اعتبر محلل شؤون الأسواق الناشئة في شبكة «CNN» الأميركية، جون ديفتيريوس، أن رفع السعودية إنتاج النفط في إطار حرب الأسعار القائمة بينها وبين روسيا يهدف إلى إيصال رسالتين إلى موسكو والعالم.

وأوضح أن الرسالة الأولى هي أن المملكة مستعدة لفرد عضلاتها وتذكير الجميع بما ستؤول إليه الأوضاع في أسواق النفط، إن قررت التوقف عن لعب دورها في الحفاظ على استقرار أسعار الخام ومنع إغراق الأسواق.

أما الرسالة الثانية، فمضمونها أنها لو تركت السعودية الأسواق لحرية القوى فيه، فإن منتجي النفط في الخليج سيكونون آخر المنتجين الواقفين على أقدامهم، حيث يكلفهم استخراج النفط الخام قيمة أقل من أي دولة أخرى بما فيها أيضا شركات استخراج النفط من الصخر الزيتي في الولايات المتحدة.

وإزاء ذلك يبقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام ضغط من أجل إيقاف هذه الحرب، مع معاناة قطاع الطاقة بشكل كبير نتيجة انتشار وباء «كورونا» والخلاف الكبير بين موسكو والرياض.

ووصفت الشبكة الأميركية هذه الحرب بأنها غاية في الرخص، معتبرة أن الهدف منها إثبات من الذي يهيمن على الأسواق، فروسيا تريد خفض أسعار الخام بالأسواق العالمية بهدف تجفيف الازدهار الذي يحظى به قطاع صناعة النفط من الصخر الزيتي في الولايات المتحدة، والسعودية تعاقب موسكو برفع معدلات إنتاج النفط بالمملكة.

ودخلت أسعار النفط في حالة هبوط حر محطمة أدنى سعر لها منذ 18 عاما، خلال الأسبوع الماضي وسط انهيار بأسعار أسهم الطاقة.

وبالتزامن، يقوم القطاع النفطي في الولايات المتحدة بخفض النفقات واقتطاع من الأرباح والاستعداد لتسريح العاملين، في حين أن بعض شركات التنقيب ممن سجلت نسب دين عالية لن تتمكن من الصمود، حسب الشبكة الأميركية.