات النقابية بجامعة «كورنيل كيت برونفنبرينر» إلى أن المضربين «يطالبون في الغالب بتحسين ظروف العمل»، وتؤكد الخبيرة أن «المؤسسات تحقق أرباحًا غير مسبوقة وتطلب من الموظفين العمل أكثر من أي وقت مضى، وفي بعض الأحيان يخاطرون بحياتهم في ظل تفشي كوفيد».

وفي مواجهة أصحاب العمل الذين يرفضون تقديم تنازلات، صار الموظفون «أقل ميلًا لقبول الاتفاقات الجماعية التي لا تلبي احتياجاتهم»، كما تلاحظ برونفنبرينر، ومن الصعب معرفة العدد الدقيق للإضرابات، إذ لا تحصي حكومة الولايات المتحدة سوى تلك التي تضم أكثر من ألف عامل، لكن أستاذ علم الاجتماع في جامعة فاندربيلت جوش موراي يقول إن هذا الاتجاه آخذ في الارتفاع بشكل واضح منذ حركة احتجاج المعلمين في فيرجينيا الغربية العام 2018.

المعلمون يدخلون في إضراب
قرر حينها المعلمون الإضراب بعد خيبة أملهم من الاتفاقية التي فاوضت عليها نقابتهم، وحصلوا على مطالبهم، كان لذلك الإضراب تأثير الدومينو في الولايات المتحدة، ويضيف موراي «كلما نجحت الإضرابات، زاد عددها، لأن الناس بدأوا يعتقدون حقا أنهم قادرون على الانتصار وهم على استعداد للمخاطرة بأجورهم أو بوظائفهم».

جاء إضراب عمال شركة «كيلوغز» في أعقاب إضراب 600 موظف في كانساس بمصنع «فريتو لاي» للكعك في يوليو، وهو فرع لشركة «بيبسيكو».

توقف الموظفون حينها عن العمل لمدة 19 يومًا للحصول على ضمان يوم عطلة واحد في الأسبوع وزيادة في الرواتب، من بين أشياء أخرى. وحصل آلاف المضربين في «نابيسكو» للوجبات الخفيفة، فرع لشركة «مونديليز»، العملاقة على امتيازات في سبتمبر بعد خمسة أسابيع من الاحتجاج.

هناك مصدر تحفيز آخر للإضراب، وهو: «إدراك العمال أثناء الوباء أنهم ضروريون، وأن الاقتصاد لا يمكن أن يعمل من دونهم»، وفق ما يلاحظ موراي، واستفادت النقابات أيضًا في السنوات الأخيرة من ظهور حركات اجتماعية مختلفة نسّقت معها، مثل نقابة عمال الضيافة في أريزونا، كما تعاونت مع منظمات المهاجرين.

يقول جوش موراي: «سيكون هناك حتمًا تأثير عكسي، ولن تسمح الشركات بزيادة تكاليف الأجور أكثر من اللازم»، لكن في غضون ذلك «أظهر الاقتصاديون وعلماء الاجتماع أنه كلما شهد سوق العمل طلبًا أكبر على الموظفين (كما هو الحال حاليًا في الولايات المتحدة)، زادت قوة الموظفين واحتمالية الإضراب».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«بوينغ» تحقق خسائر أقل من المتوقع في الربع الأول من 2024
«بوينغ» تحقق خسائر أقل من المتوقع في الربع الأول من 2024
صندوق أممي لدعم اللاجئين في مواجهة الصدمات المناخية بقيمة 100 مليون دولار
صندوق أممي لدعم اللاجئين في مواجهة الصدمات المناخية بقيمة 100 ...
ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف وتعترف بـ«خسارة القدرة التنافسية»
ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف وتعترف بـ«خسارة القدرة ...
أسعار النفط تستقر مع تراجع الطلب على الوقود في أميركا
أسعار النفط تستقر مع تراجع الطلب على الوقود في أميركا
البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن التضخم
البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن التضخم
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم