تشهد مدينة الكفرة في جنوب ليبيا أزمة إنسانية جديدة مع وصول الآلاف من النازحين الفارين من الحرب الأهلية المشتعلة في جنوب السودان، يحمل المئات منهم أمراضا معدية، ما يضع مزيد الأعباء على المنظومة الصحية الضعيفة والوضع الاقتصادي بالمدينة.
ونقلت وكالة «نوفا» الإيطالية، الثلاثاء، عن مدير مستشفى الكفرة الجامعي إسماعيل العيطة أن المستشفى يواجه ما وصفه بـ«حالة من الفوضى الصحية»، حيث يحمل عديد النازحين السودانيين أمراضا معدية مثل الإيدز والتهاب الكبد، وغيرهما محذرا من احتمال انتشار مرض السل.
وتستقبل الكفرة، ذات الـ60 ألف نسمة، أكثر من 1500 نازح يوميا، خصوصا بعد تساعد أعمال العنف في إقليم دارفور ما فاقم من الأزمة الإنسانية.
عدم القدرة على توفير الرعاية الصحية
وأمام تلك الأعداد، يؤكد العيطة أن المستشفى ليس قادرا على توفير الرعاية الصحية المناسبة، وقال: «قدرة المستشفى البلدي ليست كافية للتعامل مع هذا التدفق، كونه المرفق الصحي الوحيد في المدينة وحجمه أقل من اللازم لتلبية الاحتياجات المحلية».
وأكد أن هناك حاجة ماسة للأدوية، بما في ذلك أدوية ضغط الدم والسكري والأمراض المزمنة.
- تشاد تعلن حالة الطوارئ الغذائية.. وصمت ليبي حيال تدفقات اللاجئين السودانيين إلى الكفرة
- بلدية الكفرة: أعداد النازحين السودانيين في تزايد والإمكانات محدودة
وتشير إحصاءات الأمراض المعدية إلى تسجيل 45 حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي، ونحو 800 حالة التهاب كبد، و130 حالة ملاريا وسل منذ أكتوبر الماضي.
50 ألف نازح في الكفرة
كما كشف العيطة، في اتصال مع «نوفا» أن الكفرة تستضيف ما بين 40 – 50 ألف نازح في الوقت الراهن، يغادر بعضهم إلى مدن أخرى مثل أجدابيا وجاليا وبنغازي والبيضاء وطرابلس.
وقال: «تختار الأغلبية البقاء في الكفرة، حيث يجذبهم وجود المجتمع السوداني المحلي الذي يقدم الدعم، والارتباط الثقافي والاجتماعي الوثيق بين سكان الجنوب والمناطق السودانية. الغالبية العظمى من السودانيين يفضلون تجنب خيار الهجرة إلى أوروبا».
وأضاف: «لا نريد أن تتحول الكفرة إلى مخيم للاجئين. ويجب على المجتمع الدولي أن يتدخل لضمان مكان آمن لهؤلاء الأشخاص».
دور غائب للأمم المتحدة
وانتقد العيطة غياب دور واضح للأمم المتحدة في هذا الوضع، مشيرا إلى الدعم الكبير الذي قدمه قائد «القيادة العامة» المشير خليفة حفتر.
من جانبه، تحدث الناطق باسم المجلس البلدي الكفرة عبدالله سليمان عن الواقع الصعب الذي تعيشه الكفرة مع موجات متتالية من السودانيين الباحثين عن ملجأ من الحرب المستعرة في بلادهم.
وسبق أن وجه مجلس بلدي الكفرة نداء عاجلا إلى الدولة والمنظمات الدولية لتقديم المساعدات الضرورية مثل البطانيات والإمدادات الغذائية لمساعدة اللاجئين.
غياب السيطرة الأمنية على الحدود
وأشارت الوكالة الإيطالية إلى غياب السيطرة الحقيقية على الحدود الشاسعة بين ليبيا والسودان وتشاد والنيجر، مع دلائل على نشاط مجموعات إجرامية تسمح للمهاجرين بالعبور شمالا مقابل مبالغ مالية طائلة.
وتنشط مجموعة «سبل السلام» المسلحة في منطقة الكفرة، التي تسيطر على الحدود الليبية السودانية وعلى الشاحنات التي تعبر الحدود بالبضائع والوقود المهرب والمهاجرين غير النظاميين.
تعليقات