Atwasat

مخاطر الذكاء الصناعي بين الحقيقة والخيال

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 01 نوفمبر 2023, 06:46 مساء
WTV_Frequency

تنظم لندن قمة حول تنظيم الذكاء الصناعي، اليوم الأربعاء وغدا الخميس، وقد وقّع البيت الأبيض للتو مرسوماً لتنظيمه، فيما يسلك الاتحاد الأوروبي مساراً مماثلاً لاعتماد قواعد جديدة في هذا المجال قبل نهاية العام.

في الوقت الحالي، ليس لدى الذكاء الصناعي أي وعي بالتحديات المرتبطة به، ولا أي شكل من أشكال الوعي، فيما يخشى البشر أن يصل تطوّر الذكاء الصناعي ذات يوم إلى درجة ينقلب فيها على مخترعيه ويدمّر البشرية، بحسب وكالة «فرانس برس». 

وفي ما يلي نظرة عامة على المخاطر المرتبطة بهذه الثورة التكنولوجية:

دور الذكاء الصناعي في البطالة
تشكّل الخوارزميات جزءاً من الحياة اليومية للبشر منذ فترة طويلة، لكن النجاح غير المسبوق الذي حققه برنامج «تشات جي بي تي» (المطوّر من شركة «أوبن إيه آي») أعاد إشعال الجدل في عام 2023، وفي هذا الإطار، يُثير ما يُسمى بالذكاء الصناعي التوليدي، القادر على إنتاج النصوص والصور والأصوات بأوامر بسيطة في لغة الحياة اليومية، بشكل خاص مخاوف مرتبطة بتقادم بعض الوظائف.

وقد كان للاعتماد على الآلات في إنجاز عدد كبير من المهام، هذا التأثير بالفعل في قطاعات عدة، من الزراعة إلى المصانع. وبفضل قدراته التوليدية، يؤثر الذكاء الصناعي الآن أيضاً على فئات واسعة من العمال، من أمثال الموظفين الإداريين، والمحامين، والأطباء، والصحافيين، والمدرّسين، وما إلى ذلك.

غوتيريس كلّف لجنة خبراء وضع توصيات في مجال الذكاء الصناعي بحلول نهاية 2023
دراسة: تقنية «التزييف العميق» قوضت الثقة في الصور والفيديوهات الخاصة بالحروب
دراسة: افتقار نماذج الذكاء الصناعي إلى «الشفافية»

وقالت شركة «ماكينزي» الاستشارية في يوليو «بحلول عام 2030، يمكن استخدام الآلات لإنجاز ما يصل إلى 30% من ساعات العمل حالياً في الاقتصاد الأميركي، وهو اتجاه تسارع من خلال الذكاء الصناعي التوليدي».
وكحلّ لذلك، تستحضر شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى غالباً مبدأ الدخل الأساسي الشامل، أي الحد الأدنى من المخصصات للجميع، ما من شأنه أن يعوّض عن خسارة الوظائف، حتى ولو لم تثبت جدواه على نطاق واسع.

الملكية الفكرية في خطر
يعد الفنانون من أوائل المعترضين على برامج من أمثال «دال-إي» (من أوبن إيه آي) أو «ميدجورني»، التي تولد الصور حسب الطلب، وهم على غرار المطوّرين والكتاب وغيرهم من أصحاب المهن الإبداعية، يأخذون على الشركات استخدامها أعمالهم لإنشاء التكنولوجيا الخاصة بهم، من دون إذن أو تعويض، ونظراً لأن الذكاء الصناعي التوليدي يعتمد على نماذج اللغة، فإن أنظمة الكمبيوتر تتطلب استرداد كميات كبيرة من البيانات عبر الإنترنت.

وقال مؤسس «أوبن إيه آي» سام ألتمان في مؤتمر عُقد في سبتمبر «ندرّب (الذكاء الصناعي) ليكون، بطريقة ما، البشرية جمعاء، لقد جرى تدريبه على أن يُنتج جزءاً كبيراً مما تنتجه البشرية»، وأكد أن «هذه الأداة ستزيد من قدرات الإنسان ولن تحل محله»، وثمة دعاوى قضائية عدة مرفوعة من شأنها أن تعيد تعريف مفهوم الملكية الفكرية.

