اشتهرت طفلة في المكسيك باسم «الفتاة ذات الجوارب الحمراء»، قُـتلت بطريقة وحشية قبل أشهر، ولم يتم التعرُّف عليها، فظلت معروفة بلون جواربها إلى أن تمكَّن نشطاء من تحديد هويتها.
في المقبرة، حيث دفنت الفتاة في ضاحية مكسيكو، يزور عددٌ من النشطاء ضريح الفتاة، ومنهم فيرونيكا فيالفازو البالغة من العمر 47 عامًا، عرفت بخبر مقتلها من صفحات لجمع المعلومات عن جرائم قتل الإناث في المكسيك، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.
في مارس الماضي، عُـثر في ولاية مكسيكو التي تقع فيها العاصمة على جثة الفتاة وعليها آثار اعتداءات جنسية، وظلت هويتها لغزًا، إذ لم يتقدم أحد من عائلتها للتعرف عليها، وبقي الأمر على هذا الحال أشهرًا عدة، وفي ديسمبر أوقفت السلطات والدتها وزوجها ووجهت إليهما تهمة قتلها.
وصارت هذه القضية رمزًا لجرائم قتل النساء الآخذة في الارتفاع في هذا البلد منذ العام 2016، بحسب الأمم المتحدة، في هذا العام أحصيت في المكسيك ألفان و746 جريمة قتل النساء بسبب جنسهن، مقابل ألفين و324 في العام 2015.
بذلت فيرونيكا كل ما بوسعها لكشف هوية الطفلة التي تبين في ما بعد أن اسمها لوبيتا، وتقول: «كنا نعرف فقط أنها كانت ترتدي ثيابًا خضراء زاهية وجوارب حمراء».
وطلبت الناشطة من السلطات في ولاية مكسيكو صورة للفتاة ولم يستجب أحد، إلى أن وافق مصدر على إعطائها الصورة، في ما شكل لها الخطوة الأولى لتحديد هويتها والمسؤولين عن قتلها.
وتقول هذه الناشطة: «صمت السلطات يشي بأنهم لا يهتمون البتة، وأنهم لن يفعلوا أي شيء، في المكسيك، يمكنك أن تقتل امرأة أو طفلة، أن تغتصبها وتعذبها أو تخطفها، ولن يصيبك شيء لأن السلطات لا تحقق ولا تهتم».
بعد أشهر اتصلت إحدى أقارب الطفلة بالناشطة بعد كشف صورتها وأخبرتها بأن لوبيتا غائبة منذ أشهر وأنهم يعتقدون أنها هي الفتاة ذات الجوارب الحمراء.
لم تعرف هذه الفتاة في حياتها القصيرة سوى العنف والإهمال، وتقول خالتها مارينا مدينا: «لا تستحق هذه الطفلة ما جرى معها، كان بالإمكان أن توضع في أماكن كثيرة أخرى، حيث يتوفر الأمان».
وحاولت مارينا البالغة من العمر 39 عامًا وشقيقتها ماريا البالغة 33 عامًا عبثًا أن يتكفلا بحضانتها، بعدما كانت تروعهما آثار العنف على جسمها، مع أن قوانين المكسيك تجرم العنف ضد النساء، إلا أنَّ الإفلات من العقوبات ما زال شائعًا.
تعليقات