قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، إن الحديث عن نية روسيا توسيع وجودها العسكري في ليبيا «لا يتوافق مع الواقع»، موضحا أن «اتفاقيات التعاون العسكري تتطلب قرارات من الحكومة الشرعية، وتصديق برلمان البلاد»، ولافتًا إلى «صعوبة تنفيذ ذلك في ليبيا حاليًا».

وأضاف بوغدانوف، في حوار مع جريدة «اليوم السابع» المصرية ينشر الأحد، أن روسيا تدعم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية شاملة في ليبيا بمشاركة جميع القوى السياسية.

وفي الخامس من نوفمبر الماضي، ذكرت وكالة «بلومبرغ» الأميركية أن روسيا تعمل على توسيع وجودها العسكري في شرق ليبيا، وإبرام اتفاق دفاع مع قائد «القيادة العامة»، المشير خليفة حفتر، في خطة يمكن أن تؤدي إلى إنشاء قاعدة بحرية، مما يمنحها موطئ قدم على عتبة الاتحاد الأوروبي الجنوبية.

مبعوث بوتين: روسيا تدعم انتخابات ليبية بمشاركة جميع القوى السياسية
وشدد بوغدانوف على دعم بلاده فكرة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية شاملة في ليبيا «بمشاركة مجموعة واسعة من القوى السياسية»، بما في ذلك ممثلو النظام السابق، معتبرًا أن خلاف ذلك سيحصل «الغرباء» على عذر لتحدي نتائجها، ومنوهًا بأن «إجراء تصويت مشروع سيكون بمنزلة مخرج من هذا الوضع الذي لا يطاق بالنسبة للشعب الليبي الذي يعيش فيه منذ أكثر من 13 عامًا».

وقال: «الانتخابات ستساعد في تشكيل سلطات موحدة، مع تمثيل عادل للمناطق التاريخية الثلاث: برقة وطرابلس وفزان»، لافتا في هذا الصدد إلى «أهمية النهوض بالعمل على المسار الدستوري، لتنسيق الإطار التشريعي للعملية الانتخابية بين مجلسي النواب والأعلى للدولة».

مبعوث بوتين: يجب عدم إنشاء أطر زمنية مصطنعة لإجراء الانتخابات
وبعد الإشارة إلى توقف عملية بوزنيقة بسبب الخلاف بين مجلسي النواب والدولة، قال مبعوث بوتين: «الآن لا أحد يتأكد من أن الانتخابات ستجرى في المستقبل المنظور».

واعتبر كذلك أن «الانتخابات عملية معقدة إلى حد ما، ويجب التعامل معها بدقة، ومراجعة المواقف مع جميع القوى السياسية الليبية، وعدم إنشاء أطر زمنية مصطنعة لتنفيذها».

- بوغدانوف: ندعم خيارات الشعب الليبي ومؤسساته المنتخبة
- بوغدانوف: استبعاد أي شخص من العملية الشاملة في ليبيا بمثابة «قنبلة موقوتة»
- «بلومبرغ»: روسيا تسعى لتوسيع وجودها العسكري في شرق ليبيا

موقف روسيا من اقتراح إحياء النظام الملكي في ليبيا
وردًا على سؤال بشأن اقتراح نظام ملكي، تابع بوغدانوف: «لم تثر قضية إحياء النظام الملكي في ليبيا منذ الإطاحة به في سبتمبر 1969 حتى على مستوى المحادثات، والمناقشات بين الشخصيات العامة والسياسية المهمة»، معتبرًا أن «مثل هذه القرارات يجرى اتخاذها على أساس استفتاء وطني، وفي غضون ذلك من الصعب إجراء انتخابات وطنية».

وبشأن ملف القوات الأجنبية في ليبيا، أفاد مبعوث الرئيس الروسي: «ندعو باستمرار إلى انسحاب متزامن وتدريجي لجميع الجماعات المسلحة غير الليبية والوحدات العسكرية دون استثناء من أجل عدم الإخلال بتوازن القوى المتبقي على الأرض، ويجب أن يتخذ الليبيون أنفسهم القرارات بشأن مثل هذه القضية على أساس الإجماع».