مخاوف من استخدامه في التضليل الإعلامي
الأخبار المزيفة والتزييف العميق ليست بالأمر الجديد، لكن الذكاء الصناعي التوليدي يثير مخاوف من زيادة المحتويات الزائفة عبر الإنترنت، ويؤكد المتخصص في الذكاء الصناعي غاري ماركوس أن الانتخابات قد «يفوز بها الأشخاص الأكثر موهبة في نشر المعلومات المضللة».

وبالدرجة الأولى، «تعتمد الديمقراطية على القدرة على الوصول إلى المعلومات الضرورية لاتخاذ القرارات الصحيحة. وإذا لم يعد أحد قادراً على التمييز بين ما هو صحيح وما ليس كذلك، تكون تلك النهاية».

قد يجعل الاحتيال سهلا
يسهّل الذكاء الصناعي التوليدي أيضاً على المحتالين إنشاء رسائل أكثر إقناعاً للضالعين في أنشطة التصيّد الإلكتروني، حتى أن هناك نماذج لغوية جرى تدريبها خصيصاً لإنتاج محتوى ضار، مثل «فرود جي بي تي»(FraudGPT).

لكن قبل كل شيء، جعلت التكنولوجيا من السهل جداً نسخ وجه أو صوت وبالتالي خداع الناس لدفعهم للاعتقاد على سبيل المثال بأن طفلهم مختطف بهدف ابتزازهم.

خطر على البشر
كما الحال مع الكثير من التقنيات الأخرى، يرتبط الخطر الرئيسي للذكاء الصناعي بالبشر، من التصميم وحتى الاستخدام، ومن الأمثلة على ذلك، يمكن لبرامج التوظيف أن تميّز ضد المرشحين إذا ما كانت تعيد إنتاج التحيزات البشرية الموجودة في المجتمع بشكل آلي.

النموذج اللغوي ليس مدافعاً عن حقوق الفئات المهمّشة، وليس عنصريا في حد ذاته، ويتوقف أداؤه على البيانات والتعليمات المقدمة من مطوّريه.

وبشكل عام، يمكن للذكاء الصناعي أن يسهّل العديد من الأنشطة التي تشكل خطورة على البشر وحقوقهم الأساسية، بدءاً من اختراع الجزيئات الضارة وحتى مراقبة السكان.

قدرات شاملة
يخشى البعض في القطاع من أن يصبح الذكاء الصناعي قادراً على التفكير إلى الحد الذي يمكنه من السيطرة على البشر، إذ تعمل شركة «أوبن إيه آي» على بناء «الذكاء العام الصناعي» (بما يتخطى الذكاء البشري)، بهدف «إفادة البشرية». وهي تعتمد على الاستخدام واسع النطاق لنماذجها لاكتشاف المشكلات وتصحيحها.

في الوقت نفسه، دعا سام ألتمان وغيره من قادة شركات التكنولوجيا الكبرى هذا الصيف إلى مكافحة «مخاطر زوال» البشرية «بسبب الذكاء الصناعي»، وبالنسبة للمؤرخ إميل توريس، فإن ذلك يمثل إلهاءً عن مشاكل حقيقية للغاية.

وقال في تصريحات أدلى بها أخيراً للوكالة «الحديث عن زوال البشرية، وهو حدث مروع حقيقي، أكثر جاذبية بكثير من الحديث عن العمّال الكينيين الذين يتقاضون 1,32 دولار في الساعة» للإشراف على محتوى مستخدم في الذكاء الصناعي «أو استغلال الفنانين والكتّاب» لتغذية نماذج الذكاء الصناعي.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ظاهرة نادرة: رصد انفجار شمسي رباعي (فيديو)
ظاهرة نادرة: رصد انفجار شمسي رباعي (فيديو)
تيك توك تعلّق ميزة المكافآت في تطبيقها الجديد «تيك توك لايت»
تيك توك تعلّق ميزة المكافآت في تطبيقها الجديد «تيك توك لايت»
انطلاق مهمة «شنتشو-18» الفضائية من مركز جيوتشيوان الصيني
انطلاق مهمة «شنتشو-18» الفضائية من مركز جيوتشيوان الصيني
تحوّل اجتماعي أدى إلى تراجع التنوع الوراثي للذكور في العصر الحجري الحديث
تحوّل اجتماعي أدى إلى تراجع التنوع الوراثي للذكور في العصر الحجري...
رائدا الفضاء المشاركان في أول رحلة مأهولة لمركبة «ستارلاينر» وصلا إلى فلوريدا
رائدا الفضاء المشاركان في أول رحلة مأهولة لمركبة «ستارلاينر» وصلا...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم