- راديو الوسط
| - |
- جريدة الوسط
| - |
- قناة الوسط
| - |
- الجمعة 26 / أبريل / 2024|
نظم بيت إسكندر للفنون والثقافة، السبت والأحد، فعاليات مسابقته السنوية للتشكيل في نسختها الثانية تحت عنوان «الدلالات الفنية لأعمال الفنان الراحل مرعي التليسي»، تضمن اليوم الأول عرض خمس وعشرين لوحة تمثل أعمال المواهب المشاركة بالمسابقة، وذلك بمقر البيت بالمدينة القديمة .
وشملت فعاليات اليوم الثاني التي احتضنتها قاعة شحات بفندق كورنثيا، عددًا من الفقرات الفنية الثقافية إدارتها الدكتورة إلهام الفرجاني، احتفت بمنجز الفنان الراحل مرعي التليسي، استهلها مصطفى إسكندر مدير بيت إسكندر بكلمة ترحيبية، وتناول الفنان محمد الغرياني، رئيس الجمعية الليبية للفنون التشكيلية في مشاركة للجمعية، إنجازات التليسي كرائد من رواد الحداثة في الفن التشكيلي الليبي، وبصماته الواضحة في فضاء الرسم والنحت والفوتوغراف، كما كان أكثر أعضاء الجمعية الليبية الداعمين لتأسيسها وإشهارها.
مواقف ولوحات
وفيما تطرق الشاعر جمعة عتيقة في كلمة مسجلة إلى مناقب الفنان الراحل وأثره في مجال التشكيل، توقف الكاتب منصور بوشناف عند تيمة الموت والقدر وسمات التحرر في ثلاث مواقف حياتية عايشها التليسي وترجمها فنيًّا في أعماله، الأولى قتله لأفعى لدغته في إصبعه، والثانية رؤيته لصديقته الممرضة البلغارية عندما كان ذاهبًا لاستقبالها من المطار؛ ليجدها تتخبط في دمها بعد تعرضها لحادث، والثالثة مشاهدته لعصفور بمرسمه يحاول الخروج، وهو يرتطم بزجاج المرسم في كل مرة، أنتجت تلك المواقف في خيال التليسي لوحة السمكة، وهي تتخبط في شظايا الدورق المكسور، مجسدًا في درامية عالية صدمة الموت والقدر وعجزنا على مواجهته، كما تحيلنا تجربة العصفور إلى لوحات بالخصوص تعالج فكرة الانطلاق وتضعنا في المقابل أمام شعورنا بالخيبة والإحباط .
وتوقف الفنان أحمد الغماري في ورقة له بعنوان «لوحة احتضار السمكة.. صورة من انتحاب روح الفنان» عند الأثر الذي خلفته تجربة الفنان فوزي الصويعي في نتاج التليسي، وإشارته مثلًا إلى لوحة الأول «ذكرى» وصداها في عمل التليسي «تحرير السمكة» في بعديها الواقعي والفكري، ملمحًا إلى أن واقعية الصويعي في لوحاته «الباب» و«صندوق الكرتون لعلب الحليب» نتج عنها تحول التليسي من الطابع السوريالي في أعماله إلى المنحى الواقعي ليقدم لنا لوحة «التأمل أو الراعي» و«الحصاد».. إلخ
وينفد الغماري إلى الدلالات النفسية في أعمال أخرى تعالج رؤية مرعي لتناقضات وضغوطات واقعه المعيش وحاجته إلى عالم بديل، عاكسًا ذلك في لوحة «الطائرة الورقية» المعبرة عن انسداد الأفق وكذا أعماله «الأجنحة والفضاء» ورائعته «كنوز الصحراء» تظهر فيها الصحراء على هيئة باب مغلق.
نصوص وجوائز
وتضمنت الفاعلية أمسية شعرية أحياها كل من الشاعر عمر عبدالدائم بمجموعة من نصوص مختارة تُحاكي واقع الحال، وترسو عند علامات استفهام لتداعيات الأحداث الحاصلة، فيما استدعى الشاعر سالم العالم ذكرياته مع التليسي وحضورها بقوة في نصوص «ممحي أنا من لوحتك» و«تصدقي ما حد يشبه حد» و«شفتني في اللوحة»، «كيف نقبلوا فيك العزاء»، وأبحر الشاعر محمد الدنقلي في نص«هذيان» وقصائد أخرى مخاطبًا روح صديقه مرعي قائلًا: «يعني خلاص ياصاحبي/تطوي صفاحي قصتي أنا وأنت/ونكتب عليها: انتهت».
وعقب إلقاء الفنان محمد كرازة قراءة فوتوغرافية حلقت في زوايا عالم التليسي الضوئي، ودعوته للاهتمام بأثر ونتاج الفنان الراحل، أعلن أسماء المواهب الفائزة بجائزة بيت إسكندر؛ حيت تحصلت سندس كشاد على الترتب الأول بقيمة مالية 10000 دينار، وجاءت لوحة نجاة أبوشيبة في الترتيب الثاني بقيمة 5000 دينار، فيما نالت فاطمة عاشور الترتيب الثالث بجائزة مالية 3000 دينار، واختتمت الفاعلية بتكريم أسرة الفنان الراحل تقديرًا لجهد التليسي في إثراء وتأثيث المشهد التشكيلي الليبي.
تعليقات