Atwasat

الولع بمصارعة الثيران شغف قرية إماراتية

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 21 فبراير 2022, 10:03 صباحا
WTV_Frequency

منذ عقود، وأهل إمارة الفجيرة الشمالية يهتمون بتنظيم مصارعة الثيران، التي تعد نشاطًا غير معروف على نطاق واسع في دولة الإمارات، التي تشتهر بالمباني الحديثة، وكونها مجمعًا لمختلف الأعراق واللغات.

وفي قرية «القريّة» شمال شرق الفجيرة، يرفع عيسى أكمام الكندورة التقليدية التي يرتديها، ليحرك قدرًا كبيرًا فيه خليط من القمح والتمر والأعشاب والسمك على النيران، وفق «فرانس برس».

ويقول الإماراتي (34 عامًا): «هذا ما يمنح الثيران القوة»، متحدثًا في مزرعة عائلته، حيث بدأ بمساعدة والده على تربية الثيران وتنظيم جولات المصارعة «منذ الطفولة».

وخلافًا لمصارعة الثيران المنتشرة في بلاد مثل إسبانيا والبرتغال، حيث يواجه مصارع ثيران «ماتادور» الثور، فإن الثيران في الفجيرة تتصارع في ما بينها وليست مواجهة تستمر حتى الموت. ورغم ذلك، لا تلقى هذه الرياضة رضى المدافعين عن حقوق الحيوانات.

ويقوم عيسى مع ستة موظفين في المزرعة بتحضير 17 ثورًا للمشاركة في المصارعة الأسبوعية في الحلبة في الهواء الطلق قرب طريق سريع، بعد صلاة الجمعة.

ويشرح: «نأتي صباحًا لتفقد الحيوانات (..) ونقيس حرارتها ثم نقوم بإطعامها». ويتم استيراد الثيران من آسيا، خصوصًا من الهند وباكستان.

ساحة رملية
يوضح الإماراتي والأب لستة أطفال أن «هذا تقليد متوارث من الأب للابن منذ عقود»، موضحًا أنه يقوم بتعليم أطفاله هذا التقليد.

ويسعى عيسى وعائلته إلى الحفاظ على هذا التقليد، ويحرصون على تكاثر الثيران عبر تزويجها مع بقرات محلية، أو حتى شراء مزيد منها بأسعار تبدأ من ألف يورو وتصل حتى 9500 يورو.

وفي منطقة قريبة من المزرعة، تتجمع شاحنات تحمل الثيران من كل أنحاء المنطقة.

والحلبة عبارة عن ساحة رملية كبيرة بين جبال صخرية ومياه خليج عمان. ويخيم الصمت فيها، بينما يسمع خوار نحو خمسين ثورًا منتشرة حولها وتستعد للنزال.

ويتجمع قرابة 200 متفرج في الحلبة، ويجلس الرجال حولها، بينما تبقى النساء داخل السيارات في الخارج. ويجلس الأطفال على أسقف مركبات الدفع الرباعي.

وعبر المذياع، يعلن المعلق بدء المصارعة. ويتواجه ثوران، كل منهما محاط بثلاثة أو أربعة «مساعدين» جاهزين للتدخل عبر سحب الحبل الذي يُربط، إما على رقبة الثور أو ساقه.

ويشرح عيسى أن «الثور الذي يفوز هو الذي يظهر الشجاعة الأكبر ولا يهرب»، موضحًا أن المشاركين لا يحصلون على أي جوائز.

تيك توك وإنستغرام
ينتقد المدير الإقليمي لمنظمة الصندوق الدولي للعناية بالحيوان، محمد السيد، مصارعة الثيران.

ويقول: «كل ثقافة تملك عديد التقاليد السيئة، هل يجب علينا أن نواصل لأنه جزء من التقاليد؟!»، مشيرًا إلى أن قتال الحيوانات محظور بموجب القانون الإماراتي.

لكن الإماراتي ماجد (36 عامًا) الذي جاء لمشاهدة المصارعة، يشرح أن مسابقات الإبل في إمارتي أبوظبي ودبي تحظى بشعبية، قائلًا: «هنا هذه هي الهواية». ورأى أنها «تسلية من الزمن القديم وفيها خسارة وفوز».

وتستمر المواجهة ما بين دقيقة ودقيقتين بين كل زوج من الثيران. وتستمر كل جولة المصارعة الأسبوعية ساعة فقط.

ويشرح محمد السويدي، الذي جاء لحضور المنازلة، أن «هذه الرياضة تقليد قديم» يمتد من الفجيرة حتى قرب مسقط ،عاصمة سلطنة عمان القريبة.

واشتهرت منازلة الثيران في المناطق القريبة والبعيدة عن الفجيرة بفضل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب عيسى الذي يوفر أولاد أخوته بثًّا مباشرًا للقتال عبر «إنستغرام» و«تيك توك».

وحضر السائح الألماني غونتر بييليتز، وزوجته إلى الحلبة لمشاهدة مصارعة الثيران.

ويقول السائح: «هذا أمر غير معتاد بالنسبة لنا. إنه مثل مصارعة الثيران في إسبانيا، ولكن هنا الأمر مجرد ثور مقابل ثور آخر وليس مقابل رجل».

ويلاحظ أن «الثور لا يموت»، مضيفًا: «نحن لا نحب مصارعة الثيران الإسبانية».

ولكن بحسب محمد السيد، فإن غياب «القتال الدامي» لا يبرر هذه الممارسة. ويتابع قائلًا: «حتى لو يتم أخذ الاحتياطات لمنع أي أذى فإن الإصابات ستحدث».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
جيراك يكرر إفادته والمدعي العام يعتبرها «ملتبسة»
جيراك يكرر إفادته والمدعي العام يعتبرها «ملتبسة»
إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
شاهد في هنا ليبيا: قصة فنان تشكيلي من تمسان
شاهد في هنا ليبيا: قصة فنان تشكيلي من تمسان
المغني كينجي.. «تظاهر بالانتحار» حبًّا لأسرته
المغني كينجي.. «تظاهر بالانتحار» حبًّا لأسرته
معرض يحتفي بالألوان ويوثق ذاكرة ألعابنا الشعبية
معرض يحتفي بالألوان ويوثق ذاكرة ألعابنا الشعبية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم