في مثل هذا اليوم، منذ 16 سنة رحل عنا الفنان المسرحي الموهوب، رجب حمودة البكوش، الذي يعد أحد رواد الحركة المسرحية في ليبيا، وكان أيضا، منشداً متميزاً للأذكار والأناشيد الدينية، مشاركا على الدوام في مواسم الأعياد الدينية.
ولد في بنغازي عام 1905، ولما وجد في كتاب ألف ليلة وليلة مادة لمسرحياته المبكرة، استقطب سنة 1926عددا من الشباب مؤسسا بهم (فرقة الشاطئ للتمثيل) بجوار منارة بحر الشابي القديمة بمواجهة مقبرة (سيدي خريبيش)، ثم قدَّم مسرحية (الراعي) التي تنتقد الاستعمار بأنواعه، لكن السلطة الإيطالية رفضت عرضها، فقُدِّمت في عرض خاص بمقر الفرقة، فكانت الخطوة الأولى للحركة المسرحية بمدينة بنغازي.
ومن هناك انطلقت الحركة المسرحية بمدينة بنغازي، بمشاركة أسماء فنية كثيرة مثل الموسيقار مصطفى المستيري والمطرب الفنان على الشعالية وغيرهم. وقدمت الفرقة عددا من المسرحيات الاجتماعية والوطنية والفكاهية، كان أغلبها من إخراجه، والمشاركة في أدوارها الرئيسية، وغالبا ما يتخللها المنولوج الذي كان يؤلفه، مثلما كان يؤلف أغاني كثيرة أداها الكثير من المطربين.
واستمر حال المسرح في بنغازي ما بين السماح بأنشطته وبين إقفاله حتى سنة 1961عندما أسس الفنان رجب البكوش (المسرح الشعبي) الذي تواصلت مناشطة حتى الآن. الفنان رجب البكُّوش، ولد وترعرع بالقرب من شط الشابي، فعشق البحر، وعند تقاعده اختار أن يشرف على مصيف العائلات بمدينة بنغازي، إلى أن انتقل إلى رحمة الله مساء يوم الجمعة، الموافق 6/5/ 1994، ووسد ثرى مقبرة الهواري في اليوم التالي.
تعليقات