ركزت الصحافة العربية الصادرة، اليوم الجمعة، على تطورات القتال بين الجيش الوطني الليبي وما يُعرف بقوات «مجلس شورى الثوار» في مدينة بنغازي، وأثر ذلك على ميزان القوى العسكرية في الداخل الليبي، تزامنًا مع مساعي استكمال الحوار الوطني.سيطرة الجيش على ميناء بنغازي
وأوردت جريدة «الحياة» اللندنية، ما نُقل إعلاميًا عن توغل قوات «الجيش الوطني الليبي» بقيادة اللواء خليفة حفتر داخل ميناء بنغازي، وسيطرته على القاعدة البحرية، بعد قتال استمر أشهرًا مع مقاتلي «مجلس شورى الثوار» وحلفائهم الإسلاميين.

وأكد آمر المحور الشرقي في الجيش العقيد فرج البرعصي، سيطرة قواته على ميناء بنغازي بعد معارك عنيفة شهدتها المنطقة على مدى أيام. وأفاد الناطق باسم الجيش العقيد أحمد المسماري، أن قواته عمدت إلى تطهير جيوب مسلحة داخل الميناء أمس.

ونقلت الجريدة مصادر طبية عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين خلال الساعات الـ 48 الأخيرة.الحكومة توضح ماحدث في بنينا
ونقلت جريدة «الخليج» الإماراتية، ما ورد من نفي مصدر برئاسة الحكومة الموقّتة منع طائرة رئيس الوزراء عبدالله الثني من الهبوط في مطار بنينا. وأوضح قائلاً: إنَّ ماحدث هو أن طائرة رئيس الحكومة تلقَّت تحذيرات من ضباط أمن مطار بنينا، أثناء استعدادها للإقلاع من مطار الأبرق، وذلك لعدم جاهزية المطار باستقبال أي طائرة لتوقفه منذ ستة أشهر بسبب الاشتباكات المسلّحة.

وأضاف أنه مع ذلك أصرت الحكومة على الهبوط في مطار بنينا، لرفع الروح المعنوية لأهالي المدينة، باعتبارها أول طائرة ستهبط منذ أشهر، وهو ما استجاب له أمن المطار، وهبطت الطائرة بسلام.

إلى ذلك، أوردت جريدة «الأخبار» المصرية، عن اللواء خليفة حفتر قائد عملية «كرامة ليبيا»، نفيه تعرض قواته لرئيس الحكومة الموقتة المعترف بها دوليًا عبد الله الثني، أثناء زيارة الأخير إلى مدينة بنغازي خلال اليومين الماضيين.

وقال حفتر، عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر»: «إننا لا ننوي ولا ندعم مطلقًا القفز علي المؤسسات الشرعية التي اختارها الشعب الليبي واعترف بها المجتمع الدولي, سواء مجلس النواب أو الحكومة».

وجاءت تصريحات حفتر تعقيبًا على تقارير أشارت إلى أن مسلحين تابعين له حاولوا عرقلة هبوط طائرة الثني ثم اعترضوا لاحقًا موكبه في بنغازي، وهو ما أثار شكوكًا حول وجود توتر بين الحكومة وقوات حفتر اللذين تحالفا معًا في مواجهة جماعات متشددة أبرزها تشكيلات «فجر ليبيا».لقاءات غير معلن عنها بالقاهرة
وعن الحوار، قالت جريدة «الشرق الأوسط» السعودية، إن فرقاء ليبيين عقدوا لقاءات رسمية بالقاهرة، لكن غير معلن عنها، للتحالف ضد المتطرفين، وذلك لأول مرة منذ إنهاء حكم القذافي في 2011.

وضمت اللقاءات، وفق الجريدة، قيادات من البرلمان المعترف به والحكومة المنبثقة عنه وضباطًا كبارًا من رئاسة أركان الجيش الذي يقوده اللواء خليفة حفتر من جانب، وزعماء قبائل وقادة جيش من المحسوبين على النظام السابق وبعض القبائل، من جانب آخر.

ويأتي هذا بالتزامن مع جلسات الحوار الليبي الذي ترعاه الأمم المتحدة في جنيف.

وأكد رئيس اللجنة القانونية بالمجلس الأعلى للقبائل الليبية محمد الورفلي، بعد أن رفض دعوة للمشاركة في حوار جنيف، أن «مصر اتصلت، مشكورة، بأطراف ليبية من ضباط جيش وقيادات فاعلة»، مضيفًا أن «الليبيين لا يريدون عودة النظام السابق، ولكن يريدون عودة الأمن والأمان.. والشخصيات التي تلتقي بمصر همها استعادة الوجه الحقيقي لليبيا».

وأضاف أنه بعد خروج الإخوان المسلمين من حكم مصر وتونس، بدأ الموقف يتغير كثيرًا تجاه ليبيا وتجاه معاناة الشعب، وأن «مزاج الليبيين أصبح مع عودة الاستقرار».

ووصف الشيخ عبد الله الترهوني أحد زعماء قبيلة ترهونة حوار جنيف بأنه يشبه الظاهرة الصوتية، لا أكثر ولا أقل.