تشهد مدينة بنغازي منذ الخامس عشر من أكتوبر 2014، حالة حرب في مواجهة الإرهاب وتحولت عدة مناطق منها إلى محاور للقتال تسببت في نزوح سكان تلك المناطق حفاظاً على أرواح المدنيين.

ومن أبرز المناطق التي غادرها سكانها منطقة وسط البلاد التي تعتبر عصب مدينة بنغازي، وجرت العادة لدى غالبية سكان مدينة بنغازي قضاء أوقات المساء وقبل أذان المغرب خلال شهر رمضان من كل عام في التجول داخل سوق الحوت الشعبي الواقع في منتصف منطقة وسط البلاد حيث يتجمع الباعة من أبناء المدينة لبيع مختلف أنواع الأطعمة والخبز والمخللات والعصائر والتمور والحليب والألبان وألعاب الأطفال.

ويقع ميدان سوق الحوت في منطقة وسط البلاد ويتصل الميدان بشارع العقيب وشارع عمر المختار وشارع المهدوي ويمتد السوق حتى ساحة الحرية التي اشتهرت إبان ثورة 17 فبراير2011.

واستطلعت «بوابة الوسط» بعض من مريدي السوق فترة ما قبل الحرب والذين عبروا بحزن شديد عن فقدهم لتلك اللحظات التي اعتادوا على عيشها مع أصدقائهم وأقاربهم.

وقال المواطن محمد الغناي «يا حسرة أنا فقدت نكهة الحياة لأنني من سكان سوق الحوت فهناك بيتنا وذكريات الطفولة وأيام الشباب»، فيما يرد المواطن عبدالنبي المغربي قائلاً «كأننى افتقدت شيئاً ثميناً .. فنكهة سوق الحوت لا تعادلها نكهة ..عليه العوض ومنه العوض ».

أما سامي علي فيقول «افتقدت نكهة بنغازي كلها في رمضان موش سوق الحوت فقط» في حين تأسف فتحي خالد لما آل إليه حال مدينة بنغازي وخسارتها هذا العام لتقليد شعبي أحبه سكان المدينة واعتادوه خلال رمضان كل عام.

ورأي سالم مفتاح أن غياب السوق هذا العام «خسارة كبيرة لمدينة بنغازي التي عاشت عبر سنين طويلة تناضل وتجاهد من أجل تحقق الاستقرار وتنهض بعيدًا عن الحروب وشق الصفوف».

وعلى الرغم من غياب تقليد سوق الحوت خلال رمضان هذا العام إلا أن المدينة شهدت تواجدًا لعدة أروقة حيث يتم فيها بيع المواد الغذائية والخبز بأنواعه والتمور والألبان والأجبان الحليب عند الطرقات الرئيسية وتحت الجسور داخل المناطق الأمنة في المدينة.