يزين رسام غرافيتي من بيروت جدران المدينة برسومات لأيقونات لبنان الشهيرة، فأي جدار سواء كان يقع على طريق سريع أو في حار ضيقة يمكن أن يتحول إلى عمل فني.
ويرسم الفنان يزن حلواني البالغ من العمر 22 عامًا على جدران الشوارع في بيروت منذ سبع سنوات، ويقول إن فنه يذكر المدينة بجزء من تاريخها، وفقًا لوكالة رويترز.
ويوضح وهو يقف أمام إحدى رسوماته على الجدران: «أيام أنا بحس إنه بتمرق الأيام وبتعمل قصص بتبلش تنساهن ونفس الشيء بيكون على صعيد المدينة بيصير قصص وعالم بصيروا ينسوهن شوي شوي فالفكرة إن الواحد يصير يرسم على الحيطان والمدينة بتصير متل مدونات فيك تكتب لها قصصها».
وزين حلواني جدران المدينة برسومات لرموز لبنانية مثل نجمة الغناء فيروز والشاعر الراحل اللبناني الأميركي جبران خليل جبران وغيرهم، وتغطي لوحة رسمها للمشرد علي عبدالله المعروف في محيط الجامعة الأميركية في بيروت جدارًا كاملاً.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد ضجت بقصة علي عبدالله في يناير 2013 عندما عثر على جثته في شارع قرب الجامعة الأميركية، والظروف المحيطة بوفاته والتي تردد أنها تتعلق بطقس عاصف وسوء تغذية أثارت العديد من الحملات لمساعدة المشردين في المدن اللبنانية.
ويقول حلواني إن فنه يتعلق بما هو أبعد من مجرد الشخصيات التي يرسمها «في عالم يقولون لي بترسم أشخاص مشهورين بس أنا ما برسم أشخاص مشهورين أنا برسم أشخاص إذا بدك هني بمثلوا قصص المدينة وقصص ثقافتنا اللبنانية أو العربية يلي هني فيهن يكونوا علي محمود درويش فيهن يكونوا صباح فيهن يكونوا فيروز هني إذا بدك أشخاص بجزء من ثقافتنا بس منرسملن وجهوهم على الحيطان ما عندن مطرح لا يضلن ولعالم ممكن ينسوهم».
وأحدث لوحاته صورة للمغنية اللبنانية الراحلة صباح التي توفيت العام الماضي عن 87 عامًا، ويغطي وجه صباح جدارًا كاملاً على مبنى من ثمانية طوابق في أول شارع الحمرا في بيروت ويعتبر من أكبر لوحات الغرافيتي في المدينة.
وقال حلواني: «الفكرة من هاي الجدارية إن شارع الحمرا كان شارع كتير ثقافي بالماضي قبل الحرب كان في بها البناية كافيه هورس شوز يلي كان تحت، وكان في عندك شعراء متل نزار قباني أو فنانين مثل بول جيراجوسيان يقعدوا تحت الكافيه، بس بعد الحرب هيدي الحمرا انفقدت صارت أكتر شي تجارية فالفكرة أنا كان بدي أعمل شي ثقافي ليخلد ذكرى حربنا القديمة فالشيء يلي صار هو رسمت صباح على هل طريقه».
وكانت صباح واسمها الحقيقي جانيت جرجس الفغالي من أبرز المغنيات العربيات في جيلها وعرفت باسم الشحرورة (الطير المغرد)، واستغرقت لوحتها ستة أيام من حلواني لإتمامها.
تعليقات