صدر فيلم «الفجر الذهبي: قضية شخصية» للمخرجة أنجيليك كورونيس عن الحزب اليوناني ذي التوجهات النازية، الذي يحتل المرتبة الثالثة في استطلاعات الرأي في البلاد.

الفيلم الوثائقي الذي عرض في مهرجانات أوروبية وأميركية منذ العام 2016، متوفرًا على الإنترنت بلغات عدة، وهو يصور كيف تمكنت مجموعة الفجر الذهبي الصغيرة ذات التوجهات المتطرفة من الازدهار في ظل الأزمات، ومن أن تصبح حزبًا ممثلاً بسبعة عشر نائبًا من أصل 300، وأن تحوز ما بين 7 إلى 8% من توجهات الناخبين، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

ويبدو أن هؤلاء الناخبين مأخوذون بالخطاب الذي يرفعه الحزب والذي يركز على المشاعر القومية ومطالبته باستفادة اليونانيين وحدهم من عطاءات الدولة، أكثر مما يجذبهم عنفه وخلفيته النازية.

وأطلقت المخرجة على فيلمها اسم «الفجر الذهبي: قضية شخصية» لكونها تمثل نموذجًا من اليونانيين الذين قد تأتي على حياتهم طروحات الحزب، فهي متزوجة من يهودي، وابنها مثلي وابنها الثاني فوضوي وهي نفسها ابنة مهاجر، وكلها عناصر يحاربها الحزب بشدة.

وتمكنت أنجيليك من التصوير في مركز الحزب الذي يحظى بحراسة مشددة، ولدى مسؤول فيه لا يخفي تباهيه بنسخ من كتاب هتلر «كفاحي».

وصوّرت المخرجة اجتماعًا حزبيًّا تبدو الأفكار المطروحة فيه معتدلة، لكن تسربًا من أحد الميكروفونات يظهر أن الاعتدال المزعوم هو فقط بهدف إبراز الحزب بصورة جيدة أمام الكاميرا.

ويتحدث في الفيلم مهاجران من باكستان وأفغانستان ما زالت الندوب بارزة عليهما بسبب اعتداء عنيف من مناصرين للفجر الذهبي.

ويكشف الفيلم أيضًا عن صلات وتواطؤ بين بعض رجال الدين والشرطة مع الحزب المتطرف.وبعد غض نظر طويل، تحركت الحكومة السابقة بحزم بعد اغتيال عنصر من الحزب لمغني راب في العام 2013.

ويحاكم عشرات من نشطائه إلى جانب كل المسؤولين فيه اعتبارًا من العام 2015 بتهمة الانتماء لجماعة إجرامية، لكن المحاكمات لا تبدو على وشك الوصول إلى خواتيم.