يعد مهرجان اسطنبول للموسيقى، الملتقى الموسيقي الصيفي الرئيس في المدينة، الذي انطلق للمرة الأولى العام 1973 وتشرف عليه مؤسسة اسطنبول للثقافة والفنون.
وتنظم ضمن هذا المهرجان حفلات موسيقية في كنائس وجامعات، وهذا العام تنظم داخل بازار الكبير، ويلجأ المهرجان إلى تراث اسطنبول المتعدد الثقافات والديانات لمواجهة النقص في البنى التحتية المتطورة المخصصة للموسيقى في هذه المدينة التركية الكبيرة، وفقًا لوكالة «فرانس برس».
ويقول الفنان قدسي ارغونر أحد أفضل عازفي الناي في البلاد «إنها طريقة ذكية لتحويل هذه الأماكن التاريخية واستقطاب الزوار، لأسباب أخرى غير الاستخدام الأساسي لها، حيث يأتي الناس عادة إلى هنا للتبضع».
ويشيد ارغونر بنوعية الصوت في البازار الذي يسمى أيضًا السوق المسقوف مع أنه لم يبن لهذه الغاية، موضحًا: «المكان مستدير وثمة صدى جيد وتمييز جيد للأنغام».
ويجمع المهرجان بين الموسيقى الكلاسيكية والتقليدية والجاز، وينظم القيمون عليه حفلات في أماكن مختلفة مثل كنيس نيف شالوم وكنيسة القديس أنطونيوس البدواني الكاثوليكية وعلى أرصفة محطة سيركجي الشهيرة الأخيرة لقطار الشرق السريع.
ويحتفون بذلك بالإرث المتعدد الأوجه لهذه المدينة التي طبع هويتها وجود أقليات كثيرة مثل اليهود والأرمن واليونانيين إلى جانب الغالبية المسلمة.
وخلال السنة الحالية أقيمت حفلة للمرة الأولى في كنيس نيف شالوم «واحة السلام» أحد أهم دور العبادة ليهود اسطنبول الذي استهدف بهجومين في 1986 و2003.
ولا تضم اسطنبول قاعة موسيقية متطورة مثل باريس أو هامبورغ، إلا أن الكثير من عشاق الموسيقى يشيدون بنوعية الصوت في هذه المباني التاريخية.
وخلال الحفلة في البازار صدحت الجدران بأغانٍ أرمينية ولاتينية ويهودية وتركية تحت إدارة الموسيقي حقان غونغر.
تعليقات