- راديو الوسط
| - |
- جريدة الوسط
| - |
- قناة الوسط
| - |
- الجمعة 26 / أبريل / 2024|
نظمت مكتبة طرابلس العلمية، السبت، بفندق المهاري، ندوة فكرية حول كتاب «عبدالسلام العالم التاجوري.. الفقيه المؤرخ» الصادر حدثيا عن المكتبة، لمحققه الباحث عمار جحيدر، قدمت خلالها ورقات بحثية عنيت بالسياق التحليلي للمطبوع وأبعاده الثقافية والتاريخية.
وعقب كلمة استهلالية للإعلامية فريدة طريبشان، أشارت فاطمة حقيق رئيس مجلس إدارة مكتبة طرابلس العلمية للنشر والتوزيع في تقديمها للحوارية عن مسعاهم في العناية بكل ما يتصل بتاريخ ليبيا الثقافي وتراثها الفكري، وتقديمه للقارئ كمساهمة تتماهى مع دور باقي المؤسسات الرسمية والأهلية التي تعنى بخدمة الكتاب.
روافد وأعلام
وتناول رئيس مجمع اللغة العربية، الدكتور عبدالحميد الهرامة، في الندوة الحوارية التي أدارها الباحث جمال احميدة، الروافد والمحطات التي استند إليها الباحث عمار جحيدر في تحقيقه، الذي يتواصل مع سبر سالف لسيرة المؤرخين الرواد، موضحا أنه بوقوفه على أعلام بارزين ينتمون إلى بيئات مختلفة في ليبيا بمسماها القديم «طرابلس الغرب»، يكون بهذه الإضافة قد تمم جهوده تلك الموثقة لأوجه الحياة الثقافية خلال العهد العثماني الإول.
وألمح الهرامة في إشادة منه إلى الجداول الغنية التي وضعها المحقق وسماها الجداول التحليلية لنصوص التراجم، تختص بأسماء التلاميذ والشيوخ والعلوم والآثار، وما يتعلق بما أخذه المؤلف عن شيوخه ولقاءاته بهم، وهي إضاءة مهمة تمكن البحاث من المقارنة بين التراجم المنشورة للفقيه عبدالسلام التاجوري قديمها وحديثها.
وتوقف الدكتور عبدالحميد في قراءته عند فقرة مهمة جدا كما يصفها بعنوان «المشاركة في بناء النص» فحواها أن التحقيق يجعل صاحبه شريكا كامل الشراكة في توصيل رسالة المؤلف إلى القارئ، وهذا الكتاب يجسد الفقرة ومصداقيتها.
ووصف الدكتور محمد مصطفى بالحاج رحلة الباحث عمار جحيدر مع التأليف والتحقيق، كعلاقة البستاني الحاذق مع الأزهار بأنواعها وأصنافها فيتخير منها ما يضيف إلى جمالية المكان ويثري فسيفساء الألوان فيه، وهو ما تؤكده مراجعاته البحثية لما يزيد على خمس وثلاثين سنة، كما عرج في ورقته على السياق العام المشكل لهوية الكتاب، مشيرا إلى محتويات فصوله ومضامينها بالشرح.
سيرة مخطوط
وحول السواند التي تمكن المؤلف من مواصلة مشواره الكتابي، يشير الدكتور جمعة الزريقي إلى وقوف الباحث عمار جحيدر معه بدفعه إلى تحقيق كتاب «تذييل المعيار» الذي بقي مخطوطا لمدة ثلاثمئة سنة، واصفا ذلك بالقول «علمت به من بعض المغاربة بالرباط، وعند عودتي بحثت عن الكتاب فوجدته في مركز جهاد الليبيين بطرابلس وبعد التشاور مع آل عمار شجعني على تحقيقه وفعلا قمت بذلك، ونشر محققا من قبل جمعية الدعوة الإسلامية في ستة مجلدات».
ورصد الدكتور عبدالسلام سعود في إحاطته جملة من النقاط التي شكلت بنية النص التحقيقي للكتاب الذي يعده سفرا نفيسا من نفائس الباحث عمار جحيدر، منها سلامة اللغة وأدبيتها، والجمع بين التحقيق والبحث، وهي ظاهرة عامة عنده تكاد تنطبع بها جميع أعماله، إضافة إلى ثراء الحواشي واكتنازها، وكذا تبنيه لطريقة محققي كتب التراث في صنع الفهارس والكشافات التي يذيلون بها ما يخرجون من نصوص مخطوطة لتسهيل الوصول إلى بغية النص المحقق من أقرب طريق.
وفيما يمكن أن يشكله هذا العمل في جزئيته البحثية، اعتبر الدكتور محمد الخازمي أن الكتاب إضاءة يلزم البناء عليها في رصف وتعبيد التأريخ الثقافي للعلماء، لأن في تحليل أعمالهم وجهودهم، ودراسة حيواتهم توضيح وبيان لحال الناس والبلاد والمكان والزمان، منبها بأن تحاشي البعض لتلك الآثار لما فيها من تهاو ومبالغات، لا يعني عدم صلاحها للدراسة، فهي تمثل مرجعا مهما لمظاهر الحياة الاجتماعية والفنية والفلكلورية في زمن ما، لذلك فاقتصار الإفادة من الوثائق القديمة على أهل التاريخ وحدهم، سيجعل الجهد مبتورا، إذ ينبغي أن يكون ضمن مشروع وطني بحثي تشترك فيه أقسام التاريخ والآداب والفنون.
تعليقات