طالت فضيحة وثائق بنما السوق الفنية، إذ أظهرت الوثائق أن شركة «موساك فونسيكا» ساعدت غاليري فنيًا في نيويورك في للدفاع عن نفسه أمام دعوى قضائية رفعتها أسرة تتهم الغاليري بحيازة لوحة «الرجل الجالس» للفنان الإيطالي، أماديو مودلياني، رسمت العام 1918، سرقت عند دخول النازيين مدينة باريس العام 1940 خلال فترة الحرب العالمية الثانية.

ويقدر سعر اللوحة بـ25 مليون دولار، وتظهر رجلًا جالسًا يضع يديه على عصاه، وفقًا لموقع «إيلاف».

وصرحت الأسرة التي تطالب باسترجاع اللوحة بأن العمل كان ملك أوسكار ستيتنر، وهو يهودي صاحب غاليري في باريس، اضطر للفرار من المدينة قبل دخول النازيين ولكنه لم يستطع نقل مجموعته الفنية التي كانت في الغاليري واستولى عليها النازيون لاحقًا.

وبعد الحرب استمرت الأسرة في البحث عن المجموعة ولكنها لم تجد أثرًا للوحة موديلياني، وفي العام 2008، ظهر العمل فجأة في مزاد لدار سوثبي في نيويورك وعرض للبيع.

تولى حفيد المالك الفرنسي للوحة فيليب ماستراسي البالغ من العمر 71 عامًا مهمة البحث عن اللوحة المفقودة، حيث برفع دعوى قضائية ضد عائلة «ناهماد» المالكة المعرض، مطالبًا إياهم بحقه في اللوحة التي وصل ثمنها حاليًا إلى 17 مليون جنيه إسترليني.

وزعمت العائلة الأميركية أنها لا تملك تلك اللوحة المتنازع عليها، وأن اللوحة هي ملكية شركة «المركز الدولي للفنون» ومقرها في بنما، وأن الأسرة لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بتلك الشركة.

ولكن الوثائق المسربة أظهرت بأن «المركز الدولي للفنون» تمتلكه عائلة ناهماد وأسسه أخ لديفيد ناهماد يدعى إزرا العام 1995.

وأنشأت عائلة ناهماد المركز عن طريق «موساك فونسيكا» في بنما، لتحرص على عدم ظهور معاملتها لمصلحة الضرائب الأميركية، وتتمكن من الاحتيال الضريبي في البلد الكاريبي الصغير.

وتطرح وثائق بنما تساؤلات جديدة أيضًا بشأن هذه القضية لذكرها عشرات اللوحات المنسوبة إلى عدد من كبار الفنانين العالميين بدءًا بكلود مونيه وانتهاء بداميان هيرست مع وثائق تشير إلى صفقة أبرمت في مزاد كريستي في التسعينات حوَّلت الفن إلى سلعة.

أنشأت عائلة ناهماد المركز عن طريق «موساك فونسيكا» في بنما، لتحرص على عدم ظهور معاملتها لمصلحة الضرائب الأميركية

ووفقًا للوثائق قامت شركة أوفشور التي يشرف على حساباتها ملياردير تجارة العملات جو لويس بشراء أهم الأعمال الفنية في إطار اتفاق سري أبرم مسبقًا، وتم طرح هذه الأعمال في مزاد كريستي وتسويقها باسم مجموعة غانز، Ganz.

وتستمر القضية في المحاكم فيما تواصل قيمة أعمال موديلياني ارتفاعها، حيث دفع جامع الفن الصيني ليون ييكيان العام الماضي مبلغ 170.4 مليون دولار للوحة موديلياني «المستلقية العارية».

أما لوحة «الرجل الجالس» التي لم يتم بيعها في مزاد سوثبي العام 2008، تم نقلها إلى مستودع تابع لمركز الفن الدولي لا يخضع لنظام الضرائب ويقع قرب مطار جنيف في سويسرا.

وفي العام 2007، ذكرت مجلة فوربس أن المستودع يحتوي على 5 آلاف عمل فني، تقدر قيمتها بما بين 3 إلى 4 مليارات دولار بينها 300 عمل لبيكاسو يصل سعرها لوحدها إلى 900 مليون دولار.