Atwasat

حفيدة غاندي تكافح للحفاظ على إرثه المهدد في جنوب أفريقيا

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 26 مارس 2023, 12:32 مساء
WTV_Frequency

لم تغادر إيلا غاندي (82 عاما) جنوب أفريقيا حيث طور جدها المهاتما غاندي نهجه القائم على نبذ العنف.. إلا أنها تكافح راهنا في منزله المتداعي الذي حُوّل إلى متحف لحفظ تراث الشخصية العالمية.

العام 1893، وصل موهانداس كرمشاند غاندي في ريعان شبابه إلى دوربان في منطقة كوازولو ناتال (جنوب شرق) التي لا تزال تحتضن حتى اليوم إحدى أكبر المجموعات الهندية خارج الهند. وكان الزعيم الروحي الذي أثار إرثه الجدل في أفريقيا خلال فترات معينة، يعمل آنذاك في شركة محاماة، وفق «فرانس برس».

وفي تلك المرحلة، أحضر المستعمرون البريطانيون مئات الآلاف من الهنود تحديدا للعمل في حقول قصب السكر، فيما نجحت نخبة صغيرة مُتعلّمة في العمل بمجال التجارة أو ضمن مهن حرة.

وأمضى غاندي الذي كان خجولا، عشرين عاما في جنوب أفريقيا (1893-1915)، حيث وصل إلى مرحلة من النضج السياسي عقب معارضته قوانين الفصل العنصري المُطبّقة على المهاجرين الهنود.

- صنادل تحمل صورة غاندي تثير جدلاً في الهند

غاندي يجاور تشرشل في ساحة لندن

وتقول حفيدته إن «مسار حياته تبدل في جنوب أفريقيا» التي ترك بصمة فيها، إذ تبنى بطل النضال ضد النظام العنصري نيلسون مانديلا، خلال فترة معينة، فلسفة غاندي علنا. وحُوّل منزل غاندي السابق في فينيكس الواقعة على بعد 25 كيلومترا من دوربان، إلى متحف. لكن بعد مرور أكثر من 70 عاما على وفاته، لا تتوفر المبالغ اللازمة لترميم المبنى. ويمكن لزائر المتحف الاطلاع على مسار غاندي الفكري، وأفكاره عن الأعراق والمرأة والعلم، على حد قول إيلا غاندي. وتضيف المرأة التي كانت نائبة خلال فترة حكم مانديلا «إذا تركنا المكان يتداعى سيصبح غاندي منسيا».

عنصري؟
وكانت المؤسسة التي ترأسها إيلا تتلقى حتى العام الفائت تبرعات من بلدية ديربان. لكن هذه المُساعدات توقفت وباتت المؤسسة تفتقد إلى الأموال، خصوصا تلك اللازمة لترميم النوافذ المدمرة. ولم ترد البلدية بعدما حاولت وكالة «فرانس برس» التواصل معها.

وتسعى المؤسسة أيضا إلى الحد من التوترات بين سكان فينيكس الذين يتحدر معظمهم من أصل هندي، ومجتمع السود في بلدة إناندا المجاورة، حسب إيلا. ففي العام 2021، كانت فينيكس مسرحا لجرائم قتل على خلفية عنصرية، ذهب ضحيتها نحو ثلاثين رجلا أسود. وشكل ذلك شرارة لأسوأ موجة عنف عرفتها جنوب أفريقيا، إذ أسفرت أعمال شغب ونهب عن مقتل أكثر من 350 شخصا.

وتشكّل ذكرى غاندي موضع نزاع أحيانا، إذ كانت الآراء في شأن إرث الزعيم الروحي الذي اشتهر بمقاومته الحكم الاستعماري البريطاني في موطنه الهند، متباينة في أفريقيا. وكان غاندي يُتَّهم بالعنصرية لأنه أكد في بعض كتاباته أن الهنود «متفوقون جدا» على الأفارقة السود.

وفي العام 2015، رُمي على تمثال لغاندي في جوهانسبرغ طلاء على هامش إحدى التظاهرات. أما في غانا، فأُزيل تمثال آخر يمثل الزعيم الروحي من أكبر جامعة في البلاد.

ويوضح أستاذ العلاقات الدولية في جامعة «فيتفاترسراند» بجوهانسبرغ فيشواس ساتغار، أن فكر غاندي كان في الأساس «من نتاج الاستعمار» إذ كان مقتنعا بأن «المجتمع الاستعماري الأبيض يجسد الحضارة». لكن تجربته في جنوب أفريقيا بدلته جذريا وحولته إلى مكافح ضد العنصرية، وفق الإخصائي.

وتسعى إيلا غاندي حاليا إلى إيجاد محسنين جدد للحفاظ على ذاكرة جدها حية في جنوب أفريقيا. غير أن الحفاظ على المواقع التاريخية «ليس أولوية بنظر الواهبين»، خصوصا منذ جائحة «كوفيد»، حسب سيلو هاتانغ، المدير العام لمؤسسة نيلسون مانديلا التي تضررت أيضا بفعل نقص التمويل.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
البندقية تبدأ بفرض ضريبة على الزيارات اليومية
البندقية تبدأ بفرض ضريبة على الزيارات اليومية
«نستله» تتلف «على سبيل الاحتراز» زجاجات مياه «بيرييه» بعد أمطار غزيرة
«نستله» تتلف «على سبيل الاحتراز» زجاجات مياه «بيرييه» بعد أمطار ...
سقوط مراوح طاحونة ملهى «مولان روج» الاستعراضي في باريس
سقوط مراوح طاحونة ملهى «مولان روج» الاستعراضي في باريس
«مطعم حي الرمال» شاورما في القاهرة بمذاق فلسطيني مميز
«مطعم حي الرمال» شاورما في القاهرة بمذاق فلسطيني مميز
«انبعاثات الوقود الأحفوري» وراء فيضانات الإمارات وعُمان
«انبعاثات الوقود الأحفوري» وراء فيضانات الإمارات وعُمان
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم