Atwasat

كُتَّاب وشعراء: غياب مريع للمثقف الليبي ومشهد تسوده الشللية

طرابلس - بوابة الوسط: عبد السلام الفقهي الجمعة 18 فبراير 2022, 12:06 مساء
WTV_Frequency

مرت على منعطف فبراير أحد عشر عاما، ولا يزال الاستقرار حلما يراود الليبيين وهم يعايشون دوامة سنينها العجاف، وظل سيناريو المتناقضات والفوضى هو سيد الموقف، في المنحى السياسي والاقتصادي والأمني.

وكانت الثقافة ولا تزال كمؤسسة وفعل نخبوي مجنيا عليها بفعل القوة القاهرة والضاغطة في اتجاه الإلغاء وتكميم الأفواه أحيانا، أو بالتهميش وقذفها في دائرة المحاصصة من جهة أخرى، ورصدت العام 2017 جزء من انطباعات السنوات السبع وقال الكتَّاب -آنذاك- في مرارة أنه لا خيار إلا المقصلة أو الفرار، وشهدت الأعوام من 2014 وحتى 2016 تدني مستوى إنتاج النفط الى أقل من 500 برميل، وكذا حرب المطار وانتشار التنظيم المتطرف داعش في أكثر من منطقة وانعدام السيولة وانفلات أمني غير مسبوق.

الجدار الأخير
كل ذلك ألقى بظلاله على المستوى المعيشي للمواطن وبطبيعة الحال الكاتب كجزء من التكوين الإنساني العام للمجتمع، إلا أن الأخير ظل متمسكا رغم تلك السوداوية بالفعل السردي الذي ظهر أخيرا في نتاج يحاول توصيف ورفض ما حدث، فوصف الشاعر مفتاح العماري تجار الحروب في نص له بالقتلة وقدمت الروائية عائشة الأصفر مفارقات المشهد في «علاقة حرجة» وهاجر بطل رواية «هكذا أراك» خارج بلده هربا من جحيم الاغتيالات، وعالج الكاتب محمد الأصفر في ثلاثية البر الألماني «تمر وقعمول، علبة الموسيقى، وبوق» صورة ما جرى عبر الربط بين ما قبل وما بعد 2011.

صراع وانتقام
يرى الشاعر والكاتب الصحفي جابر نور سلطان أن هناك انحسارا واضحا للحراك الثقافي في ليبيا في العشرية الأخيرة، فالفعل الثقافي وجد نفسه أمام تطورات عميقة ومتسارعة ومتناقضة، واندلاع صراعات دموية ودمار وانتقام لا يمكن للفعل الثقافي الجمعي والمؤسسي أن يتمظهر ويتفاعل مع هكذا محيط مندلع محموم لا صوت فيه يعلو فوق صوت الذخائر والرصاص، وصخب المتصارعين والمتكالبين على السلطة والثروات.

لكن في مقابل انحسار الفعل الثقافي الجمعي والمؤسسي شهدت مدونة الثقافة الليبية على مستوى الإبداع الفردي طفرة كما وكيفا، سواء في مجال الرواية أم القصة أم الشعر وكذلك الفنون الجميلة، وفجرت تلك الأحداث الجسام طاقات إبداعية مذهلة أنتجت نصوصا استثنائية للأسف لم تواكبها حركة نقدية نشطة ولأول مرة في تاريخ الثقافة الليبية المعاصرة ينشأ ما يعرف بأدب الحرب خاصةً في مجالي القصة والرواية؛ حيث لم نر نماذج أدبية فصيحة تمثل أدب الحرب كما رصد ذلك الأدب الشعبي الذي خلد معارك الجهاد والمعتقلات.

غياب مريع
وأضاف بالقول: «بالطبع على صعيد التفاعل المباشر مع الأحداث الجسام الذي عصفت بالمجتمع الليبي هناك غياب مريع للمثقف الليبي وتراجع لدوره التنويري والتثقيفي والطليعي».

وتابع معلقا: «تنبهت مبكرا لهذا أقصد دور الثقافة في ليبيا الجديدة وأذكر في لقاء إذاعي جمعني ومسؤول الملف الثقافي في المجلس الانتقالي دكتور عطية الأوجلي في نوفمبر 2011 تحدثت عن ضرورة إيجاد فعل ثقافي يواكب انتفاضة الناس ويرسخ لقيم جديدة، فالثورة إن لم تنتج قيما ثقافية جديدة تجسد طموحات الناس في عهد جديد بقيم إنسانية وجمالية جديدة فلا معنى لها ولن تكون سوى مشهد للصراع».

