رصدت الصحافة العربية في تناولها الساحة الليبية الأمنية والسياسية، دور الوساطة الجزائرية بين الأطراف المتحاوِّرة، تزامنًا مع مواجهات الجيش ضد المتطرِّفين في بنغازي، والاشتباكات بين حرس المنشآت وعناصر تنظيم «داعش».

الوساطة الجزائرية
ركَّزت جريدة «العرب اللندنية» على مساعي الجزائر، للعب دور الوساطة بين الأطراف في ليبيا، في ظلِّ تخوفها من الانعكاسات الممكنة لأيّ تصعيد غير محسوب على الداخل الجزائري، لاسيما أمام صعوبة السيطرة على الشريط الحدودي الواسع بين البلدين.

ويقول مراقبون إنَّ الجزائر التي تحاول تطويق المتشدِّدين في إطار حربها ضدّ الإرهاب، أبدت انفتاحها على التنظيمات المرتبطة بـ«القاعدة» في ليبيا، في إشارة إلى الجماعة الليبية المقاتلة بقيادة عبدالحكيم بالحاج، لإدماجها في التسوية السياسية.

وأكد عبدالقادر مساهل، الوزير الجزائري المنتدب للشؤون المغاربية والأفريقية، أنَّ الجزائر استقبلت سرًّا 200 شخصية ليبية لها دورٌ في الأزمة.

وأوضح الوزير في تصريحات صحفية، أمس الأربعاء، أنَّه «خلال الأسابيع والأشهر الماضية استقبلنا 200 شخصية ليبية بعيدًا عن الأنظار من أجل اجتماعات سرِّية كُلِّل بعضها بالتوقيع»، دون أنْ يذكر طبيعة الوثائق التي تمَّ التوقيع عليها، كما لم يذكر أي اسم من أسماء الشخصيات الليبية.

وأضاف مساهل أنَّ ما يحدث في ليبيا اليوم «يتعلق بالأمن الداخلي للجزائر» لأنَّ «الإرهاب ظاهرة شاملة ويجب معالجتها بمقاربة شاملة».

وذكرت الجريدة موقف الجزائر الضاغط وطلبها من قطر المساعدة في الضغط على أطراف ليبية من أجل تقريب وجهات النظر لإنجاح مساعيها لإطلاق حوار بين الفرقاء وإنهاء الاقتتال.

الهجوم على «داعش»
وسلَّطت «البيان» الإماراتية الضوء على المواجهات التي يخوضها الجيش الليبي ضد المتطرِّفين في بنغازي، إذ نقلت عن مصادر أنَّ المعارك اندلعت بين الطرفين، عقب سماع دوي انفجار قرب ميناء بنغازي الذي سيطر الجيش عليه قبل أسابيع.

وتأتي هذه المواجهات وسط تقارير عن عزم وحدات الجيش بدء هجوم على آخر المواقع التي يتحصَّن فيها مسلحو «داعش»، بعد تعيين الفريق خليفة حفتر قائدًا عامًا للجيش.

وتناولت الجريدة ما ذكره مسؤولٌ ليبي أنَّ طائرتيْن حربيتيْن مجهولتيْن شنَّتا غارات على مطار بلدة الزنتان غرب ليبيا فألحقتا أضرارًا بأنظمة الكهرباء، وليس بمهبط الطائرات.

وأشارت «البيان» إلى دعوة الأمم المتحدة سياسيين ليبيين إلى جلسة أخرى الأسبوع المقبل في الجزائر، عقب جلسة اليوم في المغرب.

وقالت بعثة الأمم المتحدة في بيان: «تعلن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عقد اجتماع للناشطين السياسيين ومندوبي القادة الليبيين مطلع الأسبوع المقبل في الجزائر في إطار عملية الحوار الليبية».

ميناء بنغازي
أما جريدة «الخليج» الإماراتية فنشرت ما أفاد به آمر منطقة الجبل الأخضر العسكرية، العقيد فرج البرعصي، بأنَّ قوات حرس المنشآت تصدَّت لهجوم مباغت لمسلحين قرب ميناء بنغازي ومنطقة سوق الحوت، مشيرًا إلى إلقاء القبض على عدد كبير من المسلحين بعد فشل الهجوم.

وقال الناطق باسم مديرية أمن بنغازي، الملازم أول طارق الخراز: «تم استهداف المديرية بقذيفتي هاون، ألحقتا أضرارًا مادية بالمقرِّ، لكن لم يسفر هذا الاستهداف عن خسائر بشرية».

وعن استهداف مطار الزنتان نقلت عن مسؤول الطيران المدني في الزنتان عمر معتوق أنَّ طائرتي «ميغ» استهدفتا الممر لكن اخطأتا الهدف. وأضاف أنَّهما قصفتا نظام الإضاءة، ما سيجبر السلطات على تعليق كل الرحلات بعد الغروب. ولم يذكر المسؤول تفاصيل عن الجهات المسؤولة. وقال إنَّ المطار ما زال يعمل بصورة طبيعية.

وفي ما يخص اقتحام حقلي الباهي والمبروك اللذين اقتحمهما عناصر تنظيم «داعش» أول من أمس وطردوا قوات الأمن، نقلت الجريدة عن الناطق باسم حرس المنشآت النفطية، علي الحاسي، قوله أنَّ الحقلين دُمرِّا بعد يومين من الاشتباكات مع المسلحين.

وأضاف: «إنَّ القتال مستمرٌّ في حقل ثالث هو الظهرة، وإنَّ قوات حرس المنشآت النفطية ستتحرَّك لاستعادة الحقلين»، وأشار إلى أنَّ حقل الظهرة ما زال تحت سيطرة قواته.