كصحراوي أصيل، حمل الأديب الليبي الكبير، إبراهيم الكوني، صحراءه معه، صحراء أخرى لا علاقة لها بالجغرافيا، لكنها صحراء الوجدان والفلسفة والحكمة والأسطورة، وربما صحراء اللامكان، متنقلًا بين عدد من عواصم وبلدان العالم بينها موسكو، ووارسو، وسويسرا، وإسبانيا، التي يقيم بها الآن. وقد ترجمت بعض أعماله إلى 40 لغة، وفاز بعضها بجوائز عالمية عديدة، تنوعت بين السويسرية واليابانية والفرنسية والأميركية والعربية.
بينما أشادت به الأوساط الثقافية والنقدية والأكاديمية والرسمية في أوروبا وأميركا واليابان، ورشحته لنيل جائزة نوبل مرارًا، وكان للثقافة الإنجليزية نصيب وافر من هذه الترجمات الأربعين، إذ نقلت عنه أحد عشر نصًّا من العربية إلى الإنجليزية، بينها «التبر»، و«الفزاعة»، و«الدمية»، وآخرها «المجوس» التي ترجمت منذ 4 أشهر.
وبشكل عام، أنجز الكوني مشروعًا ضخمًا قوامه عشرات الكتب والروايات عن سيرة الأمازيغ والصحراء الكبرى. وامتدت مدونته السردية إلى البحر، فاتخذ منه مسرحًا لأحداث سداسية «الأسلاف والأخلاف»، ومنذ سنوات يعكف على تدوين مشروع يروي سيرة المدن القديمة، وبالفعل صدرت منه روايتا «موسم تقاسم الأرض»، و«سلفيوم» في العام 2017.
وعلى امتداد أربع حلقات، بداية من الإثنين، تنشر «الوسط» حوارًا مطولًا وشاملًا يتحدث فيه الكوني في عدد من القضايا الأدبية والاجتماعية والسياسية، كاشفًا جانبًا كبيرًا من سيرته؛ «الشخص ــ والنص» وهو الذي يتوارى عن أنظار الصحافة والإعلام العربي والدولي، حتى بات ظهوره غنيمة صعبة المنال وعلى فترات متباعدة.
تعليقات