مكانك سر
«لم يتغير حالها خلال السنوات العشر الماضية» هكذا يصف الكاتب رامز النويصري مدير موقع «بلد الطيوب» واقع المؤسسات الثقافية، مؤكدا أن هذا الحكم وجهة نظر ورأي شخصي، واجتهاد ليس أكثر، مضيفا أن الثقافة كمكون مؤسساتي وحتى قبل وبعد فبراير، لا تزال في آخر قائمة اهتمامات من يقوم على تسيير الدولة، ولا يلتفت إليها إلا عند الحاجة لتلميع الصور، لذا لم يكن من المستغرب أن كل من قام على إدارة الثقافة في بلادنا لم يمكن من الإمكانات لترك أثر ما!

ويرى أنه على صعيد المنتج الثقافي، نفتقد الآن للزخم الذي بدأت به فترة ما بعد فبراير، سواء على مستوى الصحف والمجلات، أو الكتب.

وأشار إلى أن المثقف الليبي لم يكن في أحسن حالاته، لذا فإن اندفاعه الذي دخل به المرحلة الجديدة، بدأ يتناقص وبشكل سريع حتى وصلنا إلى حالة من التشظي، شرق البعض وغرب، وتبنى البعض مواقف واتجاهات.

واستطرد معلقا: «حتى لا يقال أني متشائم، فإن هذه السنوات العشر، أثبتت إن العمل الثقافي الأهلي، على مستوى المجموعات أو الأفراد، قادر على إثبات وجوده، وأنه بالرغم من كل الظروف قادر على إنعاش المناخ الثقافي، وضخ شحنات من التفاؤل في ظل ما نعيش من صراعات».

تشظي شامل
ومن جانب آخر، يقول رئيس المركز الليبي للدراسات الثقافية، الشاعر صالح قادربوه إن السؤال عن حال الثقافة الليبية بعد عشرية دراماتيكية شهدتها ليبيا يحيلني إلى مشهد ما بعد 17 فبراير 2011؛ إذ كانت حالة الإيجابية السحرية بفعل الانتشاء وسقف الأحلام غير المحدودة واستبصار الغد مرهونا بالحمى الشعبية التي أعقبت التغيير واقتلاع نظام لم يحكم ليبيا لبعض الوقت وعرضا؛ بل مطولا وامتدت يده إلى الثقافة أساسا، لكن ما حصل بعد ذلك هو التشظي الفعلي مطابقا لتشظي شامل للمجتمع الليبي وهويته، غذتها رغبة الاستحواذ بالحقيقة، والسلطة، والثروة، والنفوذ، عبر دعامات جهوية وعنصرية وأيديولوجية، بل وعدمية أحيانا.

فلننظر إلى واقع مشهد الثقافة الليبية الآن؛ فهو نتيجة كل هذا الضخ بعيدا عن الحقل بل باتجاه الرمل الذي لا يرتوي، فنهبت ميزانيات المؤسسات الثقافية واستحوذت عصابات حقيقية بل وحتى تشكيلات مسلحة على مفاصل هذه المؤسسات، مسنودة إلى مشروع نهب عام قادته رئاسات الحكومات المتعاقبة، وظل الولاء والتدليس والقدرة على الاختلاس والتكسب رمزا قبيحا لمرحلة جاءت بحلم مجهض، رغم ادعائها تصحيح مسار الثقافة وتطويرها وتوسيع تأثيرها وطنيا ومعرفيا واجتماعيا.

مشروع إنقاذ
وخلص قادربوه إلى أن ما يلزم هو همم يمكن لها أن تنجز مشروع حفظ إرث ليبيا وتوثيق نتاجها الحضاري وتنشيط كل قطاعات الثقافة وقنواتها من الأطراف إلى المركز والعكس، حتى تصير جميعا متساوية الأهمية والفاعلية والأثر.

وأكد أنه لن تفيد هذه الجهود المتشظية ومحدودة الخطوات وذات التفكير المتكلس مقرونة بحالة فساد وفوضى عامة في تحقيق شيء؛ فالثقافة الليبية بحاجة إلى مشروع إنقاذ حقيقي وشامل، تتآزر فيه مؤسسات الثقافة الرسمية وغير الحكومية وقطاعات المجتمع كلها، حسب رؤية وتوجيه دقيق لإعادة التساؤل حول فكرة الإنسان وكيان الوطن وهوية المجموعة البشرية، حتى لا يجرف الجميع تيار العبث ليتحطموا على صخور الجهل والعنف والارتزاق والسطحية.

انحسار وتذبذب
وشخص الأديب والباحث الدكتور علي رحومة واقع المسألة بالرجوع الى الوراء قليلا مذكرا أنه مر على ليبيا حوالي أربعة عقود مما يشبه التصحر الفكري والذبول الثقافي في عهد النظام السابق، والذي يطول بشأنه الحديث، خصوصا بممارسته لسياسة وأيديولوجية الشد إلى الوراء، وقمع المواهب وإقصاء الكفاءات، وتعتيم الإبداع الليبي الحقيقي، بتبنّي فكر جائر ضحل غيّب حرية الإبداع والعطاء الثقافي الخلاق.. وبذلك، أفرز مشهدا ثقافيا باهتا، مكبلا بقيود الرقابة المشددة، والتوجس، والخوف... وظل الأمل ينتظر الليبيين.

وأضاف أنه مع إطلالة فبراير الذي شكل منعطفا مهما في حرية التعبير وفتح الباب على مصراعيه كما كان متوقعا، إلا أنه للأسف الشديد، لم يستمر الأمر سوى فترة قصيرة من الزمن، ربما نحو عامين فقط، إذ انحسر بعد ذلك المشهد الثقافي وتضاءل كثيرا.. وإنه إلى يومنا هذا، لم يزل مشهدنا الثقافي الليبي يتسم بحالة من الضعف، والتذبذب، واللاوضوح.. شأنه في ذلك شأن الواقع السياسي المزري، وحالة التشظي التي أصابت الشأن الليبي العام.. حالة اللااستقرار، وضرب من العبثية المرة، والمضحك المبكي، المنعكس في مختلف جوانب حياة المجتمع الليبي، وهوما انعكس بوجه خاص على الشأن الثقافي المحلي.

طفرة إصدارات
ويمكن بصورة ما حسب وجهة نظر الباحث، مقاربة المشهد من خلال بعض المؤشرات المهمة، تتلخص في ثلاثة جوانب، تعد مسارات متوازية في حركة الثقافة والإنتاج الثقافي الليبي بصفة عامة، وهي: الإصدارات والأنشطة والمظاهر الرقمية.

ويرى الدكتور رحومة أن جميعها لا تصل إلى العدد المذكور من العناوين «حسب اطلاعه وتقديره الشخصي وبعض الاستطلاعات المنشورة بالخصوص»... في حين أن الدول الجارة التي مرت مثل ليبيا بثورات الربيع العربي، تختلف كثيرا في هذه الناحية، مثلا في مصر، في سنة واحدة فقط «2018»، بلغ عدد الكتب والكتيبات المودعة إيداعا قانونيا، أي تم طبعها أومعظمها على الأقل، حوالي «14.8» ألف كتاب وكتيب، وفي العام الأسبق «2017» بلغ العدد «14.6» ألف كتاب وكتيب. ويوجد بمصر حوالي «1456» مكتبة عامة، تتيح خدمات القراءة لروادها طوال العام. وفي تونس، يوجد حوالي «423» مكتبة، تحوي نحو«8» ملايين كتاب. «حسب بعض الاستطلاعات».

فارق كبير
ويصل في مقارناته بالسؤال: «كم هي عدد المكتبات الليبية من هذا النوع؟ مئة، أم مئتان، مثلا.. لا أدري بالتحديد.. لكنني أعرف أنه في العاصمة طرابلس لا يصل العدد إلى 20 مكتبة معتبرة تتيح خدمات القراءة والبحث.. بما في ذلك مكتبات الجامعات والمعاهد العليا.. وبالمقارنة، في عموم البلاد الليبية، لا أعتقد أن هذا العدد يتجاوز التقدير المشار إليه، بين المئة والمئتي مكتبة، تقريبا، من النوع المذكور!... وإنه حتى مع أخذ الاعتبار بفارق عدد السكان بين ليبيا والبلدين المذكورين، يظل الفرق كبيرا بيننا وبينهما في المؤشرات المذكورة، خاصة وأن ليبيا تعتبر من البلدان النفطية الغنية بالمقارنة».

