تبدأ في مختلف المدارس الليبية الأسبوع المقبل امتحانات الفصل الدراسي الأول، في وقت مازال غالبية التلاميذ ومسؤولين في قطاع التعليم يشكون نقص الكتاب الدرسي منذ بداية العام الدراسي الحالي، ما أدى إلى انخفاض استيعاب التلاميذ المواد المقررة في منهجهم التعليمي، وأربك القائمين على العملية التعليمية، فيما أشارت أصابع الاتهام إلى وزارة التربية والتعليم لكونها تقف عاجزة أمام هذه الحالة.
رئيس وحدة المخازن بوزارة التربية والتعليم حسين الرحيبي يقول «إن عملية توريد وتوزيع الكتاب المدرسي تجاوزت ما نسبته أكثر من 60 % من إجمالي الكمية المتعاقد على طباعتها هذا العام الدراسي». وأضاف: «جرى توزيع أكثر من 70 عنوان كتاب مدرسي من أجمالي 120 عنوانًا لمختلف المناطق التعليمية بليبيا».
أشعر بالخجل
ومع ذلك تتساءل المفتشة التربوية خديجة سالم: «إذا الوزارة لا تهتم بتوفير الكتاب في الوقت المحدد هل نواكبها، ونترك الطالب والمعلم يتخبطان دون أن نتدارك الموقف؟».
وقالت: «إن المعلم الناجح يستطيع أن يعوض بطريقته التلميذ مفردات المنهج المفترض، لكن المشكلة تكمن في وجود تفاوت كبير بين المعلمين، وخبراتهم، وقدراتهم، وهذا له تأثير سلبي على التلميذ في غياب المرجع الأساسي وهو الكتاب».
وترى نعيمة مادي معلمة بمدرسة الفالوجا بطرابلس أنه «ﻻ دراسة دون الكتاب المدرسي، وفي غيابه تصبح العملية التعليمية كذبة كبيرة ضحيتها التلميذ»، وتضيف «حاولنا الاستعانة بالكتب القديمة، ولكنها ممزقة وغير صالحة للاستخدام، كما قمنا بنسخ بعض الدروس على حسابنا الشخصي، والإدارة لم تستطع حتى توفير آلة نسخ المستندات».
ويؤكد جمعة عبد القادر مدير مدرسة علي الشاوش «أشعر بالخجل من التلميذ والمعلم، وأنا أتردد يوميًا على مخازن الكتاب المدرسي، وامتحانات الفصل الأول على الأبواب، ولا أرى أملاً قريباً في توفير الكتاب المدرسي لأبنائي التلاميذ».
وعن البدائل التي يمكن أن توفرها المدرسة للكتاب يقول عبد القادر: «لدينا آلة تصوير واحدة، ولكنها لا تكفي لتصوير كل الدروس اليومية».
ابني فقد حماسه
واشتكى عادل أنبية ولي أمر تلميذ بالصف الثالث الابتدائي تدني مستوى تعليم ابنه، مقارنة بالسنة الماضية، وقال «ابني كان من المتفوقين، وهذه السنة يعود من المدرسة دون أن تكون لديه واجبات تذكر، ونقص حماسه للدراسة، وفي مرات كثيرة كان يشتكي من المعلمة التي لا تدرسهم شيئًا».
ويتضرر حوالي مليون تلميذ ليبي من مشكلة عدم توفر الكتاب المدرسي، بين شكوى المعلمين من عدم قدرتهم على إيصال المعلومات لتلاميذهم، رغم محاولات المفتشين التربويين دعم المعلم وتوجيهه، وبيانات وإحصائيات وزارة التربية والتعليم عن عدد الكتب المتاحة هذا العام.
تعليقات