يجتمع خبراء ووزراء من كل أنحاء العالم، الخميس والجمعة، في بنما لحضور مؤتمر «محيطنا» السنوي في دورته الثامنة لمناقشة توسيع المناطق البحرية المحمية وحماية الموارد المائية الحيوية.
وسيبحث نحو 600 مندوب من حكومات وشركات ومنظمات غير حكومية على مدى يومين في سبل توسيع المناطق البحرية المحمية والحد من التلوث البلاستيكي ومكافحة الصيد غير القانوني وتنظيم التعدين تحت المياه، كما أوضحت لوكالة «فرانس برس» شيرلي بايندر المتخصصة في علم الأحياء البحرية والعضو في وفد بنما.
من جهتها، قالت نائبة وزير الخارجية البنمي ييل أوتيرو «نأمل في أن يقدَّم أكثر من 300 التزام جديد» لحماية الموارد البحرية «على المدى القصير والمتوسط والطويل» مرفقة بـ«حشد موارد مالية عامة وخاصة».
وقال خوان مانويل بوسادا من منظمة «مارفيفا» غير الحكومية «نرغب في رؤية إدارة موحدة في المياه الواقعة خارج السلطات الوطنية»، مشيرًا إلى أن غالبية الصيد غير القانوني تمارس في أعالي البحار.
وصرّح ماكسيميليانو بيلو من منظمة «ميشين بلو» غير الحكومية أن «هذا الاجتماع هو الأهم بين الاجتماعات الدولية» لأنه يتطرق إلى كل المواضيع التي تؤثر على المحيط الذي يغطي نحو ثلاثة أرباع الكوكب.
طفل جون كيري
وكان مركز المؤتمرات في بنما حيث سيعقد المؤتمر الحالي، استضاف في نوفمبر اتفاقية الاتجار الدولي بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض (Cites) اعتمد خلالها اتفاقا تاريخيا لحماية أسماك القرش.
وأطلقت مؤتمرات «محيطنا» في العام 2016 بمبادرة من جون كيري الذي كان حينها وزيرا للخارجية الأميركية والذي هو اليوم المبعوث الخاص للبيت الأبيض من أجل المناخ.
وأشار بيلو إلى أن «محيطنا هو طفل جون كيري» الذي يفترض أن يحضر المؤتمر مع عالمة المحيطات الأميركية سيلفيا إيرل التي قادت أكثر من 100 رحلة استكشافية للمحيطات في مسيرة مهنية استمرت حوالي 60 عاما وأسست منظمة «ميشين بلو» غير الحكومية.
- قمر صناعي جديد يوفر بيانات أكبر وأكثر دقة عن المحيطات
- مهمة علمية فرنسية تستكشف الكائنات الحية الدقيقة بالمحيطات
وشرح بيلو أن جون كيري وسيلفيا إيرل «حاولا تغيير مفهوم وجود محيطات عدة، لأنه في الواقع، هناك محيط واحد فقط منتشر على الكوكب كله» وأضاف «أسماك القرش والحوت والكثير من الأنواع الأخرى تتحرك في هذا المحيط المشترك لأنها لا ترى الفرق بين المحيطات المختلفة» التي حددها البشر.
إرادة سياسية
وبالإضافة إلى مناقشات الخبراء، يتيح المؤتمر التعبير عن «الإرادة السياسية» للدول.
وأكدت كورتني فارثينغ من منظمة «غلوبل فيشينغ واتش» غير الحكومية أن «مؤتمر محيطنا هو عنصر أساسي لإعادة تأكيد الإرادة السياسية في ما يتعلق بالعمل من أجل المحيطات». وقالت إنه يجب على الحكومات أن تبدأ «بنشر البيانات الأساسية عن النشاط البشري في البحر» لتكون قادرة على «تحديد أولوية» الإجراءات التي ينبغي اتخاذها.
وبالإضافة إلى الصيد الجائر والتلوث، يشعر المدافعون عن البيئة بالقلق من الرغبة التي تظهرها الشركات المتعددة الجنسيات لاستغلال موارد التعدين تحت المياه.
وتعدّ عقيدات المنغنيز من بين المعادن المرغوبة لتصنيع البطاريات الكهربائية.
وعلّق بيلو «في الوقت الراهن، ليس هناك عمليات استخراج على نطاق واسع، لكنْ هناك تقدّم تكنولوجي كبير سيتيح في نهاية المطاف استخراج المعادن، خصوصا فلزات أرضية نادرة».
ورغم أن المندوبين لن يقروا في المؤتمر اتفاقات ولن يصوتوا على اقتراحات، سيعلنون «التزامات» طوعية لبلدانهم: على سبيل المثال، ستعلن بنما توسيع منطقة «بانكو فولكان» المحمية التي أنشئت في العام 2015 بمنطقة البحر الكاريبي.
وقال بوسادا من منظمة «مارفيفا» غير الحكومية «نأمل في رؤية التزامات من البلدان عن إعلان 30 في المئة من مناطقها البحرية مناطق محمية قبل الموعد المستهدف» للعام 2030 الذي جرى الاتفاق عليه في مؤتمر الأطراف بشأن التنوع البيولوجي (COP15) في كندا العام الماضي.
بدوره، حذّر وزير التنمية الزراعية البنمي أوغوستو فالديراما، قائلا «انتهى وقت الكلام وبدأ وقت العمل: ما علينا فعله هو التصرف أسرع وبطريقة ملموسة أكثر إذا أردنا إنقاذ كوكبنا».
تعليقات