وفيما يخص الأنشطة الثقافية، يراها الكاتب تتجه في أكثر من خط ففي الجانب الرسمي الحكومي.. هناك «وزارة الثقافة» بمسمياتها المختلفة!.. وهي عمليا، ينقصها الكثير مما يجب أن تقدمه في المجال الثقافي... خاصة وأنها تسمى اليوم «وزارة الثقافة والتنمية المعرفية». فما نشاهده من نشاطاتها وإصداراتها وبعض مواقفها تجاه المبدعين الليبيين، سواء في حياتهم أوحين رحيلهم، لا يرقى للمستوى الذي يأمله المجتمع الليبي منها... فضلا، عن أن هناك عشرات بل ربما مئات الكتب التي تنتظر الطباعة والنشر، تقبع في أرفف الوزارة، وكثير منها تم التعاقد بشأنها مع مؤلفيها. أنا شخصيا لديّ بوزارة الثقافة خمسة مخطوطات شعرية «دواوين» تنتظر الطباعة منذ سنة 2013!!. ولم نزل ننتظر، على أن أمل أن تتوفر السبل اللازمة لنشر مخطوطات هذه الوزارة، وتتاح لها الفرص للرفع من مستوى نشاطاتها الثقافية المنشودة.

مواسم ثقافية
إلى جانب ذلك، هناك بعض المؤسسات الحكومية الأخرى تقوم بدور بارز في إثراء المشهد الثقافي الليبي، وبالأخص بإقامة المواسم الثقافية المتنوعة.. على سبيل المثال لا الحصر، «مجمع اللغة العربية الليبي»، و«المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية»، وبعض أنشطة الجامعات الليبية في طرابلس، وبنغازي، ومصراتة، وغيرها...

ويجدر في هذا الصدد، أن نذكر «اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم»، التي من المعروف أنها غالبا ما تعتمد في أعمالها على لجان التربية والثقافة بها، وذلك تواصلا مع المنظمات الدولية والإقليمية في مجالها.. في سنة 2020 تم إيقاف عمل «اللجنة الدائمة للتربية»، وفي الآونة الأخيرة، بمجرد أن تولى السيد الأمين العام للجنة الوطنية الحالي مهامه، قام بإيقاف عمل «اللجنة الدائمة للثقافة»! بناء على تعليمات وزير التعليم ما قبل الأخير، حسب قوله، ودون إبداء أسباب مقنعة، بالخصوص.

وأردف بالقول «تشرفت برئاسة اللجنة الدائمة للثقافة، التي قدمت أعمالا ثقافية مهمة تخص اللجنة الوطنية.. وكان من ضمن آخر أعمالها، الإعداد لتنفيذ مقترح تفصيلي أعدته هذه اللجنة بشأن إصدار مجلة ثقافية جامعة للجنة الوطنية، باللغتين العربية والإنجليزية.. وكانت أيضا تعد لإقامة احتفالية متنوعة بعديد الأنشطة الثقافية في عدة مدن ليبية، بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس «النادي الأدبي» في مدينة طرابلس، كأول مؤسسة ثقافية أهلية في البلاد الليبية؛ أسس سنة 1919-1920، إبان فترة الاحتلال الإيطالي لليبيا.. ولكن للأسف بعد إيقاف أعمال اللجنة الدائمة للثقافة، توقفت الجهود في هذا الشأن».

جمعيات أهلية
ويدون الباحث ملاحظاته الناتجة عن المتابعة أن العديد من المؤسسات الثقافية الأهلية تفوقت على النشاطات الحكومية، خاصة في استمرار مواسمها الثقافية.. ولكن يظل ينقص هذه المؤسسات الأهلية التمويل المادي اللازم، ما جعل معظمها يتقلص في نشاطاته، وربما يجمد. فقد لاحظنا أن هناك كثيرا من مؤسسات المجتمع المدني تأسست بغرض أهداف ثقافية؛ لكنها توقفت عن أعمالها ولم يعد لها ذكر.

ومع ذلك، ظهر في المشهد الثقافي الليبي عدد من المؤسسات الأهلية أثبتت وجودها فعلا، وقدمت خدمات مهمة في هذا الخصوص، مثل «الجمعية الليبية للآداب والفنون» التي ظهرت بداية باسم «أصدقاء دار الفقيه حسن للفنون»، وأيضا «منتدى المناضل بشير السعداوي الثقافي»، وكذلك «مؤسسة التكامل الإبداعي للثقافة والمعرفة والتدريب» التي تقلص نشاطها لعدم توفر التمويل المناسب، وأيضا «المركز الليبي للأبحاث والدراسات»، و«المركز الليبي للدراسات الثقافية»... الخ. علما بأن جل هذه المؤسسات الثقافية الأهلية المذكورة ليس لها أمكنة ومقرات خاصة بها، وتعتمد على استضافات من بعض الجهات. وهي عرضة للتوقف عن أعمالها للأسباب المشار إليها. مثلما حصل فعلا مع «مؤسسة دار الثقافة والفنون والتراث» بطرابلس، والتي فقدت مقرها المعروف بشارع ميزران، بعد أن كان مخصصا لها!.. أيضا، «دار الفنون» بطرابلس، كادت أن تفقد مقرها وتتوقف عن نشاطها، لولا تدخل بعض الخيّرين بالخصوص!!.

جرائد وكُتَّاب
وقال إنه رغم ذلك فعلى الصعيد الفردي، يواصل الكثير من المبدعين الليبيين نشر إنتاجهم في الجرائد المتبقية، التي لم تغلق أبوابها بعد... مثل جريدتي «فبراير»، و«الصباح»، وغيرهما.. وعلى ذكر هذه الأخيرة «الصباح»، توجد بها صفحة ثقافية مهمة، تواكب الحدث الثقافي الليبي بانتظام...

وأشار في السياق ذاته، إلى أن معظم المؤلفين الليبيين الذين نُشرت أعمالهم في السنوات الأخيرة، طُبعت على نفقتهم الخاصة.. دون دعم من الدولة الليبية، خاصة في ظل غلاء أسعار الطباعة والنشر والتوزيع، ويبقى ما يعوض المثقف والكاتب الليبي، إلى حد ما، هو نشاطه المتجلي على صفحات الفضاء الإلكتروني، إذ أتاحت الشبكة الدولية للمعلومات «الإنترنت» براحات واسعة، خصوصا عبر صفحات التواصل الاجتماعي: «فيسبوك، تويتر، ماسنجر، واتساب، وغيرها»... لممارسة شتى النشاطات الثقافية، وقلما هناك كاتب أوتشكيلي ومبدع ليبي ليس لديه صفحة إلكترونية ينشر بها بعض أعماله، ويجسد حضوره في الشأن الثقافي المحلي، وأيضا تجاوز بهذا الفضاء الافتراضي الأزرق حدود المحلية، بطبيعة الحال.

روح الفردية
ويصل الدكتور علي رحومة في خلاصته بالقول: «إننا اليوم في أمس الحاجة لتنظيم الأنشطة الثقافية بصورة مستمرة، وتوفير الدعم اللازم لها ماديا ومعنويا، وكذلك دعم النشر والتوزيع، والوقوف إلى جانب المثقف والمبدع الليبي، وتشجيعه، وتكريمه، وإتاحة الفرص له للمشاركة بإبداعه وحضوره في الملتقيات الثقافية العربية والدولية، ومعارض الكتب، والمهرجانات المختلفة... أيضا نحتاج لتوحيد الجهود الثقافية الفردية والجماعية، بدلا من الحالة التي نعيشها في واقعنا الثقافي المتشرذم! فالحقيقة نحن لم نزل نعاني من ظاهرة «الشللية»، و«محاباة المعارف المقربين»، وحالة «كلاًّ يغني على ليلاه»، كما يقولون.. لم نزل نعاني بمرارة من بعض مظاهر التشظي المزمن، وروح الفردية، والنرجسية، والانغلاق على الذات، بدلا من تغليب روح الجماعة، وتجسيد الذات الجماعية المثمرة، والانفتاح على الآخر».

نقلا عن العدد الأسبوعي من جريدة الوسط

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
عزالدين الدويلي في تجربة أولى للتأليف والإخراج
عزالدين الدويلي في تجربة أولى للتأليف والإخراج
فيلم عن سيرة بوب ديلان بطولة تيموتيه شالاميه
فيلم عن سيرة بوب ديلان بطولة تيموتيه شالاميه
في الذكرى الـ 90 لرحيله.. محمود مختار «أيقونة» فن النحت المصري
في الذكرى الـ 90 لرحيله.. محمود مختار «أيقونة» فن النحت المصري
«أسوان الدولي لأفلام المرأة» يكرم أستاذة المونتاج منى الصبان
«أسوان الدولي لأفلام المرأة» يكرم أستاذة المونتاج منى الصبان
«بريتش ميوزيم» يعيّن مديراً جديداً بعد أشهر من فضيحة السرقة
«بريتش ميوزيم» يعيّن مديراً جديداً بعد أشهر من فضيحة السرقة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم